أول مرشحة في تاريخ الكويت لـ «الشرق الأوسط»: خسارتي بطعم الفوز

جنان بوشهري أكدت أن التعصب والتطرف سبب عزوف المرأة عن الترشح

TT

أكدت المهندسة جنان بوشهري أول امرأة كويتية تشارك بانتخابات عامة كمرشحة بعد إقرار قانون حقوق المرأة السياسية عام 2005، أن أول تجربة انتخابية خاضتها كانت تمثل تحديا بالنسبة لها، وعلى الرغم من خسرتها، فإنها حسبتها «خسارة بطعم الفوز».. وأشارت في حوار مع «الشرق الأوسط»، إلى أن حصولها وقتها على المركز الثاني من بين 6 مرشحين رجال، كان انتصارا لها وللمرأة الكويتية.

وتقول بوشهري إن عزوف المرأة عن الترشح في الانتخابات البرلمانية الحالية يعود بالدرجة الأولى إلى ارتفاع حدة التصعيد السياسي وتنامي موجات الطرح المتعصب والمتطرف «وهذه عوامل تتعارض مع محاولات المرأة الإقدام على الترشح لانتخابات مجلس الأمة بناء على أسس مهنية وسياسية وطنية».

وأضافت بوشهري في لقائها الخاص مع «الشرق الأوسط» أن المرأة تميل إلى تجنب الطرح المتطرف، إلا أن الملاحظ في الفترة الأخيرة بالكويت اتجاه الشارع، وتفضيله للخطاب المتعصب، وهو ما يتعاكس مع توجهات المرأة الكويتية بالعمل في الشأن السياسي العام.

وخاضت جنان بوشهري الانتخابات التكميلية للمجلس البلدي 2006، وحصلت على المركز الثاني بين ستة مرشحين، كما خاضت الانتخابات البرلمانية في ديسمبر (كانون الأول) الماضي وحازت على المركز الـ12 في الدائرة الأولى، التي تعد من أعقد الدوائر الانتخابية لكونها تضم خليطا من أبناء المذهب الشيعي وأبناء القبائل ومزيجا من المنتمين للتيارات السياسية والمستقلين. وفيما يلي نص الحوار:

> حدثينا عن تجربتك باعتبارك أول امرأة في تاريخ الكويت تخوض انتخابات عامة.

- تولدت لدي رغبة في خوض الانتخابات، منذ إقرار حقوق المرأة السياسية في مايو (أيار) 2005. وبالفعل خضت الانتخابات التكميلية للمجلس البلدية عام 2006 التي أجريت بعد توزير ممثل الدائرة، بالمجلس البلدي في الحكومة. وأجريت انتخابات تكميلية عن الدائرة الخامسة للمجلس البلدي، وسبقت تلك الانتخابات في توقيتها انتخابات البرلمان الذي تم حله في يونيو (حزيران) 2006.

* كيف كان التحدي وقتها؟

- التحدي كان يتمثل في الشارع الكويتي، وما إذا كان مستعدا لتقبل المرأة كناخبة ومرشحة ومديرة حملة انتخابية أم لا؟ وهو ما وضع على عاتقي وفريق حملتي الانتخابية مسؤولية كبيرة. كان السؤال المطروح وقتها كيف ستنافس المرأة الرجل في مجال يتميز فيه.. خاصة أنها أول تجربة منذ إقرار الدستور عام 1962.

واستطعنا من خلال التجربة أن ننافس الرجل في الانتخابات فحللت بالمركز الثاني من بين ستة مرشحين ذكور، وأذكر أن وسائل الإعلام وقتها اعتبرتها نتيجة جيدة جدا في أول تجربة للمرأة، وركزت على حصولي على المركز الثاني أكثر من تركيزها على من فاز بالانتخابات، وكأنني أنا من فاز بالمقعد وليس المرشح الفائز.

وللعلم، فإن سبب خسارتي للانتخابات كان راجعا لأن المرشح الذي حقق الفوز، نجح بعد فوزه بانتخابات قبلية فرعية محرمة قانونا، وهي التي حسمت النتيجة لمصلحته مسبقا. وأثبتت النتائج التي ظهرت بعد تلك الانتخابات أن الشارع يتقبل المرأة في الانتخابات، وأن الرجل بإمكانه اختيار امرأة لتمثيله، وأن المرأة ليست عدوا للمرأة، كما يقال، بدليل أن نصف الأصوات التي حصلت عليها كانت من نساء والنصف الآخر كان من رجال.

