الداعية عمر بكري: لا علاقة للملتقى الإسلامي بتنظيم القاعدة أو النصرة

بعد اتهامه بتنظيم مؤتمر علني ورفع الرايات السوداء في طرابلس

TT

رأى الداعية الإسلامي اللبناني الشيخ عمر بكري فستق، عضو «اللجنة الشرعية لأهل السنة والجماعة»، أن «إصرار حلفاء البعث السوري والنظام الإيراني على وجود تنظيم القاعدة وجبهة النصرة وغيرهما من الجماعات الجهادية المباركة في لبنان كفزاعة إنما هو لتبرير قتل واعتقال خيرة شباب أهل السنة وزجهم في السجون لحساب أميركا وروسيا وإسرائيل والمشروع الإيراني في لبنان».

وانتقد فستق، الخبير في الجماعات والفرق الإسلامية، أمام حشد من العائلات في نهاية «الملتقى الإسلامي الثاني لغرباء أهل السنة والجماعة في لبنان»، ردا على اتهامات تناولت الملتقى واعتبرته اجتماعا علنيا لتنظيم القاعدة في لبنان، اعتبار أن «كل من يرفع راية رسول الله صلى الله عليه وسلم السوداء التي كتبت عليها عبارة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) على شكل جملة أو ختم النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، بأنه من تنظيم القاعدة، أو أنه إرهابي وتكفيري وما إلى ذلك من ألفاظ يجترها البعض من أجل تبرير الاعتقالات التعسفية ضد أنصار الثورة السورية في لبنان». واتهم «الأبواق اليسارية الفاشلة وحلفاء البعث السوري والنظام الإيراني في لبنان» بترويج هذه الأنباء.

واستضافت قاعة «مرج الزهور» في محلة أبي سمراء في مدينة طرابلس، كبرى مدن شمال لبنان، ذات الغالبية السنية، الملتقى الثاني لغرباء أهل السنة والجماعة في لبنان، يوم الأحد الماضي. ويأتي عقد هذا الملتقى في طرابلس، بعد عقد الملتقى الأول في بلدة الكواشرة بقضاء عكار مطلع الشهر الحالي تحت شعار: «ملة إبراهيم ومعنى التوحيد والجهاد»، وذلك في إطار سلسلة من الملتقيات المقرر عقدها انطلاقا من شهر رمضان بشكل دائم في مختلف المدن اللبنانية، «للعودة بالناس إلى أجواء الدعوة الإسلامية»، بحسب بكري. وقال بكري لـ«الشرق الأوسط» أمس إن عقد الملتقى «يأتي في إطار شهر رمضان الفضيل، شهر الصيام والعبادة والدعوة إلى الله من أجل إحياء التعاليم الإسلامية»، موضحا أنه يجمع «عائلات مسلمة في أجواء ثقافية دعوية بعيدا عن قطع الطرق والضوضاء وإشعال الإطارات الرائجة في الفترة الأخيرة». وأكد أن الملتقى لا يعكس مؤتمرا لتنظيم أو جماعة ما، بل هو عبارة عن فكرة بدأت عائلات مسلمة بتنفيذها.

وأشار إلى أنه «تم خلال الملتقى الثاني وكذلك الأول عرض أفلام فيديو تظهر نشاطات المسلمين حول العالم في أوروبا وبريطانيا وأستراليا، كما تضمن عرض أفلام للأطفال، ولم يتخلله إلقاء كلمات أو مواعظ من داعية أو شيخ». وشدد بكري على أنه «من غير المعقول أن يتعرض كل من يرفع راية الإسلام للتوقيف».

وأكد بكري في بيانه الصادر أمس أنه «لا علاقة للملتقى بتنظيم القاعدة ولا بجبهة النصرة ولا بغيرهما من الفصائل الجهادية المباركة التي أعتز بها، ولا أتعير منها، ولا يمكن للقانون معاقبة الإنسان على عمل قلبه وما يعتز به ومن يحب ويكره».

وكانت مواقع إلكترونية عدة قد أشارت إلى إقامة تنظيم القاعدة مؤتمرا علنيا لها في طرابلس، وذكرت أن رايات «القاعدة» رفعت على ساحة مرج الزهور المقابلة للقاعة التي احتضنت أعمال الملتقى. وقال بكري في سياق متصل في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط»، إنه «في زمن ترفع فيه الرايات بالألوان كلها، ما المانع من رفع راية سوداء كتب عليها اسم الجلالة»، متسائلا: «هل إذا رفعتها القاعدة بات ممنوعا علينا رفعها».

وجزم بكري بصفته خبيرا في الجماعات الإسلامية ألا وجود لتنظيم القاعدة في لبنان أو سوريا أو الأردن، لافتا إلى أنه يدرك أدبيات القاعدة جيدا ويتابع كل ما يصدر عنها من نشرات. وتابع: «لقد رفعت الرايات السوداء خارج منزلي، وبلغت السلطات بأن تعلمني في حال كان ذلك ممنوعا».