أوباما: كان يمكن أن أكون أنا تريفون مارتن.. قبل 35 عاما

تظاهرات في عدة مدن أميركية على خلفية تبرئة زيمرمان من قتل الشاب الأسود

أوباما أثناء حديثه بتأثر عن قضية الشاب القتيل تريفون مارتن في البيت الأبيض مساء أول من أمس (رويترز)
TT

نظمت أمس تظاهرات في كثير من المدن الأميركية بناء على دعوة أنصار تريفون مارتن، فيما تحدث الرئيس باراك أوباما بإسهاب عن تبرئة قاتل هذا الشاب الأسود، وقد أيقظت هذه القضية المخاوف القديمة من العنصرية في الولايات المتحدة. وجاءت هذه التظاهرات بهدف الاستمرار في ممارسة الضغط بعد أسبوع على تبرئة الحارس جورج زيمرمان من قتل الشاب في 2012 في فلوريدا.

وكان آل شاربتون، المناضل من أجل الحقوق المدنية أعلن مطلع الأسبوع أنه سيجري السبت (أمس) تنظيم تظاهرات في 100 مدينة أمام مبان اتحادية لممارسة الضغط على الحكومة وحملها على حماية حقوقنا المدنية». وكان مفترضا أن تشارك والدة الشاب الأسود، سابرينا فولتون، في تظاهرة تنظم في نيويورك، فيما يشارك والده في تظاهرة تجري في ميامي. وبعد إعلان الحكم، نزل آلاف الأشخاص بطريقة عفوية إلى شوارع عدد كبير من المدن مثل نيويورك وشيكاغو وسان فرانسيسكو.

وأكد الرئيس أوباما مساء أول من أمس أنه «يتفهم مسألة تنظيم تظاهرات وسهرات ما دامت بقيت غير عنيفة». وخلال زيارة مفاجئة لقاعة الصحافة في البيت الأبيض قال: «إذا وقعت أعمال عنف، سأذكر عندئذ بأنها لا تليق بما حصل مع تريفون مارتن ومع عائلته». وقد تجنب الرئيس الأميركي توجيه النقد إلى حكم هيئة المحلفين الذين اعتبروا أن زيمرمان قام بالدفاع المشروع عن النفس، مشيرا إلى أن هيئة المحلفين سيدة نفسها. وقال: «لقد أصدرت هيئة المحلفين حكمها، وبهذه الطريقة يسير نظامنا». لكنه لمح إلى الأصداء الخاصة وحتى إلى «الألم» الناجم عن هذا الحكم لدى الأميركيين السود، وتطرق إلى رد الفعل الحزين الذي شعر به بعد أسابيع على مقتل الشاب. وأكد أوباما: «عندما قتل تريفون مارتن قلت إنه كان يمكن أن يكون ابني. وبعبارة أخرى، قبل 35 عاما كان يمكن أن أكون أنا تريفون مارتن».

وأضاف أوباما وسط هدوء غير عادي وسط الصحافيين الذين يغطون أحداث البيت الأبيض، وبينهم عدد قليل من السود: «عندما تفكرون في سبب وجود كثير من الألم حول ما حدث في التجمعات السكانية للأميركيين من أصول أفريقية، يجب أن تلاحظوا أن هذه التجمعات تنظر إلى القضية من خلال تاريخ لا ينسى»، ملمحا بذلك إلى العبودية التي ألغيت قبل 150 عاما وإلى نظام الفصل الذي ألغي قبل نصف قرن في ولايات الجنوب. وقال الرئيس الأميركي أيضا إن مستشاريه يدرسون «خططا سياسية واجتماعية لمعالجة قضايا القضاء الجنائي والنظرة النمطية العرقية»، في إشارة إلى استهداف السود من دون غيرهم في كثير من المرات، خصوصا خلال عمليات توقيف مشتبه بهم في قضايا مختلفة أو حتى في مخالفات قوانين مرور السيارات.

وحث أوباما الذي انتخب في 2008 وأعيد انتخابه بالاقتراع المباشر في 2012، الأميركيين كلهم على «دعم الشباب الأميركي من ذوي الأصول الأفريقية، على اعتبار أنهم ضحايا للعنف بشكل غير متناسب، وفي معظم الأحيان على أيدي بعضهم البعض». وتساءل: «هل هناك المزيد الذي يمكن أن نقوم به لمنحهم الشعور بأن بلادهم تهتم بهم وتقدرهم ومستعدة للاستثمار فيهم؟».

ودعا في المقابل السود إلى «البحث عن الذات» وأن يكونوا «أكثر صدقا بشأن الأحكام المسبقة (السلبية) الخاصة بهم». وأشار إلى حدوث تقدم في المساواة مع «كل جيل من الأجيال المتعاقبة» مستشهدا بالتفاعلات الاجتماعية الخاصة بابنتيه. لكنه أضاف: «هذا لا يعني أنه تم القضاء على العنصرية، لكن، عندما أتحدث إلى ماليا وساشا، وأستمع إلى أصدقائهما وأراهما تتفاعلان، ألاحظ أنهما أفضل مما كنا نحن عليه. هذا صحيح في كل مجتمع زرته في جميع أنحاء البلاد».

وكان البيت الأبيض تلقى مؤخرا سيلا من الأسئلة حول سبب عدم تحدث أوباما بشكل علني بشأن القضية الهامة رغم أنه كان أصدر بيانا قصيرا مكتوبا بوم صدور حكم تبرئة زيمرمان.

وعلقت سابرينا فولتون وترايسي مارتن، على كلام الرئيس أوباما بالقول إنهما «يشعران بفخر وتأثر لأن الرئيس خصص وقتا للحديث علنا وفترة طويلة عن ابننا تريفون. ما قاله يعطينا القوة. وبتشبهه بابننا، وجه له الرئيس إشادة عظيمة». وأضاف ذوو الشاب القتيل في بيان: «نرحب بدعوة الرئيس إلى فتح حوار صعب بين مختلف المجموعات، حتى يستطيع طفل في المستقبل أن يمشي في الشارع ولا يبدو خطرا بسبب لون بشرته أو الثياب التي يرتديها». ومن جانبها، أعلنت وزارة العدل الأميركية أنها تدرس إمكان توجيه تهم إلى زيمرمان إذا تبين لها أنه انتهك الحقوق المدنية للشاب الأسود.