السلطات المصرية تحقق في مقتل أربع سيدات من أنصار الرئيس السابق

القوى السياسية أدانت حادث المنصورة

TT

قُتل في مدينة المنصورة (شمال القاهرة)، مساء أول من أمس، أربع سيدات كن يشاركن في مسيرة لتأييد الرئيس المعزول محمد مرسي على يد مجهولين، وسط إدانات واسعة من القوى السياسية. ويرى مراقبون أن جماعة الإخوان تعول على كسب المزيد من التعاطف الشعبي مع سقوط القتلى لترميم صورتها، بعد أن ساءت كثيرا خلال عام من حكم مرسي، لكن استمرار العمليات الإرهابية في سيناء، ربما يقلل من هذا التأثير.

وخلال مسيرة مؤيدة للرئيس السابق مرسي في مدينة المنصورة، أطلق مجهولون النار عليها لمنعها من التقدم، مما تسبب في سقوط أربع قتلى من أنصار مرسي، وإصابة العشرات. وقال مصدر طبي إن الضحايا هن «إسلام علي عبد الغني (38 سنة)، مصابة بطلق ناري، وهالة محمد أبو شعيشع (17 سنة)، طالبة، وفريال إسماعيل علي جبر، مصابة بنزيف في المخ، بالإضافة إلى سيدة مجهولة».

وقبل يومين من ثورة 30 يونيو، شهدت مدينة المنصورة اشتباكات عنيفة بين مؤيدي مرسي ومعارضيه، سقط خلالها ثلاثة قتلى، وأصيب نحو 90 آخرين.

وأمرت السلطات القضائية في مصر بفتح تحقيق عاجل في مقتل مؤيدات مرسي. وقرر النائب العام المستشار هشام بركات ندب الطب الشرعي للوقوف على أسباب وفاة السيدات الأربع، وملابسات الواقعة.

ودفعت جماعة الإخوان بأنصارها إلى الشارع مجددا، في جمعة حملت شعار «كسر الانقلاب»، وخرجت مسيرات في عدد من أحياء القاهرة والجيزة ومدينة المنصورة. وحاصر أنصار مرسي مدينة الإنتاج الإعلامي للمرة الأولى منذ أن عزل الجيش مرسي تحت الضغط الشعبي في 3 يوليو (تموز). وقال جهاد الحداد المتحدث الرسمي باسم الجماعة إن كوادر «الإخوان» تعمل بأريحية أكبر في أجواء الضغوط والحصار، هذا ما تعودوا عليه طوال العقود الماضية.

وحذر القيادي الشاب في حزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، زياد العليمي، من تنامي التعاطف الشعبي مع جماعة الإخوان خلال الأيام الماضية، مشيرا إلى أن حجم المشاركة في المظاهرات التي شهدتها البلاد يوم الجمعة الماضي، تعكس نجاح الجماعة في كسر العزلة الشعبية، التي فشلت خلال عام من حكم مرسي في حل أزمات المواطنين.

وأدانت جماعة الإخوان المسلمين في بيان لها، أمس، ما وصفته بـ«الجرائم الدنيئة»، في إشارة إلى مقتل السيدات الأربع وعدد من أنصار مرسي، خلال الأيام الماضية. وحملت الجماعة من وصفتهم بـ«قادة الانقلاب العسكري ووزارة الداخلية» مسؤولية سقوط القتلى. وقالت جماعة الإخوان إن «الإرهاب لن يخيف الناس ولن يثني المصريين عن استرداد ثورتهم المسروقة، ولا حريتهم المصادرة، ولا كرامتهم المهدرة، ولا سيادتهم المستولى عليها مهما كانت التضحيات».

من جانبه، استنكر جلال مرة أمين حزب النور ما حدث بمدينة المنصورة من إراقة للدماء وزهق للأرواح وسقوط أربع قتلى، وقال في بيان له، أمس، إن سقوط القتلى جاء «على أعين وأبصار الأجهزة المعنية، ولم يحركوا ساكنا لحماية المتظاهرات السلميات»، مشيرا إلى أنه «معلوم للجميع من الذي قام بتلك الأفعال؛ بلطجية يتحركون من خلال منهج محدد الملامح».

وحمل حزب النور على لسان رئيسه الدكتور يونس مخيون جانبا من مسؤولية مقتل السيدات الأربع إلى جماعة الإخوان. وأدان مخيون على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» ما قال إنه «الدفع بالنساء في مواطن الخطر والتلاحم».

من جهته، علق المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي مؤسس التيار الشعبي المصري، على اشتباكات المنصورة قائلا: «دم شهيدات المنصورة يدين وحشية المجرمين، الذين قتلوهن، ويحق عليهم القصاص». واعتبر صباحي، في تغريدة له على «تويتر» أن «دم شهيدات المنصورة لا يبرئ وحشية المتعصبين، الذين ألقوهن إلى التهلكة، ويجب عليهم الاعتزال».

ولا تزال العمليات الإرهابية في سيناء تعزز من مخاوف المصريين من سيطرة تحالف قوى الإسلام السياسي مع عناصر متطرفة. وكان القيادي الإخواني البارز الدكتور محمد البلتاجي قد قال في وقت سابق إن العمليات في سيناء ستنتهي إذا ما عاد الرئيس مرسي إلى السلطة، لكنه لم يشر إلى أن جماعته تدعم هذه العمليات.