مائتي ألف فلسطيني يتدفقون إلى الأقصى في ثاني جمعة من رمضان

جماعات يهودية تروج لفيلم يظهر الهيكل الثالث مكان قبة الصخرة

TT

تدفق أكثر من مائتي ألف مصل أمس إلى باحة المسجد الأقصى في القدس القديمة لأداء الصلاة في ثاني يوم جمعة من شهر رمضان، وسط تعزيزات إسرائيلية كبيرة حول القدس وفي شوارع البلدة القديمة. وقالت: «مؤسسة الأقصى» إن «جموع المواطنين بدأت منذ ساعات الصباح الباكرة بالزحف إلى المسجد لأداء صلاة الجمعة الثانية من شهر رمضان، فيما سيرت (مسيرة البيارق) نحو 200 حافلة من جميع قرى ومدن الداخل الفلسطيني لأداء الصلوات في الأقصى».

وأوضحت المتحدثة باسم الشرطة الإسرائيلية، لوبا سمري، أنه لم يسجل أي حادث، بينما كان الحضور ضعف ما كان عليه الأسبوع الماضي. وانتشر أكثر من 3 آلاف شرطي إسرائيلي في المدينة القديمة وفي القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل وضمتها، لتفادي وقوع أي حادث، وفق المصدر نفسه.

في غضون ذلك، استغلت جماعات يهودية معروفة بجماعات «جبل الهيكل»، إحياء ما يعرف بذكرى «خراب الهيكل» بالترويج لإقامته مكان قبة الصخرة، عبر فيلم ثلاثي الأبعاد، شارك فيه مسؤولون إسرائيليون. وقالت: «مؤسسة الأقصى للوقف والتراث»، إن «الفيلم يتضمن شرحا وافيا عن معالم المسجد الأقصى المبارك، التي يظهرها على أنها جنبات الهيكل، وسط تزوير كبير لتاريخ هذه المعالم الإسلامية التي ترتبط ارتباطا كليا بالماضي الإسلامي».

وأضافت: «إن الفيلم يُعد واحدا من جملة نشاطات وتحركات تقودها جماعات يهودية في ذكرى ما يسمونه خراب الهيكل». ويظهر في الفيلم شخصيات سياسية يهودية مثل وزير البناء والإسكان أوري ارئيل، الذي اقتحم المسجد الأقصى مؤخرا، بالإضافة إلى حاخامات وشخصيات أكاديمية تتبنى فكرة إقامة «الهيكل». ويقول الفيلم إنه «جاء للتعريف بالهيكل وقدس الأقداس»، وهو الاسم التهويدي لمسجد قبة الصخرة المشرفة.

وهذه ليست أول مرة تبث فيها إسرائيل أفلاما تظهر الهيكل مكان الأقصى. وقبل 6 شهور فقط، ألغت وزارة الخارجية الإسرائيلية، نشر شريط فيديو يظهر قبة الصخرة وهي تختفي ويحل محلها الهيكل.

وكان الفيلم الذي شارك فيه نائب وزير الخارجية السابق داني أيالون وهو يستعرض تاريخ القدس، يظهر رسما لقبة الصخرة وهي تختفي قبل أن يحل مكانها هيكل سليمان المزعوم، وهو ما أدى إلى مخاوف لدى مسؤولين إسرائيليين عند مشاهدته من ردود إسلامية عنيفة في القدس وإسرائيل ودول الجوار، فتم وقف عرضه، ومن ثم تغيير بعض المشاهد.

وطالما تجددت دعوات إقامة الهيكل مكان القبة المشرفة. والأسبوع الماضي، أظهر استطلاع معهد «ماغر موحوت» الإسرائيلي، أن غالبية إسرائيلية (59%) تؤيد تقسيم الأقصى بين اليهود والفلسطينيين، على غرار الحرم الإبراهيمي في الخليل، فيما يؤيد نحو ثلث اليهود (29%) في إسرائيل إقامة «الهيكل الثالث» في ساحة الحرم المقدسي، مقابل معارضة 45%، وامتناع 25% عن إعطاء رأي.

والشهر الماضي، أعلن مدير وزارة الأديان في الحكومة الإسرائيلية، الحنان غلات، أن وزارته تسعى إلى تعديل قانون السماح لليهود بأداء طقوسهم في الحرم القدسي، مؤكدا أن لجنة برلمانية كُلفت ببحث ذلك. وقالت صحيفة «هآرتس»: «في السنوات الأخيرة يلاحظ تغيير عميق في رؤية جمهور الحريديم (المتدينين) والحريديم الوطنيين، تجاه الحرم المقدسي»، فيما ينشط اليوم عشرات الحركات من أجل جبل الهيكل، بوسائل مختلفة في محاولة لتغيير الوضع القائم.