أعمال عنف واشتباكات في مظاهرات أنصار الرئيس المعزول لـ«كسر الانقلاب»

ضبط 13 في اشتباكات بالأزهر.. والجيش حذر من التعرض للمنشآت العسكرية

مظاهرات أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في ميدان رابعة العدوية أمس (رويترز)
TT

تظاهر الآلاف من أنصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي أمس تحت شعار «كسر الانقلاب»، في مسيرات دعا إليها «التحالف الوطني لدعم الشرعية»، وهو ائتلاف لقوى إسلامية تطالب بعودة الرئيس السابق للحكم مرة أخرى ورفض ما سموه «انقلاب الجيش على السلطة». وقد شهدت مسيرات المؤيدين، التي خرجت في أنحاء متفرقة من العاصمة القاهرة ومدينة الإسكندرية، اشتباكات وأعمال عنف، بعد أن تصدى لها مجموعة من الأهالي، فيما حاول العشرات من أنصار مرسي قطع بعض الطرق الرئيسة لشل حركة المرور.

وبينما ألقت قوات الأمن القبض على 13 - على الأقل حتى الآن - ممن سمتهم «مثيري الشغب» في اشتباكات حول الجامع الأزهر عقب صلاة الجمعة أمس، حذر الجيش المصري من انحراف المتظاهرين عن المسار السلمي للتعبير عن الرأي، أو اللجوء إلى العنف والتعرض للمنشآت العسكرية، كما أعلن أنه بصدد القيام بعمل أمني موسع لحفظ الأمن والأمان في سيناء والقضاء على الإرهاب.

وأدى الآلاف من مؤيدي الرئيس المعزول أمس صلاة الجمعة في ميدان رابعة العدوية بمدينة نصر، وهو المقر الرئيس لاعتصامهم بالقاهرة، والمستمر منذ أكثر من أسبوعين، وقام منظمو الاعتصام بتغيير اللافتة الرئيسة للمنصة بأخرى جديدة تتضمن ألوان علم مصر ومكتوب عليها «الديمقراطية ضد الانقلاب»، وردد المعتصمون هتاف (سيسي سيسي.. مرسي رئيسي).

وفي خطبة الجمعة بالاعتصام وجه الشيخ محمد عبد المقصود رسالة للجيش والشرطة قائلا: «إن الله لا يحب الخائنين»، كما وجه رسالة إلى سكان حي رابعة العدوية قائلا: «عليكم أن تعلموا أننا إخوانكم وأهلكم، وأن البلد الآن تباع لأعداء الإسلام، وحان وقت الوقوف صفا واحدا» وشكرهم.

من جانبه، قال عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، إن «المظاهرات هدفها إجبار الانقلابيين ومؤيديهم والمترددين على التراجع عن موقفهم»، وشدد على أن «مستقبل مصر يحسمه شعبها وليس فئة متمردة».

ووقعت مواجهات عنيفة أمس أمام الجامع الأزهر بين مجموعة من مؤيدي الرئيس المعزول وعدد من المواطنين والمصلين عقب انتهاء صلاة الجمعة. وكان المؤيدون قد رددوا الهتافات داخل الجامع عقب خطبة الجمعة مطالبين بما سموه عودة الشرعية والرئيس المنتخب ومنددين بالفريق أول عبد الفتاح السيسي، ولدى خروجهم من الجامع وقعت المواجهات التي استخدمت فيها العصي والأحذية، التي رفعها المصلون في وجه مؤيدي مرسي والذين اضطروا إلى الفرار في المناطق المحيطة.

وردد المصلون والمواطنون أمام الجامع الأزهر هتافات لدعم الجيش وخارطة الطريق ورفض ما يقوم به أنصار جماعة الإخوان المسلمين، فيما تدخلت قوات الأمن لتفريق الجميع.

وأكد مصدر أمني بوزارة الداخلية أن ضباط إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن القاهرة تمكنوا من إلقاء القبض على 13 شخصا من مثيري الشغب خلال الاشتباكات. ونفى المصدر، وفقا لوكالة أنباء الشرق الأوسط، ما تردد حول القبض على سوريين وفلسطينيين، مؤكدا أن المتهمين جميعهم مصريون.

وفي موقعة أخرى، قطع العشرات من مؤيدي مرسي كوبري (6 أكتوبر) بالقاهرة أثناء انطلاق مسيرتهم من الأزهر إلى ميدان رابعة العدوية، مما أصاب الكوبري بشلل مروري، قبل أن يتدخل الأمن والأهالي لفض الأمر.

في المقابل، نظمت قوى سياسية وثورية أمس مظاهرة في ميدان التحرير وقصر الاتحادية تحت اسم «جمعة النصر والعبور» بالتزامن مع ذكرى العاشر من رمضان، للتأكيد على تمسك شعب مصر بثورة 25 يناير و30 يونيو، وبخارطة المستقبل التي اتفقت عليها القوى الوطنية مع الجيش.

ولفتت حملة «تمرد» في بيان لها إلى أن شعاراتهم ستكون هي «حماية الوطن شعبا وجيشا في مواجهة الإرهاب والإرهابيين، والمطالبة بمحاكمة الرئيس المعزول والقبض على قيادات جماعة الإخوان لمحاكمتهم قانونيا على جرائمهم وخيانتهم، وذلك بعدما أصبحوا يمثلون تهديدًا لأمن الشعب المصري».

من جهتها، ناشدت القوات المسلحة جموع الشعب بالتحلي بالنهج السلمي واتباع المسار الحضاري للتعبير عن الرأي، وأكد العقيد أحمد علي المتحدث الرسمي باسم للقوات المسلحة أن «حرية التعبير عن الرأي حق مكفول للجميع»، وأن القوات المسلحة «تحميه وتوفر له التأمين المناسب»، محذرا في بيان على صفحته الرسمية أمس من «الانحراف عن المسار السلمي للتعبير عن الرأي، أو اللجوء إلى أي أعمال عنف أو تخريب للمنشآت العسكرية أو الإضرار بها أو تكدير السلم المجتمعي، وتعطيل مصالح المواطنين، أو الاحتكاك بتجمعات المتظاهرين السلميين».

وشدد المتحدث على أنه «من يلجأ إلى خيار العنف والخروج عن السلمية سوف يعرض حياته للخطر، وسيتم التعامل معه بكل حسم وفقا للقانون، حفاظا على أمن الوطن والمواطنين».

وأعلنت سلطات الأمن بمطار القاهرة حالة الطوارئ القصوى بالتزامن مع الحشود والمسيرات التي تشهدها الميادين في العاصمة المصرية. وقال اللواء مجدي اليسري مدير شرطة ميناء القاهرة الجوي، إنه تم تشديد الإجراءات الأمنية بجميع مداخل ومخارج المطار عبر كمائن مرورية متحركة بالتنسيق مع القوات المسلحة والاستعانة بالمدرعات التابعة للجيش تحسبا لأي ظروف.

وفي سيناء، قام الجيش الثاني الميداني أمس بتوزيع منشور على الأهالي يحذرهم من «الوجود في مزارع الزيتون مساء، التي تستغل كأماكن يختبئ فيها الخارجون على القانون والإرهابيون الذين تسللوا للمحافظة»، وكذلك عدم الوجود بالقرب من الكمائن الأمنية. وقال البيان: «إن القوات المسلحة بصدد القيام بعمل أمني موسع لحفظ الأمن والأمان في سيناء والقضاء على الإرهاب»، مشيرًا إلى أنه على الأهالي حفظ أمنهم بالوجود ليلا في منازلهم.