خامنئي: لا أمانع التفاوض مع الأميركيين في شؤون معينة.. لكن لا يمكن الوثوق بهم

رفسنجاني يؤكد أن إيران لا يمكن أن تظل في حالة «غضب على العالم»

الرئيس الإيراني المنتهية ولايته محمود أحمدي نجاد يقرأ كلمة خلال لقاء جمع مسؤولي حكومته وكبار المسؤولين مع المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي في طهران مساء أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

وسط إشارات بعث بها الرئيس الإيراني المنتخب حسن روحاني حول إذابة الجليد مع الغرب وضرورة كسر العزلة التي تعاني منها بلاده جراء سياسات سلفه المنتهية ولايته محمود أحمدي نجاد، قابلها تصريحات أطلقها مسؤولون أميركيون حول إجراء مفاوضات مع إيران، قال المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي إنه لا يمانع من التفاوض مع الأميركيين في قضايا معينة إلا أنه لا يثق بهم.

وقال خامنئي في كلمة أمام كبار المسؤولين في إيران، من بينهم أحمدي نجاد وحكومته التي تشارف ولايتها على الانتهاء: «لا يمكن الثقة بالأميركيين لأنهم لا يتسمون بالعقلانية ولا يتصفون بالمصداقية في تصرفاتهم». وأضاف قائلا حول المفاوضات: «قلت في بداية العام (الإيراني) الحالي إنني لست متفائلا حيال إجراء مفاوضات مع أميركا رغم أنني لم أمانع من إجراء محادثات معها حيال شؤون خاصة كالعراق خلال الأعوام الماضية». وزعم بأن المواقف التي تبناها المسؤولون الأميركيون خلال الأشهر الماضية «أكدت مرة أخرى أنه لا يمكن حسن الظن بهم».

وفي إشارة إلى عزلة بلاده وخلالها مع الغرب قال إن إيران تؤمن بالتعاطي وإقامة العلاقات مع بلدان العالم، «إلا أن الأمر المهم في ذلك معرفة الطرف المقابل وإدراك أهدافه وخططه لأننا إذا لم نتعرف عليه بصورة صحيحة سنتلقى الصفعة»، حسب ما أوردته وكالة «فارس» الإيرانية شبه الرسمية.

وكانت وزارة الخارجية الإيرانية أعلنت أول من أمس أنها وجهت دعوات لزعماء العالم كافة لحضور حفل تنصيب روحاني المقرر في الرابع من أغسطس (آب) المقبل، وفهم من تصريحات مسؤول في الوزارة أن الدعوات وجهت أيضا إلى ممثلين عن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

كما كان وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي رد دعوات برلمانية إيرانية رافضة لدعوة وزير الخارجية البريطاني السابق جاك سترو إلى الحفل بصفته رئيسا مشاركا للمجموعة البرلمانية البريطانية الإيرانية، وأكد أن وزارته مسؤولة عن إقامة الحفل بالتنسيق مع مكتب الرئيس المنتخب.

وأمس جدد صالحي موقفه هذا عبر دعوة الغرب إلى تغيير أسلوب تعامله مع إيران من المواجهة إلى «التعاون والتعاطي البناء مع طهران، بعد تشكيل الحكومة الإيرانية الجديدة».

وذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية (إرنا) أمس أن تصريح صالحي جاء أثناء تسلمه نسخة من أوراق اعتماد السفير الألماني في طهران. وقال صالحي إن بلاده «تتمتع بطاقات واسعة جدا للتعاون مع أوروبا، وخصوصا مع ألمانيا في مختلف المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية والطاقة».

وأفاد التقرير بأن السفير الألماني الجديد في طهران فورن اشترك برغ أعرب عن أمله بعد تشكيل حكومة الرئيس حسن روحاني في المزيد من «تطوير العلاقات بين طهران وبرلين، لا سيما على الأصعدة الاقتصادية والتجارية».

وفي السياق ذاته طالب آية الله أكبر هاشمي رفسنجاني، رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام والمرشح الرئاسي السابق بتغيير في السياسة الخارجية للبلاد. وقال: «لا يمكننا أن نبقى في حالة غضب على العالم ونتخيل التطور في المستقبل. إن مثل هذا الرأي المتطرف مضر بشعار شعبنا الساعي للاستقلال خلال كل مراحل الثورة الإسلامية».

وأدلى رئيس إيران السابق بهذه الملاحظات في اجتماع مع مجموعة من محاضري الجامعات والعلماء في طهران أمس، وقال: «الألم المتراكم علامة دالة على الشفاء، وقد شهدنا كيف أشاد الناس بالانتخابات من حيث الكم والكيف».

وسلط رفسنجاني الضوء على التغير الإيجابي في المجتمع في أعقاب انتخاب المرشح المعتدل حسن روحاني، وقال: «إن مسؤولية الجميع هي حماية ما اختاره الناس، ومنع المتطرفين من بث روح الإحباط بينهم».

وانتقد رفسنجاني السياسات التي يتبناها النظام الحالي من أجل تهميش بعض الشخصيات، وقال: «هؤلاء الذين دفعوا بالبلاد إلى هذا الموقف بإمكانهم تبني التغيير بالكف عن الإساءات والاتهامات، التي لا تتماشى مع الأدب المعتدل».

كذلك أبرز رفسنجاني شعاري الرئيس المنتخب حسن روحاني ووجد «التعاون مع الدول الأجنبية» و«اعتدال السياسات المحلية» عاملين حاسمين في هذه المرحلة من الدبلوماسية الإيرانية.

وسعى رفسنجاني لخوض سباق الانتخابات الرئاسية، لكن مجلس الأوصياء منعه من الترشح حينما سجل ترشحه في مايو (أيار).

ويعتبر مجلس الأوصياء هو الهيئة الرئيسة في النظام الإيراني التي تفحص المرشحين المحتملين في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في إيران.