البرلمان الأفغاني يسحب الثقة من وزير الداخلية بسبب تدهور الموقف الأمني

الرئيس كرزاي ليس مستعدا بعد للتوجه إلى باكستان

TT

أعلنت الرئاسة الأفغانية أمس أن الرئيس حميد كرزاي رد بفتور على دعوة وجهت إليه نهاية هذا الأسبوع للتوجه إلى باكستان، ووضع سلسلة شروط مسبقة تعكس التوتر المستمر بين البلدين المتجاورين. وقالت الرئاسة في بيان إن كرزاي «قبل مبدأ الزيارة» التي وجه دعوة إليه للقيام بها وزير الخارجية الباكستاني سارتاج عزيز. لكن الرئيس كرزاي اشترط للقيام بهذه الزيارة إنجاز أعمال تحضيرية لها وأن تكون قضيتا «مكافحة الإرهاب» و«عملية السلام في أفغانستان» المسألتين اللتين تحتلان الأولوية في المناقشات مع رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف.

وكان الباكستاني سارتاج عزيز صرح بأن زيارته إلى العاصمة الأفغانية تحمل «رسالة صداقة ونية حسنة لأفغانستان». لكن وزير الخارجية الأفغاني زلماي رسول رد بحماس أقل، مؤكدا أن الجهود لتعزيز التعاون بين البلدين في «مكافحة الإرهاب» أو مفاوضات السلام «لم تتكلل بالنجاح» حتى الآن.

وباكستان التي تقيم علاقات تاريخية مع حركة طالبان الأفغانية طرف أساسي في المفاوضات التي تهدف إلى إنهاء النزاع الذي يدور منذ نحو 12 عاما بين المتمردين من جهة والحكومة الأفغانية والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة من جهة أخرى. لكن كابل تتهم باكستان بدعم المتمردين من أجل استعادة سيطرتها على البلاد، وهذا ما تنفيه إسلام آباد.

من جهة أخرى، وافق البرلمان الأفغاني أمس على عزل أحد مسؤولي الأمن الرئيسين في البلاد، وأقال وزير الداخلية غلام مجتبى باتانج، في ضربة محتملة للاستقرار. في الوقت الذي سرعت فيه القوات الدولية بقيادة حلف شمال الأطلسي انسحابها من البلاد. وقال البرلمان الذي تسوده الانقسامات إن الأوضاع الأمنية تردت منذ أن تولى باتانج بصفته رئيس قوة الشرطة المكونة من 157 ألف فرد منصبه، بما في ذلك الأمن على الطريق السريع بين العاصمة كابل وقندهار، وهو شريان حياة مهم لاقتصاد البلاد يستهدفه متمردو طالبان. وقال رئيس البرلمان الأفغاني عبد الرؤوف إبراهيمي «وزير داخلية أفغانستان استبعد من منصبه، وأطلب من رئيس جمهورية أفغانستان أن يعلن عن شخص آخر لشغل المنصب».

ولم يتضح إن كان الرئيس كرزاي سيقبل قرار البرلمان أم لا، فيما تحاول حكومته تعزيز الاستقرار قبل انتخابات الرئاسة وانسحاب قوات حلف شمال الأطلسي في العام المقبل. وكان كرزاي قد اختار في السابق الإبقاء على الوزراء في مناصبهم لتسيير الأعمال بعد تصويت مماثل. وقال مشرعون إن باتانج، وهو قائد شرطة محلي سابق - يحظى بقبول الحلفاء الغربيين الذين يدعمون كرزاي - فشل أيضا في مكافحة الفساد داخل قوات الشرطة ورفض طلب استدعاء أمام البرلمان. ويحاول المجلس إظهار قوته في مواجهة سلطة كرزاي. وكشف باتانج عن مقتل 2748 شرطيا، أي اثنين في المائة من القوة، في هجمات للمتمردين على مدى أربعة أشهر منذ 21 مارس (آذار). وقال إن مهمة الجيش الأكثر تسليحا أن يحمي المناطق النائية والطرق السريعة.