«حماس» تطرح على مصر خطة للتبادل التجاري بديلا للأنفاق

مصادر: «حماس» تعاني من تجفيف مصادر التمويل بعد موقف إيران

TT

قالت مصادر مطلعة في قطاع غزة لـ«الشرق الأوسط» إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بدأت تعاني من تراجع مصادر الدخل المالي، بعد شن الجيش المصري حملة غير مسبوقة لهدم الأنفاق التي كانت تشكل مصدر دخل كبير للحركة. وأضافت المصادر، «إذا استمر هذا الوضع فإن الحركة ستدخل في أزمة حقيقية خلال شهور».

ويشن الجيش المصري حملة كبيرة على الأنفاق الواصلة بين مصر والقطاع، وطالت لأول مرة أنفاق تهريب رئيسية كانت تستخدم لتهريب الوقود والبضائع، كما طالت أنفاقا خاصة بحماس نفسها. وتملك «حماس» مئات الأنفاق المحفورة تحت الأرض، تأخذ صفة المعابر الرسمية، وتحولت مع الزمن إلى مصدر كبير للرزق والثراء، وشرايين حياة للغزيين كما يحلو للبعض تسميتها، ودخلا مهما لخزينة الحكومة الحمساوية المقالة هناك أيضا.

وكان يدخل عبر هذه الأنفاق يوميا آلاف الأطنان من الوقود، والسلع والبضائع المختلفة، والأدوية، ومواد البناء مثل الإسمنت والحديد، هذا غير تهريب السيارات والسجائر. وفي الأسبوعين الأخيرين أخذ تدمير الأنفاق يتعاظم، وفي المرات السابقة كان التدمير يطال أنفاقا فرعية وغير رئيسية.

وبدأ تدمير الأنفاق بشكل منظم بعد سقوط حكم الإخوان، واتهامات لحماس بالتدخل في الشأن المصري. وقالت المصادر «لقد أثر ذلك كثيرا على دخل الحركة وقدراتها المالية، خصوصا أن ذلك جاء في وقت توقف فيه الدعم كذلك من قبل حزب الله اللبناني بعد موقف حماس من الأزمة السورية، وتراجع إلى حد كبير من قبل إيران».

وعلى الرغم من أن الحركة تعتمد في مصادر الدخل العامة على الضرائب وبعض المشاريع الكبيرة في غزة والخارج، إلا أن المعونات الأكبر كانت تصل من إيران، كما أن الدخل الأكبر من الضريبة كان يأتي عبر الأنفاق. وثمة اتصالات مكثفة تجريها حماس في غزة مع قادة الإخوان المصريين في الخارج في محاولة للبحث عن بدائل تمويل جديدة ولو كانت مؤقتة. وأقر القيادي في حماس، غازي حمد، بذلك، قائلا: إن حركته تبحث عن بدائل وحلول لاحتواء الأزمة. وطال الضرر كذلك قدرة الحركة على تهريب أسلحة إلى القطاع.

وكشفت المصادر عن وجود تراجع في قدرة الحركة على إدخال السلاح لقطاع غزة، وهو ما دفع الحركة مؤخرا إلى رفع مستوى التصنيع الذاتي داخل القطاع. وتبدو العلاقة بين «حماس» والجيش المصري متوترة إلى حد كبير، بعد اتهام الجيش لعناصر فلسطينية بالتدخل بطريقة أو بأخرى في الأزمة المصرية.

وكانت علاقة حماس التي ولدت من رحم الإخوان المسلمين قوية بالنظام المصري السابق، لكن ثورة 30 يونيو (حزيران)، وجهت ضربة قاسية للعلاقة بين الحركة الإسلامية والقاهرة. وتقول «حماس» إنها لا تتدخل في الشأن المصري، وتؤكد أنها على اتصال دائم مع القيادة المصرية.

ووفق المصادر، فإن «حماس» ستطرح على المصريين عبر عضو المكتب السياسي للحركة الموجود في القاهرة، موسى أبو مرزوق، خطة للتبادل التجاري بين غزة ومصر، بديلا للأنفاق التي يجري تدميرها من جهة، وبسبب مواصلة إسرائيل إغلاق المعابر والتحكم فيها من جهة ثانية.

وهذه ليست فكرة جديدة، وأكدت المصادر أن «حماس» طرحت على الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، إقامة منطقة تجارية حرة بين مصر والقطاع، لكنه لم يعد بشيء، بسبب أن المشروع يحتاج موافقة إسرائيلية.