مقتل أربعة مسلحين في كمين للأمن الجزائري

واشنطن توجه ثماني تهم لمختار بلمختار لتورطه بالإرهاب

TT

أعلنت السلطات الأمنية الجزائرية أمس مقتل أربعة مسلحين ينتمون لجماعات إسلامية متطرفة في منطقة تقع شرق العاصمة.

في غضون ذلك، وجهت محكمة في نيويورك ثماني تهم ضد قيادي «القاعدة» البارز، الجزائري مختار بلمختار لضلوعه في الهجوم على منشأة الغاز في جنوب الجزائر مطلع العام الجاري، والذي أسفر عن مقتل 30 رهينة احتجزتهم عناصر بلمختار.

ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن «مصدر أمني» أن «القضاء على الإرهابيين الأربعة جرى الليلة ما قبل الماضية، بالقرب من مدينة سور الغزلان على بعد نحو 40 كلم جنوب البويرة (100 كلم شرق العاصمة)، على أيدي أفراد الجيش».

وذكر المصدر ذاته أن المسلحين كانوا متجهين إلى مدينة المسيلة (220 كلم جنوب شرقي العاصمة)، عندما وقعوا في كمين الجيش، واندلع اشتباك بالأسلحة بين الطرفي دام وقتا قصيرا، حسب المصدر، انتهى بمقتل المسلحين وحجز أسلحتهم. فيما أفاد مصدر مطلع على العملية «الشرق الأوسط» أن تبادل النار خلف جرح عسكريين. ولم يذكر المصدر شيئا عن هوية المسلحين، الذين يرجح أنهم ينتمون لتنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي».

وتأتي العملية في ظرف يتميز بالهدوء على الصعيد الأمني، فقد أصبحت الجماعات المتشددة المنتشرة في شرق البلاد، نادرا ما تنفذ أعمالا مسلحة. ويعود ذلك، حسب متتبعين، إلى تشديد الخناق عليها من طرف قوات الأمن، زيادة على فقدانها عددا كبيرا من القيادات، بعضهم قتل في كمائن ومواجهات مع الجيش، والبعض الآخر سلموا أنفسهم للسلطات.

من جهة أخرى، وجهت محكمة في نيويورك أول من أمس اتهامات للقيادي الجهادي الجزائري مختار بلمختار، لتورطه في الهجوم على منشأة للغاز في عين أميناس في جنوب شرقي الجزائر، منتصف يناير (كانون الثاني) الماضي، مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى بينهم أميركيون.

وأعلن المدعي العام الفيدرالي في مانهاتن، بريت بهارار، حسب وكالة الأنباء الفرنسية، توجيه اتهامات للقيادي الجهادي المعروف حركيا باسم «خالد أبو العباس»، وهو من المشاركين في حرب أفغانستان، وعمره آنذاك لم يتعدَ 19 سنة. وأسفر الاعتداء على مصنع الغاز، المتبوع باحتجاز المئات من الرهائن العاملين به، عن مقتل 37 من الرهائن من بينهم ثلاثة أميركيين، كما يوجد بينهم رعايا ينحدرون من النرويج واليابان والفلبين وبريطانيا. فيما قتلت القوات الخاصة الجزائرية 30 مسلحا أغلبهم من الجزائر تونس وموريتانيا ومالي.

وجرى توجيه ثماني تهم بحق القيادي السابق في تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، على خلفية «مؤامرة ترمي إلى تقديم دعم لتنظيمي القاعدة والقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، والتآمر لاحتجاز رهائن، وخطف أشخاص محميين دوليا، والتآمر لاستخدام سلاح دمار شامل».

وأكد بيان المدعي العام في مانهاتن أن بلمختار «نشر قبل سنوات الرعب والدمار خدمة لهدفه المعلن من طرفه المتمثل في الجهاد الدامي ضد الغرب. وأن قمة جهوده تجلت في الحصار الدامي (منشأة الغاز) الذي أسفر عن مقتل العشرات إضافة إلى تعريض حياة مئات آخرين للخطر». وأضاف: «بلمختار زرع الرعب لدى هؤلاء الأشخاص الأبرياء، ولدينا حاليا النية في إحالته إلى العدالة»، مشيرا إلى أن «أبو العباس» يوجد في حالة فرار.

وأصدر القضاء الجزائري في السنوات الماضية، عدة أحكام بالإعدام ضد بلمختار، في قضايا إرهاب كثيرة.

يشار إلى أن بلمختار، 41 سنة، أعلن في شريط فيديو قبل أشهر، مسؤوليته عن الهجوم تخطيطا وتنفيذا. وقال إنه جرى باسم «كتيبة الموقعون بالدماء»، وهي جماعة مسلحة أنشأها على أنقاض «كتيبة الملثمين» بعد طلاقه مع الفرع المغاربي لتنظيم القاعدة.