استمرار الانقسامات الأوروبية حول إدراج الجناح العسكري لحزب الله في لائحة المنظمات الإرهابية

الحكومة اللبنانية تطلب الامتناع عن ذلك لأنه «مكون أساسي» في البلاد

TT

استؤنفت الخميس ببروكسل الاجتماعات التحضيرية لاجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء بالتكتل الأوروبي الموحد، والمقررة الاثنين المقبل بالعاصمة البلجيكية، ومن بين الموضوعات التي كانت مطروحة للنقاش خلال اجتماعات سفراء الدول الأعضاء لدى مؤسسات الاتحاد الأوروبي، مسألة إمكانية إدراج الجناح العسكري لحزب الله اللبناني في لائحة الإرهاب الأوروبية، وتزامن ذلك مع تصريحات نقلتها تقارير إعلامية، للمتحدثة الإعلامية باسم وزارة الخارجية النمساوية إيزابيلا بوشل، وقالت فيها إن بلادها لم تقرر بعد دعم التوجه الأوروبي نحو إدراج الجناح العسكري للحزب في قائمة المنظمات الإرهابية خشية أن يؤدي ذلك إلى زعزعة أمن لبنان.

ونقلت وكالة الصحافة النمساوية عن بوشل قولها إن النمسا تخشى من أن تؤدي هذه الخطوة التي تبحثها دول الاتحاد الخميس في بروكسل إلى زعزعة الاستقرار في لبنان بسبب نفوذ حزب الله الواسع هناك، وإلى تنفيذ هجمات على قوة الأمم المتحدة المنتشرة في جنوب لبنان والتي تتضمن 180 جنديا نمساويا.

وحسب تلك التقارير، تعتبر النمسا إلى جانب آيرلندا والتشيك ومالطا وسلوفاكيا من أشد المعارضين لاتخاذ مثل هذه الخطوة. وأشارت الوكالة إلى أن دول الاتحاد الأوروبي تلقت تقريرا مفصلا يتناول أنشطة حزب الله، لا سيما تورطه في الحرب الأهلية في سوريا وتحالفه مع إيران؛ إذ سيعرض سفراء الاتحاد موقف بلدانهم من هذا التقرير وما إذا كانوا سيدعمون دعوات بريطانيا وفرنسا وألمانيا إلى جانب الولايات المتحدة وإسرائيل اعتبار حزب الله منظمة إرهابية.

وقامت بريطانيا وهولندا بإدراج حزب الله في قائمتي بلديهما للمنظمات الإرهابية واعتبرت هولندا أن جميع مكونات حزب الله إرهابية، في حين اكتفت بريطانيا بإدراج الجناح العسكري للحزب. وكانت السلطات البلغارية أعلنت في الخامس من فبراير (شباط) الماضي أن لديها أدلة تثبت تورط حزب الله في الاعتداء الذي وقع في الثامن عشر من يوليو (تموز) 2012 في مطار «بورغاس» البلغاري وأوقع ستة قتلى، هم خمسة سياح إسرائيليين وسائق الحافلة التي استهدفها الانفجار.

وقالت مايا كوسيانتيش المتحدثة باسم كاثرين أشتون منسقة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، إن المشاورات ما زالت مستمرة بين الدول الأعضاء والجهاز التنفيذي للاتحاد الأوروبي، حول ملف إمكانية إدراج الجناح العسكري لحزب الله اللبناني في لائحة الاتحاد الأوروبي للمنظمات الإرهابية، وأضافت المتحدثة في تصريحات الأربعاء بأنها لا تستطيع قول أي شيء في هذا الصدد طالما لم يتم التوصل إلى اتفاق أوروبي في هذا الاتجاه، وحول تأثيرات الوضع السوري على ما يحدث في لبنان والتطورات الأخيرة، ووجود تقرير منتظر من السيدة أشتون سيطرح على اجتماعات وزراء الخارجية الاثنين حول هذا الملف، قالت المتحدثة إن التقرير يجري إعداده حاليا، وهناك اجتماعات في هذا الصدد تستمر الأربعاء والخميس ببروكسل.

وقالت كوسيانتيش لـ«الشرق الأوسط» إن المشاورات لا تزال مستمرة بين الدول الأعضاء حول هذا الملف. ويأتي ذلك بعد أن قال دبلوماسيون إن حملة بريطانية لضم الجناح المسلح لجماعة حزب الله اللبنانية إلى قائمة الإرهاب الخاصة بالاتحاد الأوروبي واجهت مقاومة مجددا من حكومات تخشى أن يزيد ذلك عدم الاستقرار في الشرق الأوسط. وقال مايكل مان المتحدث باسم قسم السياسة الخارجية الأوروبية، إن إدراج حزب الله اللبناني في لائحة الاتحاد الأوروبي للمنظمات الإرهابية يتطلب الإجماع من جانب دول التكتل الأوروبي الموحد. وقال لـ«الشرق الأوسط» تعليقا على طلبات تقدمت بها دول أعضاء في هذا الصدد: «لقد علمنا بوجود هذا الطلب ولكن اتخاذ قرار مثل هذا لا بد له من توفر الإجماع من جانب الدول الأعضاء».

وأعلن المكتب الإعلامي للرئيس اللبناني ميشال سليمان أمس أنه بعد التشاور مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي «تقرر تكليف وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عدنان منصور الطلب إلى ممثل لبنان لدى الاتحاد الأوروبي وإبلاغ المفوضية العامة للاتحاد والدول الأعضاء فيه، طلب الحكومة اللبنانية عدم إدراج حزب الله، وهو مكون أساسي من مكونات المجتمع اللبناني، على لائحة الإرهاب، خصوصا إذا ما اتخذ القرار بصورة متسرعة ومن دون الاستناد إلى أدلة موضوعية ودامغة».