جامع خالد بن الوليد أحدث المواقع الأثرية المتضررة في الحرب السورية

استهدف بقصف من قبل الجيش النظامي الذي يحاول استكمال السيطرة على حمص

TT

أدانت لجان التنسيق المحلية في سوريا، تدمير ضريح الصحابي خالد بن الوليد في حي الخالدية بحمص، واتهمت اللجان، في بيان صدر أمس، قوات النظام بارتكاب «جريمة جديدة» بحق الإرث الإسلامي والحضاري والإنساني، بتدمير ضريح خالد بن الوليد في حمص.

كما بث ناشطون في حمص على شبكة الإنترنت مقطع فيديو يظهر فيها جامع خالد بن الوليد من الخارج وقد تعرض للتدمير في أجزاء كثيرة منه، وفي الداخل بدا الضريح مدمرا، ويقول أحد الناشطين في تعليق على الصور: «تم قصف مسجد الصحابي الجليل خالد بن الوليد، وتدمير المقام بشكل كامل»، مؤكدا أن التدمير تم خلال «عمليات عصابات الأسد المجرمة، بعد قصف المسجد بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة»، صباح أمس.

وما زال حي الخالدية وأحياء المدينة القديمة تحت سيطرة الثوار، على الرغم من فرض حصار خانق عليها منذ أكثر من عام، وتعرضها بشكل يومي للقصف من قوات النظام، ليشتد على نحو غير مسبوق منذ نحو ثلاثة أسابيع في حملة عسكرية شرسة تشنها قوات النظام، لاقتحامها، واستعادة السيطرة عليها، محققة تقدما على أطراف حي الخالدية، وباتت على بعد 100 متر من جامع خالد بن الوليد.

ويعود الجامع للقرن السابع الهجري، ويعتبر واحدا من أهم المعالم الإسلامية والحضارية، حيث صمم مبناه وفق الطراز المملوكي أيام السلطان الظاهر ببيرس، وقد تم تجديد بناء المسجد في القرن الـ19 الميلادي علي يد السلطان عبد الحميد الثاني. ويوجد في الزاوية الشمالية الغربية من حرم المسجد ضريح الصحابي خالد بن الوليد، وهو مبني من الرخام الأبيض وتعلوه قبة مزخرفة، وإلى جواره يوجد ضريح آخر صغير يعود لعبد الرحمن بن خالد بن الوليد. ويحتل جامع خالد بن الوليد مكانة خاصة في رمزيته الدينية والتاريخية لأهالي مدينة حمص، التي باتت تعرف باسمه، تضاهي مكانة جامع بني أمية في العاصمة دمشق.

ويعد الضريح أحدث موقع في سلسلة من المواقع الدينية والثقافية السورية التي تضررت أو دمرت خلال عامين ونصف العام، حيث لحق دمار كبير بالمسجد الأموي التاريخي في مدينة حلب (شمال) في شهر أبريل (نيسان) الماضي، حيث هدم منبره ومئذنته التي بناها نور الدين زنكي، في ثاني اعتداء على المسجد، في حين احترقت أجزاء من أسواق المدينة القديمة في سبتمبر (أيلول) من العام الماضي.