* كيف تقيمين تلك التجربة؟

- التجربة كانت ناجحة بجميع المقاييس لأن من هزم المرأة وقتها كان الانتخابات الفرعية المجرمة قانونا، ولهذا وعلى الرغم من عدم فوزي بالانتخابات، فإنني أعتبر ذلك خسارة بطعم الفوز.

كما بلغ وقتها إجمالي عدد الناخبين والناخبات في الدائرة الخامسة لانتخابات المجلس البلدي في تلك السنة 28 ألفا و188 ناخبا وناخبة، وبلغت نسبة التصويت 38 في المائة، وحصل الفائز بالمركز الأول على خمسة آلاف و436 صوتا، وحصلت على ثلاثة آلاف و629 صوتا هي مجموع أصوات الناخبين الذكور والإناث.

* كيف ترين تفاوت مستوى تمثيل المرأة في الانتخابات البرلمانية الثلاثة الأخيرة؟

- سبب تفاوت تمثيل المرأة في الدورات البرلمانية الثلاث الأخيرة يعود إلى وجود محبطات.. وكذلك تحديات تفرض نفسها على الساحة. فالجو العام في انتخابات 2009 كان داعما للمرأة، وهو ما أدى إلى فوز أربع نساء بعضوية البرلمان، بينما الجو نفسه لم يكن موجودا في الانتخابات التي أجريت في فبراير (شباط) 2012، مما أدى إلى عدم نجاح أي من المرشحات اللواتي خضن الانتخابات.

* ما هو برأيك سبب عزوف المرأة عن الترشح في الانتخابات البرلمانية الحالية؟

- سبب عزوف المرأة يعود بالدرجة الأولى إلى ارتفاع حدة التصعيدات السياسية وتنامي موجات الطرح المتعصب والمتطرف وهذه عوامل تتعارض مع محاولات المرأة الإقدام على الترشح لانتخابات مجلس الأمة بناء على أسس مهنية وسياسية وطنية. فالمرأة تميل إلى تجنب الطرح المتطرف إلا أن الملاحظ في الفترة الأخيرة بالكويت اتجاه الشارع وتفضيله للخطاب المتعصب، وهو ما يتعاكس مع توجهات المرأة الكويتية بالعمل في الشأن السياسي العام.

* السيرة الذاتية

* جنان محسن بوشهري

* تاريخ الميلاد: 1 نوفمبر 1973

* تم اختيارها عضوا بالتعيين في المجلس البلدي الكويتي خلال الفترة من 2009 إلى 2013.

* حاصلة على ماجستير هندسة كيميائية من كلية الهندسة بجامعة الكويت سنة 2000 بتقدير امتياز، وتحمل بكالوريوس هندسة كيميائية من كلية الهندسة بجامعة الكويت سنة 1996 بتقدير جيد جدا.

- الخبرات العملية:

* تعتبر أول امرأة كويتية تشارك بانتخابات عامة على مستوى دولة الكويت، وهي الانتخابات التكميلية للمجلس البلدي 2006، وحصلت على المركز الثاني بين 6 مرشحين.

* خاضت الانتخابات البرلمانية في ديسمبر (كانون الأول) 2012 عن الدائرة الأولى وحصلت على المركز 12.

* شاركت بقيادة حملة دولية لمساندة الشعب اللبناني تحت مظلة مجلس العلاقات الخليجية الدولية.

* حصلت على جائزة المهندس المتميز المقدمة من مكتب الخريجين بكلية الهندسة والبترول بجامعة الكويت عام 2008.

* حصلت على جائزة الشرق الأوسط للنساء القياديات العربيات التي يمنحها معهد الشرق الأوسط بالتنسيق مع حكومة دبي.

العمل العام:

* عضو اللجنة التحضيرية لقيام شبكة المرأة العربية في المجالس البلدية.

* عضو جمعية المهندسين الكويتية.

* عضو جمعية الخريجين الكويتية.

* عضو الجمعية الثقافية والاجتماعية النسائية.

* عضو جمعية الشفافية الكويتية.