محامو صهر بن لادن يطلبون من القضاء الأميركي إسقاط تهم الإرهاب عنه

محاكمة أبو غيث تبدأ في السابع من يناير 2014

سليمان أبو غيث
TT

طلب محامو صهر أسامة بن لادن من القضاء الأميركي أول من أمس التخلي عن التهم الموجهة إليه, مؤكدين أن موكلهم أخضع للتعذيب خلال الرحلة التي أقلته إلى الولايات المتحدة. وسليمان أبو غيث (47 عاما) الناطق السابق باسم تنظيم القاعدة, متهم في نيويورك بـ«مؤامرة تهدف إلى قتل مواطنين أميركيين». وقد يحكم عليه بالسجن مدى الحياة. وفي مذكرة أرسلت إلى قاض فيدرالي في مانهاتن لإسقاط التهم, يعترض محامو أبو غيث على ظروف استجواب خضع لها على ما يبدو في طائرة كانت تقله من الأردن إلى الولايات المتحدة وتعتبر تعذيبا.

كما أشار محامو أبو غيث في المذكرة إلى أن مسؤولين أميركيين تعاونوا مع إيران ليبقى محتجزا هناك لأكثر من عقد بعد اعتداءات 11 سبتمبر (أيلول) 2001. وتشكل هذه المذكرة المحطة الأولى في معركة قضائية ينوي محامو أبو غيث خوضها ضد سلوك الحكومة الأميركية في إطار «الحرب على الإرهاب». ورفض المدعون التعليق على المذكرة. وأمامهم ثلاثة أسابيع للرد, يليها أسبوعان أمام القاضي ليبت في قرار أو في ضرورة عقد جلسات استماع حول القضية.

وأوقف أبو غيث في أنقرة، في نهاية يناير (كانون الثاني)، بعدما عبر الحدود مع إيران حيث كان يقيم مع عائلته منذ 2002. وأبعدته تركيا إلى الأردن حيث أوقفته وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه)، كما قال محاموه.

واتهم سليمان أبو غيث رسميا في الأول من مارس (آذار) بالتخطيط لقتل مواطنين أميركيين. كما يفيد محضر الاتهام بأن سليمان أبو غيث المتزوج من فاطمة إحدى بنات أسامة بن لادن, عمل في خدمة «القاعدة» من مايو (أيار) 2001 إلى 2002.

وأثارت هذه الخطوة استياء عدد من الجمهوريين، الذين قالوا إنه يجب أن يعامل بصفة «مقاتل عدو» ويرسل إلى معتقل غوانتانامو، بينما رحبت منظمات للدفاع عن حقوق الإنسان بقرار الرئيس الأميركي باراك أوباما تنظيم محاكمة مدنية له.

وغداة اعتداءات 11 سبتمبر 2001 التي أودت بحياة نحو 2900 شخص في الولايات المتحدة, تحدث أبو غيث، وهو كويتي «سحبت جنسيته», باسم تنظيم القاعدة مع بن لادن وأيمن الظواهري, محذرا من أن «العاصفة لن تتوقف، وخصوصا عاصفة الطائرات».

وقال فريق الدفاع إن أبو غيث أدين على أساس «شراكته» مع أسامة بن لادن, بجرائم ينص القانون على السجن مدى الحياة، كأقصى عقوبة لها.

وهم لا يرون في خطبه النارية أي إشارة على تورط في مؤامرة لقتل أميركيين.

وقال المحامون إن موكلهم خضع للاستجواب في رحلة من الأردن بموجب تكتيكات «صدمة الأسر» التي أعدت لإضعاف وترهيب المشتبه بهم. ومن هذه التكتيكات تعرية موكلهم وحرمانه من استخدام حواسه عبر عصب عينيه وسد أذنيه، وهما أمران لجأ إليهما المحققون في كل مرة كان يتوقف فيها عن الإجابة على أسئلتهم. وأشار المحامون إلى أن أبو غيث كان يمكن أن يحاكم قبل ذلك, موضحين أن الولايات المتحدة تمكنت من ضمان نقل مشبوهين آخرين من إيران في السنوات التي تلت اعتداءات 11 سبتمبر 2001.

وغادر أبو غيث أفغانستان متوجها إلى إيران في نهاية 2002. وقد احتجز هناك حتى سفره إلى تركيا مطلع 2013. وأوقف في تركيا ووضع في طائرة متوجهة إلى الكويت، لكنه اعتقل في الأردن عند توقف للطائرة. وقال المحامون إنهم يريدون الاطلاع على كل الوثائق الرسمية المتعلقة بالاتصالات مع إيران لتفسير سبب بقائه في هذا البلد 11 عاما قبل نقله إلى تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي.

وتابعوا أن فرص أبو غيث في الحصول على محاكمة عادلة يؤثر عليها احتمال مقتل شهود مفترضين في هجمات الطائرات من دون طيار، وقتل قادة لتنظيم القاعدة بمن فيهم أسامة بن لادن.

وأكدوا أن إفادات الشهود تضررت أيضا باستخدام التعذيب، الأمر الموثق بشكل جيد. وأضافوا أن الاتهامات غامضة إلى درجة أنها تشكل انتهاكا لحقوقه الدستورية في معرفة تفاصيل الاتهامات الموجهة إليه. وهم يطالبون باعتبار إفادته الواردة في تقرير من 21 صفحة أعده مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي), في هذه الرحلة التي استمرت 13 ساعة غير مقبولة. وطالب محامو الدفاع بإلغاء أجزاء كبيرة من الاتهامات المرتبطة ببن لادن واعتداءات 11 سبتمبر 2001، لأنها يمكن أن تؤثر على هيئة المحلفين في المحاكمة التي ستجري في مكان قريب من موقع الهجمات في نيويورك. ويفترض أن تبدأ محاكمة أبو غيث في السابع من يناير (كانون الثاني) 2014. وقد دفع أبو غيث ببراءته في الثامن من مارس.