العاهل الأردني يبحث مع الرئيس المصري في القاهرة ترميم العلاقات

مصادر مطلعة: زيارة الملك عبد الله الثاني لتقديم الدعم للقيادة الجديدة

الرئيس المصري عدلي منصور لدى لقائه العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني بمقر رئاسة الجمهورية بالقاهرة أمس (رويترز)
TT

استقبل الرئيس المصري المؤقت، عدلي منصور، بمقر رئاسة الجمهورية في القاهرة، أمس، العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ملك الأردن، الذي وصل القاهرة في زيارة خاطفة استغرقت ساعتين. وذكر بيان للرئاسة أن اللقاء تناول العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها، وتطورات الأوضاع على الساحة المصرية، والمستجدات في الشرق الأوسط، وأن الجانبين اتفقا على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.

وأوضح البيان أن العاهل الأردني أكد دعم الخيارات الوطنية للشعب المصري، ومساندة مصر لتجاوز الظروف التي تشهدها وصولا لترسيخ أمنها واستقرارها، مؤكدا في الوقت نفسه أهمية أن تعمل جميع المكونات والقوى السياسية المصرية على الحفاظ على الوفاق والتوافق الوطني، كما تطرق اللقاء إلى الأوضاع في الشرق الأوسط ومعاناة الشعب السوري.

وتعد زيارة الملك عبد الله الثاني هي الأولى لزعيم عربي بعد عزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي بداية الشهر الحالي، وقالت مصادر على اطلاع بالزيارة إنها جاءت لتقديم الدعم السياسي والمعنوي للقيادة الجديدة والاطمئنان على ترتيب البيت المصري الداخلي.

وحضر اللقاء الدكتور محمد البرادعي نائب رئيس الجمهورية للعلاقات الدولية، والدكتور حازم الببلاوي رئيس الوزراء، والفريق أول عبد الفتاح السيسي النائب الأول لرئيس الوزراء وزير الدفاع والإنتاج الحربي، ونبيل فهمي وزير الخارجية، والدكتور مصطفي حجازي مستشار الرئيس للشؤون الاستراتيجية.

كما حضر من الجانب الأردني الدكتور فايز الطراونة رئيس الديوان الملكي، وناصر جودة وزير الخارجية الأردني، وعبد الله وريكات مستشار الملك والوفد المرافق، بالإضافة إلى رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق أول الركن مشعل محمد الزبن، ومدير المخابرات العامة الفريق أول فيصل الشوبكي، والسفير الأردني في القاهرة بشر الخصاونة.

وفي الأردن، قال بيان للديوان الملكي الأردني إن الملك عبد الله الثاني، الذي عاد إلى بلاده، اتفق خلال مباحثات أجراها في قصر الاتحادية بالقاهرة، مع الرئيس المؤقت على مضاعفة الجهود لتعزيز العلاقات بين البلدين وتطويرها في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية، تحقيقا للمصالح المشتركة للشعبين الشقيقين، داعين إلى عقد اجتماعات اللجنة العليا الأردنية - المصرية المشتركة بالسرعة الممكنة. وحسب البيان، أكد الملك عبد الله الثاني أن «الأردن يحرص دوما على دعم الخيارات الوطنية للشعب المصري ومساندة مصر الشقيقة لتجاوز الظروف التي تشهدها، وصولا إلى ترسيخ أمنها واستقرارها»، مؤكدا في الوقت ذاته أهمية أن «تعمل جميع المكونات والقوى السياسية المصرية على الحفاظ على الوفاق والتوافق الوطني خلال المرحلة المقبلة، بما يعزز قوة مصر ومنعتها ومكانتها، ودورها المهم في محيطها العربي والإقليمي».

وتطرقت مباحثات العاهل الأردني مع الرئيس منصور إلى التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، خصوصا فيما يرتبط بالمساعي التي تبذل لإحياء مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، استنادا إلى حل الدولتين، مشيرا إلى الجهود التي يبذلها الأردن والرامية إلى استئناف مفاوضات جادة تعالج جميع قضايا الحل النهائي وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني، وعاصمتها القدس الشرقية، وتحقيق الأمن والاستقرار لدول المنطقة وشعوبها. وفي هذا الصدد، أشار الجانبان إلى أهمية التطور الإيجابي الذي أعلن عنه وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، في عمان، والذي يشكل أرضية لإطلاق المفاوضات في القريب العاجل.

كما ناقش العاهل الأردني والرئيس المصري مستجدات الأوضاع على الساحة السورية، حيث شدد الملك على ضرورة الوصول إلى حل شامل للأزمة السورية ينهي معاناة الشعب السوري المتفاقمة، ويحفظ وحدة سوريا أرضا وشعبا.

وأكد الجانبان الحرص على استمرار التنسيق والتشاور حيال مختلف القضايا العربية والإقليمية، لمواجهة مختلف التحديات، مشيرا إلى الدور الريادي المهم لمصر على هذا الصعيد. على صعيد متصل، قالت مصادر أردنية مطلعة إن المباحثات التي أجراها العاهل الأردني في القاهرة، أمس، تناولت عدة قضايا عربية وإقليمية، إضافة إلى تطوير وترميم العلاقات الثنائية بين البلدين، وخاصة الاقتصادية والسياسية. وتوقعت المصادر أن يقدم الملك عبد الله الثاني الدعوة للقيادة الجديدة بمصر لزيارة الأردن لاستكمال المباحثات، وخاصة العلاقات الثنائية، وعمليات التبادل التجاري، وتسهيل حركة النقل للشاحنات الأردنية إلى ليبيا، وبحث عدة ملفات إقليمية.