مشرعون أميركيون يرهنون التمديد لرئيس الأركان بإجابته عن أسئلة حول سوريا

ديمبسي يدعم بناء معارضة معتدلة.. لكن قرار «الضربات العسكرية» بيد أوباما

TT

بعد جلسة استماع مشحونة بالتوتر في الكونغرس الأميركي، تخللها شد وجذب بين السيناتور الجمهوري جون ماكين ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي، أول من أمس، أرسل ماكين ورئيس لجنة القوات المسلحة في الكونغرس، السيناتور الديمقراطي كال ليفين، أمس، رسالة إلى رئيس هيئة الأركان المشتركة بها 11 سؤالا، حول الوضع في سوريا، وكذلك الحرب في أفغانستان، رابطين بين الإجابة عن هذه التساؤلات والتمديد له لولاية ثانية.

ومثل ديمبسي أمام لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ مع الفريق أول بحري جيمس وينفيلد نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة، المرشحين من قبل البيت الأبيض لولاية ثانية في موقعيهما. واتهم ماكين، الذي يدعم دورا أقوى في دعم الثوار في سوريا، إدارة الرئيس باراك أوباما بالتراخي إزاء سوريا، وشكك في جدوى مشورة ديمبسي التي قدمها للبيت الأبيض على مدى العامين الماضيين، مؤكدا أن مخاطر التقاعس في سوريا تفوق المخاطر التي يمكن أن تواجهها الولايات المتحدة في حال شاركت بدور أكبر في دعم الثوار.

ورد ديمبسي: «إننا لم نتقاعس»، لكن المشرع الجمهوري طلب منه تقديم رأيه الشخصي عن النهج الذي يحمل مخاطر أكبر على الأمن القومي الأميركي: هل استمرار العمل المحدود من جانب واشنطن، أم اتخاذ خطوات أكثر أهمية مثل إقامة منطقة حظر جوي في سوريا وتسليح الثوار بالأسلحة التي يحتاجونها لمنع تقدم قوات الأسد؟ فأجاب ديمبسي أنه عرض على أوباما الخيارات المتاحة بشأن استخدام الولايات المتحدة للقوة العسكرية في سوريا، ولكنه رفض الكشف عن هذه الخيارات، مضيفا: «سيكون من غير المناسب بالنسبة لي أن أحاول التأثير على القرار من خلال الإفصاح عن رأيي على الملأ بشأن أي نوع من القوة يجب استخدامه».وأقر ديمبسي بأن «ميزان القوى يتحول» لصالح قوات الأسد، مشيرا إلى أن الزخم يتأرجح صعودا وهبوطا بين الجانبين.

وأعرب ماكين عن مخاوفه من أن تكون نصائح ديمبسي بشأن تسليح المتمردين قد تبدلت، متسائلا: «كيف نفسر ذلك التحول؟»، فأجاب ديمبسي: «لقد اتخذنا هذا النهج بناء على ما نعرفه عن المعارضة».

وينتاب حكومة الولايات المتحدة شعور بالقلق إزاء وجود متطرفين تابعين لتنظيم القاعدة داخل صفوف قوات المعارضة السورية، العامل الذي يزيد من تعقيد أي سياسة لدعم المتمردين. وقال ديمبسي أيضا: «ينبغي أن نستوعب الدرس من التجربة العسكرية الأميركية الأخيرة، لأن إدخال القوة العسكرية يمكن أن يزيد الأمور سوءا»، في إشارة واضحة إلى تجربة أميركا في العراق. وأضاف: «سيناتور ماكين، ألا تتفق معي أننا مررنا بتجربة مؤخرا أدركنا فيها كيف يمكن للدولة أن تستمر، وأن لا تفشل مؤسسات الحكم، وأن الأوضاع قد تزداد سوءا في حال تقديم قوة عسكرية؟».

وبعد تعرضه لضغوط من أعضاء الكونغرس، أشار ديمبسي إلى أن استخدام «الضربات الحركية»، وهو مصطلح عسكري يشير عادة إلى الصواريخ والقنابل، كان عرضة لـ«المداولات داخل أجهزتنا الحكومية». وتوجه بالكلام إلى ماكين، أشد الداعين لتدخل أميركي أكبر في سوريا، وقال: «أيها السيناتور. إنني مع بناء معارضة معتدلة، وأدعم هذه الفكرة، لكن مسألة توجيه ضربات عسكرية مباشرة تقع على عاتق أوباما وغيره من المسؤولين المنتخبين، لا على عاتق أعلى قائد عسكري في هذه الأمة».

لكن الإجابة لم تكن وافية بالنسبة للمشرع الجمهوري، الذي أكد أن رد ديمبسي يتناقض مع التزامه بإطلاع اللجنة على وجهة نظره الشخصية، حتى لو كانت تلك الآراء تختلف عن آراء الإدارة الأميركية، طالبا منه المزيد من التوضيحات حول استخدام القوة الأميركية في سوريا، وإلا فسيقوم بمنع ترشيحه لفترة ولاية ثانية كرئيس لهيئة الأركان المشتركة. وقال ليفين وماكين في الرسالة إنهما يتوقعان رد ديمبسي: «في أقرب وقت ممكن، من أجل المضي قدما في الموافقة على ترشيحه لفترة ولاية ثانية كرئيس لهيئة الأركان المشتركة».