نجاد يدعو أهالي النجف إلى رفع راية «صاحب الزمان» في ختام زيارته للعراق

مقرب من المرجعية: خلو أجندته من لقاء قيادتها راجع لرغبتها في ألا تكون طرفا

الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد خلال مؤتمر صحافي مشترك مع محافظ مدينة النجف عدنان الزرفي أمس (رويترز)
TT

رغم انتهاء ولايته الرئاسية، فإن الزيارة الوداعية التي قام بها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى العراق والتي استغرقت يومين واختتمها بزيارة الأماكن المقدسة في مدينة النجف، بدت وكأنها تؤسس لمرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين بما يعطي الانطباع أن الأمر بالنسبة للقادة العراقيين لا يختلف في التعامل مع رئيس إيراني منتهية ولايته ينتمي إلى الجناح المحافظ أو مع رئيس جديد يوشك على تسلم مهامه قريبا وينتمي إلى الجناح الإصلاحي.

على صعيد متصل، دعا الرئيس أحمدي نجاد أهالي مدينة النجف إلى رفع راية «صاحب الزمان». وفي مؤتمر صحافي مشترك مع محافظ النجف عدنان الزرفي الذي اعتبر زيارة نجاد إلى العراق «زيارة تاريخية»، دعا نجاد أهالي النجف إلى أن «يكونوا مستعدين لرفع راية أمير المؤمنين صاحب الزمان في وقت لاحق»، من دون أن يحدد هذا الوقت.

وكان نجاد حرص في بغداد على لقاء رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي بالإضافة إلى إجرائه لقاءات مكثفة مع أبرز القادة العراقيين من التحالف الوطني الشيعي، وفي مقدمتهم رئيس الوزراء نوري المالكي، ونائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي، ورئيس التحالف الوطني إبراهيم الجعفري، وزعيم المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم.

وبينما أكد النجيفي أن العلاقات العراقية - الإيرانية «على أحسن ما يكون»، فإن الرئيس الإيراني ذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، حين دعا إلى التضامن والتعاون بين البلدين ومصر وتركيا ودول المنطقة بهدف «التغلب على التحديات التي تواجههم». وطبقا لبيان صادر عن مكتب النجيفي أثناء استقباله نجاد في مقر البرلمان في بغداد، فإن «اللقاء استهل بترحيب رئيس البرلمان بزيارة نجاد إلى بغداد لما لها من أهمية في تعزيز العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات». ونقل البيان عن رئيس مجلس النواب، تأكيده على «عمق العلاقات الأخوية والتاريخية بين البلدين»، واعتباره «الزيارة مهمة جدا للدولتين الجارتين لما تملكانه من إرث حضاري وروابط تاريخية أصيلة». وقال النجيفي، بحسب البيان، إن «العلاقات العراقية - الإيرانية على أحسن ما يكون، وهي مميزة في الجانب الأمني والاقتصادي والزيارات الدينية إلى الأماكن المقدسة». كما نقل البيان أن الرئيس الإيراني، أعرب خلال اللقاء عن «الشكر والامتنان للحفاوة الكبيرة التي حظي بها»، وتأكيده على «عمق وقوة العلاقات الأخوية بين الدولتين الجارتين وأهمية تطويرها وتعزيزها على الصعد كافة، لوجود روابط مشتركة كبيرة بينهما». وأورد البيان أن نجاد شدد على أهمية «التضامن والتعاون بين العراق وإيران والدول الإسلامية، وخاصة مصر وتركيا ودول المنطقة، من أجل التغلب على التحديات التي تواجهها».

أما المالكي طبقا للبيان الصادر عن مكتبه، فقد ركز على البعد الثنائي السياسي والاقتصادي في العلاقة مع إيران. وقال البيان الصادر عن مكتب المالكي عقب اللقاء إن «العراق يدعم الحلول السلمية لجميع مشاكل المنطقة، ويتبنى سياسة الباب المفتوح في علاقاته مع جميع دول العالم على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة»، مشيرا إلى أن الحدود الجغرافية الطويلة مع الجارة إيران تستدعي المزيد من التعاون في جميع المجالات. ودعا المالكي «الشركات الإيرانية للمساهمة في عملية الإعمار والبناء الجارية في العراق»، معربا عن «الشكر لهذه الشركات لتعاونها في مجالات الطاقة وتزويد العراق بالكهرباء والغاز لإنتاج الطاقة الكهربائية».

من جانبه، اعتبر أستاذ الحوزة العلمية في النجف والمقرب من المرجعية الدينية، حيدر الغرابي، أن «السبب في خلو جدول زيارة الرئيس أحمدي نجاد من لقاء المراجع الكبار في النجف وفي مقدمتهم آية الله العظمى السيد علي السيستاني يعود إلى أن المرجعية لا تريد أن تعطي ذريعة لبعض الدول الخارجية لممارسة الضغط باتجاه تأييد الحكومة الحالية أو إعادة تولية رئيس الوزراء نوري المالكي لولاية جديدة».

وردا على سؤال فيما إذا كانت إيران تعمل على ذلك، قال الغرابي إنه «سواء عملت إيران على ذلك أو لا فإن المرجعية لا تريد أن تكون طرفا خشية أن يحصل شيء من هذا ويقال إن المرجعية هي التي دعمت ذلك بضغط أو تأثير إيراني».

وأضاف الغرابي أن «المرجعية لا تفضل لقاءات من هذا النوع سواء كان طلب نجاد اللقاء أو اعتذرت المرجعية أو لم يحصل ذلك فإن المرجعية ليست راضية عن هذه الحكومة التي فشلت تماما في كل الملفات الأمنية والسياسية والخدماتية والمجتمعية، وبالتالي لا يهم المرجعية من يزور العراق أو من لا يزوره، وهذا لا يعني أنه ليس لديها موقف بل هي تعبر عن ذلك بشكل واضح وصريح ولكن ليست لديها مصلحة مع أي طرف».

وكشف الغرابي أن «إيران تمارس بالفعل ضغوطا بهذا الاتجاه وأن كلا من المجلس الأعلى الإسلامي والتيار الصدري أكدا أنهما لا يعترضان على التمديد للمالكي في حال وافقت المرجعية لكن المرجعية رمت الكرة في ملعب الشعب العراقي، مع التأكيد على أن الحكومة الحالية لم تقدم ما هو نافع».

وبشأن دعوة نجاد أهالي النجف لرفع راية المهدي، قال الغرابي إنه «لا يخفى أن هناك بعدا عقائديا بين الشيعة في إيران والشيعة العراقيين، ويتمثل في الإمام المهدي، وبالتالي فإن هذه الدعوة لا تخرج عن سياق هذا البعد، ولا بعد سياسي لها، وإنها تتحدث عن فكرة العدالة والحق لا أكثر».