موقف غير واضح لميقاتي.. و«ناري» لوزير خارجيته بعد القرار الأوروبي

نائب عن الحزب: خطوة قد تؤدي إلى انعدام ثقة بين السكان والقوات الدولية في الجنوب

TT

لاقت خطوة الاتحاد الأوروبي بإدراج الجناح العسكري لحزب الله على لائحة الإرهاب استنكارا لبنانيا، جاء ذلك على لسان شخصيات سياسية ومرجعيات دينية انتقدت مضمون القرار الأوروبي، ونفت تهمة «الإرهاب» عن الحزب الذي «يدافع عن أرضه وكرامته».

وفيما لم يكن «حزب الله» قد أصدر حتى مساء أمس بيانا للتعليق على القرار، رفض النائب في البرلمان عن حزب الله الوليد سكرية قرار الاتحاد الأوروبي قائلا إن الحزب لم ينفذ عمليات إرهابية في أوروبا. وشدد على أن هذه الخطوة لن تؤثر على حزب الله أو المقاومة وأن المقاومة موجودة على الأراضي اللبنانية وليس في أوروبا. وقال سكرية إن الخطوة التي اتخذها الاتحاد الأوروبي يمكن أن تؤدي إلى انعدام الثقة بين قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان وسكان جنوب لبنان. ومضى يقول إن الناس في جنوب لبنان في سلام مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة وتساءل قائلا: «إذا اعتبرت القوة سكان الجنوب مقاتلين من المقاومة وإرهابيين فكيف ستتعامل معهم».

وتمنى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي «لو أجرت دول الاتحاد الأوروبي قراءة متأنية إضافية للوقائع والمعطيات». وقال، في بيان لم يتبن فيه موقفا واضحا مما جرى، «إننا سنتابع الموضوع عبر القنوات الدبلوماسية»، مشيرا إلى أن «المجتمع اللبناني، بكل مكوناته، حريص على الالتزام بالشرعية الدولية والحفاظ على أفضل العلاقات مع دول الاتحاد الأوروبي».

واعتبر وزير الخارجية والمغتربين اللبناني في حكومة تصريف الأعمال عدنان منصور أن «خطوة الاتحاد الأوروبي جاءت متسرعة، لأنه كان من المتوقع أن يكون هناك تريث، لكي لا تنعكس الخطوة سلبا وتترك تداعيات على لبنان». وسأل، في حديث مع إذاعة «حزب الله»، إثر صدور القرار: «هل يقبل الاتحاد الأوروبي بحكومة يشارك فيها حزب الله في المستقبل»؟. وقال إن «الدولة ستقرأ القرار لمعرفة كيفية الرد»، مضيفا: «هل ستتوقف خطوة الاتحاد الأوروبي عند هذا الحد أم أن هناك خطوات في المستقبل؟».

من ناحيته، أوضح نائب «الجماعة الإسلامية» عماد الحوت أن «حزب الله يدافع عما يقوم به»، مشيرا إلى أنه «متضامن مع الرئيس اللبناني ميشال سليمان الذي طلب من الاتحاد الأوروبي عدم إدراج حزب الله على لائحة الإرهاب لأن للأمر ارتدادات سلبية على لبنان». وأعرب عن اعتقاده بأن «لبنان بحاجة إلى استراتيجية دفاعية بإدارة الدولة اللبنانية حصرا». وشدد على أنه «في حال وجود الاحتلال فإن المقاومة شرعية ولا حاجة لأحد أن يشرعها، ولكن بعد انسحاب المحتل فإن المقاومة تتغير شرعيتها»، موضحا أنه «يجب تأمين قوة ردع لبنانية قادرة على منع العدو الإسرائيلي من الاعتداء عليه».

ورأى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان في قرار الاتحاد الأوروبي «خضوعا كاملا للدول الأوروبية للحركة الصهيونية المهزومة في لبنان». واعتبر أنه «لا مبرر له ولا مسوغ، وهو قرار إرهابي لا يمت إلى الحقيقة، لأن الذي يدافع عن نفسه وأرضه وكرامته هو إنسان حر يتحدى الباطل والظلم والشر». كذلك، شدد الشيخ عفيف النابلسي، أحد قياديي «حزب الله» على أن إدراج حزب الله على لائحة الإرهاب «لا يمكن أن يغير من خيارات الحزب وثوابته شيئا، فحزب الله سيبقى حركة مقاومة أصيلة وشريفة تدافع عن الوطن من الاعتداءات الإسرائيلية». وأعرب عن اعتقاده، في تصريح صادر عنه أمس، بأن «هذه الحملات المسعورة التي تشن اليوم بهذه الدرجة العالية من القسوة، تهدف إلى تشويه صورته في الغرب والشرق على حد سواء وجعله منبوذا في محيطه وفي الخارج».

وفي حين تساءل النابلسي عن «التناغم بين الحملات الداخلية على المقاومة والحملات الخارجية»، وقوله: «لماذا يضغط البعض لعدم إشراك الحزب في الحكومة ولماذا هذا التهويل الإعلامي والسياسي الذي يطل بأبشع صوره اليوم؟»