يتواصل مسلسل التدهور الأمني في عموم المحافظات اليمنية، حيث استهدف مسلحون مجهولون دورية عسكرية أمس في مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت، في حين لقي أحد قيادات اللجان الشعبية بمحافظة أبين مصرعه على يد مسلحين في مدينة عدن، وفي تعز اغتيل رجل أعمال برصاص مسلحين.
وقالت مصادر محلية إن مجهولين زرعوا عبوة ناسفة جوار دورية عسكرية كانت متوقفة قرب مبنى المؤسسة الاقتصادية في مدينة المكلا والتي انفجرت وخلفت قتلى وجرحى في صفوف الجنود، وتشير أصابع الاتهام إلى ضلوع تنظيم القاعدة وتنظيمه المحلي «أنصار الشريعة» في الحادث، وفي عدن لقي محمد عباد الحسني، القيادي في اللجان الشعبية بمحافظة أبين مصرعه على يد مسلحين يستقلون سيارة، حيث أطلقوا الرصاص عليه أثناء عودته إلى منزله في حي خور مكسر قبل أن يلوذوا بالفرار، وفي تعز لقي رجل الأعمال محمد الزريقي مصرعه في منطقة عصيفرة على يد مسلحين مجهولين، وذلك في سياق حالة الانفلات الأمني التي تشهدها المحافظات اليمنية، وجاءت هذه الحوادث بعد يومين على مقتل الممثل الكوميدي الشاب سام المعلمي برصاص مسلحين في الضاحية الشمالية من العاصمة صنعاء، حيث تنتشر مجاميع مسلحة في مناطق متعددة من البلاد ويستقلون سيارات لا تحمل لوحات معدنية.
على صعيد آخر، يتواصل تسرب مادة المازوت من السفينة الأجنبية «شامبيون 1» التي جنحت قبالة شواطئ مدينة المكلا بمحافظة حضرموت منذ نحو عشرة أيام وسط أصوات تتعالى وتحذر من مخاطر كارثة بيئية محققة تحدق بمدينة المكلا جراء هذا التسرب، وشهدت المكلا اليومين الماضيين وقفات احتجاجية لنشطاء سياسيين وحقوقيين للتنديد بعدم التحرك السريع للحكومة اليمنية لاحتواء تسرب المازوت، وكانت حكومة الوفاق الوطني في اليمن أعلنت أنها قد تستعين بدول شقيقة أو صديقة لمساعدتها على وقف التسرب الذي يهدد البيئة البحرية والشعب المرجانية وحياة المواطنين في هذه المحافظة الهامة والكبيرة، وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» طالب الدكتور محمد صالح العوادي، رئيس المجلس الأهلي السابق في حضرموت السلطات اليمنية بسرعة الاستعانة بشركات عالمية متخصصة في مثل هذه الكوارث، مؤكدا أنه لا إمكانات حقيقية لدى السلطات اليمنية في إيقاف التسرب للمازوت، وأشار إلى مخاطر حقيقية تحدق بالبيئة البحرية والشعب المرجانية وبالأخص حاليا في موسم التبييض في حضرموت، وإلى مخاطر تحدق بالمواطنين بحكم أن مياه البحر تصل إلى وسط مدينة المكلا عبر خور المكلا الشهير.
وفي موضوع آخر، قال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية اليمنية إن الاجتماع الوزاري السادس لمجموعة أصدقاء اليمن سينعقد في الـ25 من سبتمبر (أيلول) المقبل في نيويورك على هامش أعمال الدورة الـ68 للجمعية العامة للأمم المتحدة وبرئاسة مشتركة لكل من اليمن والمملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة، وأشاد، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» بـ«استضافة المملكة العربية السعودية لاجتماع نيويورك الأمر الذي يعكس حرص المملكة على إنجاح أعمال المجموعة، والمستوى المتميز الذي وصلت إليه علاقة البلدين والشعبين الشقيقين».
وكشف المصدر أن الاجتماع سيناقش ثلاثة محاور رئيسة هي: «المحور السياسي والمحور الاقتصادي والمحور الأمني، حيث سيتناول المحور السياسي آخر المستجدات المتصلة بتنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ولا سيما التقدم المحرز على صعيد مؤتمر الحوار الوطني، والتحضيرات الجارية للانتخابات الرئاسة والبرلمانية المزمع تنظيمها في العام المقبل 2014»، فيما سيُكرس المحور الاقتصادي لتقييم «مستوى تنفيذ التعهدات المقدمة لليمن في مؤتمر المانحين في الرياض واجتماع أصدقاء اليمن في نيويورك اللذين عقدا في سبتمبر (أيلول) من العام الماضي، إلى جانب التقدم المحرز في تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية المقرة في إطار المساءلة المشتركة»، في حين سيناقش المحور الأمني آخر المستجدات المتصلة بإعادة هيكلة القوات المسلحة والأمن، والجهود اليمنية المبذولة في مجال مكافحة الإرهاب وترسيخ الأمن والاستقرار.
وذكر المصدر المسؤول في الخارجية اليمنية أن «الاتصالات جارية بين وزارت خارجية الجمهورية اليمنية والمملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة بغية الإعداد والتحضير الجديد للاجتماع وبما من شأنه الخروج بنتائج وبيان عن الرئاسة المشتركة في ختام الاجتماع».