إسبانيا تجدد دعمها لجهود الأمم المتحدة لإيجاد حل سياسي عادل ودائم ومقبول للطرفين في نزاع الصحراء

عاهل المغرب والملك خوان كارلوس يشددان على تطوير نموذج جديد للجوار بين بلديهما

الملك محمد السادس والملك خوان كارلوس لدى تدشينهما مركزا لتكوين وادماج الشباب في بلدة بوقنادل شمال الرباط أمس (ماب)
TT

جددت إسبانيا دعمها للجهود المبذولة في إطار الأمم المتحدة لإيجاد حل سياسي، عادل ودائم ومقبول للطرفين في نزاع الصحراء وذلك في بيان مشترك صدر أمس تزامنا مع انتهاء زيارة ملك إسبانيا خوان كارلوس للمغرب.

وجاء في البيان، الذي بثته وكالة الأنباء المغربية أن «إسبانيا تؤكد دعمها للجهود السياسية المبذولة في إطار الأمم المتحدة لإيجاد حل عادل ودائم ومقبول من الطرفين لقضية الصحراء وفقا للمعايير التي وضعتها حل مجلس الأمن».

وعلى الرغم من استمرار الخلاف بين البلدين حول مصير سبتة ومليلية اللتين تحتلهما إسبانيا شمال المغرب، فإن العلاقات الثنائية شهدت تحسنا في العامين الأخيرين.

وتطرق البيان إلى القضايا ذات الاهتمام المشترك بين الرباط ومدريد «لا سيما الشرق الأوسط وسوريا ومصر، والوضع الأمني في منطقة الساحل والصحراء» مؤكدا على «ضرورة بناء دولة مستقرة وموحدة لمواجهة مخاطر عدم الاستقرار التي تهدد المنطقة».

وحل ملك إسبانيا الاثنين بالرباط برفقة خمسة من وزراء الحكومة الإسبانية وتسعة من وزراء الخارجية السابقين، وعدد من رجال الأعمال والمنظمات، وسبق الزيارة مصادقة مدريد على اتفاق للشراكة الاستراتيجية مع المغرب.

وتزامنت زيارة ملك إسبانيا للمغرب مع مرحلة اشتدت فيها الأزمة الاقتصادية في إسبانيا، وتجاوزت نسبة البطالة 25%.

وتوجد في المغرب أكثر من 1000 شركة إسبانية، فيما تربط 20 ألف شركة إسبانية علاقات تجارية مع المغرب، وتستحوذ المملكة المغربية على 52% من مجموع الاستثمارات الإسبانية في القارة الأفريقية.

وأصبحت إسبانيا الشريك التجاري الأول للمغرب خلال 2012، حيث فاقت قيمة الواردات المغربية من إسبانيا 50,3 مليار درهم (4,5 مليار يورو) بزيادة قاربت 30% مقارنة مع 2011، بينما بلغت الواردات المغربية من فرنسا 47,8 مليار درهم (4,3 مليار يورو)، حيث تراجعت بنسبة 6%.

وأعرب العاهل المغربي وملك إسبانيا عن ارتياحهما للمستوى الممتاز للعلاقات الثنائية في جميع المجالات، وكذا لتعزيز التبادل على جميع المستويات بين المغرب وإسبانيا.

وأفاد البيان المشترك أن عاهلي البلدين شجعا حكومتيهما على مواصلة العمل في هذا الاتجاه من أجل تطوير أكثر لهذا النموذج الجديد من الجوار بين المملكتين.

وأضاف البيان أن «التقارب بين الشعبين يشجع بكل تأكيد جهود الحكومتين لتحسين التعارف المتبادل. كما أن التعاون في مجال الهجرة وفي ميادين العدل والداخلية يعد نموذجيا، بحيث يتميز الحوار بين المسؤولين بكونه مباشرا وسلسا، كما يتضح ذلك من الاجتماعات الوزارية وجداول العمل الطموحة».

وأشاد البيان بالمساهمات القيمة للجالية المغربية المقيمة بإسبانيا والجالية الإسبانية المقيمة بالمغرب في تعزيز العلاقات الإنسانية بين البلدين، كما تم التأكيد كذلك على أهمية تعزيز دور المجتمع المدني.

كما رحب البيان بإنشاء مجموعة جديدة للصداقة تضم شخصيات مغربية وإسبانية، من شأنها أن تكون محفزا لروابط جديدة من التضامن الفعال.

وأكد البيان المشترك أن الاهتمام المتزايد باللغة الإسبانية في المغرب، والذي هو موضوع دراسة مشتركة تجري مناقشته في اجتماع بين مسؤولي الجامعات لكلا البلدين بمناسبة هذه الزيارة، مكن من وضع رابط جديد ومهم يوفر فرصا جديدة للتعاون والتجارة.

وخلال هذه الزيارة، يضيف البيان، جرى تحديد مشاريع جديدة للتعاون في المجالات التربوية والجامعية والبحث العلمي، بين جامعات البلدين والقطاع الخاص في إطار شراكات تكنولوجية جديدة، مشيرا إلى أنه بفضل هذه المبادرات وغيرها، أكد البلدان عن إرادتهما لترسيخ شراكتهما الاستراتيجية.