روسيا تفرج عن قطب المعارضة لتهدئة الشارع

القضاء برر الخطوة بدراسة استئناف حكم سجن نافالني وترشحه لانتخابات موسكو

نافالني وزوجته يوليا أثناء مغادرتهما المحكمة في كيروف أمس (إ.ب.أ)
TT

في تطور مفاجئ، أفرج القضاء الروسي أمس عن قطب المعارضة ألكسي نافالني ووضعه تحت المراقبة حتى النظر في طلب استئناف الحكم بسجنه خمس سنوات الذي أثار مظاهرات حاشدة في موسكو ما أدى إلى توقيف الكثير من الأشخاص.

وكانت النيابة العامة لمقاطعة كيروف طعنت في الحكم الصادر وطالبت بالإفراج عن نافالني ورفيقه بيتر اوفيتسيروف شريطة تقديمهما تعهدا خطيا بعدم مغادرة مقري إقامتهما إلى حين النظر في الطعن المقدم من جانبهما، فضلا عن ضرورة مراعاة أن نافالني مرشح في انتخابات «عمدة موسكو» التي ستجرى في الثامن من سبتمبر (أيلول) المقبل. وكانت محكمة كيروف حكمت أول من أمس على نافالني، 37 عاما، بتهمة تنظيم عملية اختلاس 16 مليون روبل (494 ألف دولار) في عام 2009 في مشروع استثماري في غابات منطقة كيروف ليس عندما كان مستشارا لحاكم المنطقة الليبرالي.

وبعد الإفراج عنه عاد أمس إلى موسكو حيث استهل نشاطه باللقاء مع مناصريه ومؤيديه وفي رئاسة أركان حملته الانتخابية ليؤكد لهم «أنه ليس جروا أو قطة مطيعة يمكن الإلقاء بهما بعيدا ثم إعادتهما إلى الانتخابات وقتما يحلو لهم». وحول قراره بشأن الاستمرار في الانتخابات قال نافالني إنه سوف يحدده بعد التشاور مع قيادة حملته الانتخابية والمتطوعين من مساعديه. وقالت المصادر الرسمية إن قرار إلغاء ترشيح نافالني لا يمكن اتخاذه إلا بعد الإعلان عن الحكم النهائي في القضية المرفوعة ضده. وعاد نافالني ليعرب عن دهشته إزاء القرار الذي اتخذته محكمة مقاطعة كيروف حول الإفراج عنه بعد أن كانت أصدرت حكمها عليه بسجنه لمدة خمس سنوات.

وقال: إنه فوجئ في الساعة العاشرة من صباح أمس باقتياده ثانية إلى مقر المحكمة، الأمر الذي جعله يعتقد في احتمال إحالته للمحاكمة في قضية جديدة. وقال فاديم كوبزيف محامي نافالني في تصريحاته إلى موقع «كوميرسانت أون لاين» أن نافالني واوفيتسيروف لم يكونا يعلمان شيئا حول قرار النيابة العامة بشأن الطعن في الحكم بسجنهما وأنهما علما فقط من أنصارهما في مقر المحكمة بما جرى أول من أمس من تطورات بما في ذلك المظاهرات التي خرجت إلى شوارع كبريات المدن الروسية في أعقاب اقتيادهما إلى محبسيهما.

وكان نافالني طالب هيئة محكمة مقاطعة كيروف أمس بمعرفة الهوية الحقيقية لوكيل النيابة بوغدانوف الذي كان طالب في البداية باعتقال نافالني وصاحبه وإيداعهما السجن فور صدور الحكم، فيما عادت نيابة المقاطعة عند المساء لتطلب الإفراج عنهما شريطة وضعهما قيد الإقامة الجبرية في مسكنيهما! وكشف نافالني عن أنه والمدافعين عنه لم يتقدموا بأي طعون حول الإفراج عنه وصاحبة اوفيتسيروف، وإن أعلن تقديمه لشكره الجزيل لكل من خرج إلى الشارع احتجاجا على اعتقاله، والذين قال: إنه من دونهم لم يكن ليتم الإفراج عنهما. وأشارت شبكة «نيوز رو» الإلكترونية الروسية إلى هذه الخطوة أثارت دهشة المحامين والخبراء في الوقت الذي كشفت عنه مصادر قريبة من الكرملين عن الدهشة التي أصابت أيضا دوائر الكرملين وقيادة العاصمة موسكو ممن قالوا لنهم لم يكونوا يتوقعون صدور مثل هذا الحكم المشدد. وثمة من يقول: إن الحكم بصيغته السابقة كان نتيجة خلافات احتدمت بين ممثلي أجهزة القوة وإن قالت: إن الصحافة الروسية والعالمية كانت المحرك الأول لتغيير الموقف الرسمي من هذه القضية.

وكان سيرغي سوبيانين القائم بأعمال عمدة موسكو ورجل الكرملين في موسكو كشف عن ضرورة مشاركة نافالني في انتخابات العاصمة وتوفير كل الفرص لتحقيق التهدئة والاستقرار في موسكو قبيل إجراء هذه الانتخابات مؤكدا موقفه من عدم صحة رفع أي من منافسيه من قائمة المرشحين في هذه الانتخابات.