انتكاسة محتملة لعملية السلام الكردية - التركية بعد «إنذار أخير» من الكردستاني

أنقرة: لهجة البيان «غير مألوفة وغير مقبولة».. ولينفذوا حصتهم من الاتفاق

TT

تعرضت عملية السلام الكردية - التركية إلى انتكاسة قوية أمس مع توجيه تنظيم «حزب العمال الكردستاني» «إنذارا أخيرا» إلى السلطات التركية بضرورة تنفيذ الشق المتعلق بها من اتفاقية السلام مع الأكراد التي بدأ تنفيذها في أبريل (نيسان) الماضي.

وانتقدت السلطات التركية بشدة «البيان - الإنذار»، وقالت مصادر رسمية تركية لـ«الشرق الأوسط» إن لهجة البيان «غير مألوفة وغير مقبولة»، معتبرة أنه لا يمكن لأنقرة القبول بها. وأشارت المصادر غلى أن «الكردستاني» لم يف بوعوده بشأن الانسحاب بحيث لم ينسحب من مقاتليه إلا نحو 15 إلى 20% نحو شمال العراق خلافا للاتفاق.

بعد صدور تصريحات احتجاجية كثيرة عن قيادة حزب العمال الكردستاني بجبل قنديل حول مواقف الحكومة التركية تجاه عملية السلام التي بادر بها زعيم الحزب المعتقل عبد الله أوجلان، يبدو أن صبر قيادة قنديل قد نفد، ولذلك وجهت يوم أمس إنذارا نهائيا وواضحا إلى حكومة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان حول تلبية مطالبه أو إيقاف عملية السلام برمتها. وأكدت المصادر التزام تركيا بالجزء المتعلق بها من الاتفاق شرط تنفيذ الطرف الآخر ما يتعلق به وهو ما لم نره حتى الآن.

ويطالب المتمردون الأكراد الحكومة التركية بإلغاء قانون «مكافحة الإرهاب» الذي استخدم على نطاق واسع ضد الناشطين الأكراد في السنوات الماضية التي شهدت صراعا عنيفا بين الجانبين أسفر عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص، كما يطالبون بتحسين شروط اعتقال زعيمهم التاريخي عبد الله أوجلان المسجون في تركيا، وتمكينه من العلاج من مشاكل حادة في البصر.

وقالت القيادة المشتركة للحزب في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نصه «إن قيادة الحزب تقدمت بمطلب إلى الحكومة التركية لإرسال فريق طبي محايد إلى سجن إيمرالي لإجراء فحوصات على زعيم الحزب المعتقل هناك، وكذلك رفع القيود عن تحركات محاميه ولقائهم بالزعيم المعتقل، ووقف الإجراءات القمعية ضد الاحتجاجات الشعبية المندلعة داخل المناطق الكردية، ولكن أيا من تلك المطالب لم تنفذ، وعليه فإننا نوجه تحذيرا نهائيا إلى حكومة العدالة والتنمية، بأنه إذا لم تعالج جميع هذه الأمور بأسرع وقت ممكن، فإننا لن نتقدم بأي خطوة أخرى فيما يتعلق بالسلام، ونحمل حكومة أردوغان كامل المسؤولية بتعثر وفشل عملية السلام في تركيا».

وتشترط الحكومة التركية على حزب العمال الكردستاني سحب آخر مقاتليه من داخل الأراضي التركية قبل الحديث عن مطالبه، ولكن قياديا بمنظومة المجتمع الكردستاني أكد لـ«الشرق الأوسط» أن هذا شرط تعجيزي، فتركيا تدرك تماما أن عملية سحب عشرات الآلاف من المقاتلين وفي ظل ظروف غير طبيعية من التخفي والتحرك فقط ليلا، ستحتاج إلى فترة طويلة، ثم ما علاقة سحب القوات من مسألة إنسانية تتعلق بالزعيم أوجلان الذي يعاني من مرض بعينيه، وكذلك ما علاقة هذا الانسحاب بإطلاق سراح المعتقلين المرضى في السجون التركية، إن هذه المبررات غير موضوعية ولا داعي لحكومة أردوغان أن تتذرع بها لأنها لن تنطلي على أحد، وختم تصريحه بالقول: «نحن قدمنا الكثير من المبادرات وأظهرنا عزمنا وحسن نوايانا تجاه موضوع السلام، ولكن إذا لم ترد الحكومة التركية السلام، فلتتحمل نتيجة انهيار مسيرتها التي انطلقت من قبل زعيم الحزب عبد الله أوجلان بإيمرالي وليس من أنقرة».