حشود عسكرية تركية عند الحدود السورية وأوغلو ينبه من «الاتجاهات الانفصالية» لدى الأكراد

مسؤول تركي: لدى الجيش تفويض برلماني للتدخل

TT

تعيش تركيا الرسمية والشعبية حالة من «التأهب» مع تواتر المعلومات عن احتمال إعلان دولة كردية، أو حكومة لأكراد الشمال السوري تكون مدخلا إلى كيان مستقل مشابه لما هو قائم في العراق. ورفعت القيادة العسكرية التركية من حال التأهب على حدودها مع سوريا، خصوصا في المناطق المحاذية للمنطقة ذات الكثافة الكردية التي تشهد مواجهات بين التنظيمات الكردية والإسلاميين، في حين أشارت مصادر تركية إلى أن تعزيزات كبيرة تتجه إلى المنطقة من وحدات الجيش التركي، وأن الأوامر أعطيت للطائرات التركية باستهداف أي تحرك مشبوه عند الحدود بعد اجتماع استثنائي عقد بين رئيس الجمهورية عبد الله غل ورئيس الحكومة رجب طيب أردوغان ورئيس أركان الجيش الجنرال نجدت أوزل.

ولا تبدو أنقرة مستعدة أبدا للسماح بأي كيان انفصالي على حدودها الشمالية وفقا لما أكدته مصادر تركية لـ«الشرق الأوسط»، مشيرة إلى أن الاستعدادات العسكرية التي تجري «لا تهدف إلى غزو شمال سوريا، لكنها رسالة إلى من يهمهم الأمر مفادها أن أنقرة لن تتهاون بأي شيء يتصل بأمنها القومي». ورفضت مصادر رسمية الرد على سؤال لـ«الشرق الأوسط» عن المدى الذي يمكن أن تذهب إليه أنقرة في منع قيام أي كيان كردي عند حدودها، لكنها أشارت إلى أن الحكومة التركية تمتلك تفويضا برلمانيا للتدخل في الأراضي السورية إذا كان ثمة مخاطر جدية.

وحذر وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو من أي اتجاه انفصالي ومن «العواقب الخطيرة» التي يمكن أن تنجم عن ذلك. وقال أوغلو في مؤتمر صحافي إن «المخاطر التي يمكن أن تنجم عن فرض أمر واقع بالغة الخطورة». واعتبر أن اتجاها انفصاليا لدى المقاتلين الأكراد في حزب الاتحاد الديمقراطي الذي يعتبر الذراع السورية لحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا الذين باتوا يسيطرون على رأس العين المواجهة لتركيا «سيؤدي إلى تسعير المعارك وتعميق الوضع المهتز في سوريا». ووجه داود أوغلو أيضا تحذيرا إلى مختلف الفصائل من نقل معاركها إلى الأراضي التركية. وأضاف أوغلو أن «تركيا ستواصل اتخاذ كل التدابير الضرورية لتأمين حماية حدودها» التي يبلغ طولها 800 كلم مع سوريا.