السباق الانتخابي ينتقل من «الدوائر» إلى الإنترنت وشركات الخدمات الإعلامية

خبير لـ «الشرق الأوسط»: نصف مليون دولار متوسط كلفة الحملة الانتخابية للمرشح

سلطات البلدية في الكويت تزيل اعلانات انتخابية مخالفة للقوانين («الشرق الاوسط»)
TT

شهدت سوق الخدمات الإعلامية واللوجيستية في الكويت رواجا مزدوجا خلال الفترة الحالية بدواعي تزامن شهر رمضان المبارك مع الانتخابات البرلمانية، وهو ما نقل معه تنافس المرشحين على الفوز بالمقعد النيابي من الدوائر الانتخابية الخمس إلى تسابق للحصول على خدمات الشركات المتخصصة في تنفيذ الحملات الانتخابية، ومن بينها الشركات التي تقدم الخدمات الإعلامية والإعلانية.

وكشف الخبير المتخصص بالحملات الانتخابية نجيب الشطي عن أن متوسط كلفة الحملة الانتخابية لمرشح مجلس الأمة يبدأ من نصف مليون دولار أميركي، وأن هذا المبلغ يتوجه بالدرجة الأولى إلى الموردين ومزودي الخدمة. وأضاف الشطي، وهو صاحب إحدى أبرز الشركات التي تعمل في مجال الانتخابات الكويتية، أن «الإعلام اليوم هو الأداة الأكثر تأثيرا في الناخب الكويتي، خاصة بعدما اتسع النطاق الجغرافي للدوائر الانتخابية وزاد عدد الناخبين في كل دائرة».

وبحسب الشطي فإن الانتخابات الحالية تشهد تنافسا محموما بين المرشحين على الحصول على أكثر الخدمات تأثيرا في الناخبين نظرا لقصر الوقت لهذه الحملة الانتخابية (نحو شهر منذ فتح باب الترشيح إلى يوم الاقتراع) وكذلك لتزامنها مع شهر رمضان المبارك الذي يهتم فيه الناس بالتواصل الاجتماعي فيما بينهم وكذلك متابعة القنوات الفضائية. وتصل كلفة إعداد الحملة الإعلامية التي تتضمن كتابة التقارير والتصريحات والحوارات الصحافية للمرشح بشكل شبه دوري طيلة فترة الانتخابات فتصل في بعض الأحيان إلى 30 ألف دولار أميركي، ومن الممكن تجاوز تلك القيمة في حال تم دمج أسعار الإعلانات الصحافية ضمنها، حيث يصل متوسط سعر الإعلان الملون في ربع صفحة داخلية إلى نحو 6000 دولار أميركي للإعلان الواحد، فيما يصل متوسط سعر الدقيقة الواحدة في التلفزيون إلى نحو 12 ألف دولار أميركي.

ويبين الشطي أن انتخابات هذا العام شهدت تغيرا ملحوظا في الوسائل المستخدمة، حيث نشطت الخدمات الإعلامية المقدمة عن طريق مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي، مثل «إنستغرام» و«تويتر» واللذين يفضلهما الشباب للحصول على المعلومة، وتحظيان بمتابعة كبيرة وسط قطاع الشباب إلى كبار السن، حيث وصل سعر التغريدة الواحدة التي يطلقها مشهور لمصلحة أي مرشح إلى نحو 3 آلاف دولار أميركي.

وعلى هذا الأمر تعلق معدة البرامج السياسية في تلفزيون «الرأي» رباب بداح في حديث خاص بـ«الشرق الأوسط» قائلة إن أبرز مظاهر الصراع الانتخابي أو المعركة الانتخابية يتجلى ويبرز واضحا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تحديدا المدونات و«تويتر» و«يوتيوب»، فنظرا للعادات الاجتماعية المرافقة لشهر الصوم والمتمثلة بالزيارات العائلية وزيارة الدواوين لجأ أغلب المرشحين للإعلان والتواصل مع الناخبين من خلال تلك المواقع على الشبكة العنكبوتية.

وكان لموقع «تويتر» نصيب الأسد من تلك الإعلانات؛ لأن المرشح يجد بتلك المواقع فرصة لإيصال أفكاره وبرنامجه الانتخابي، فتم التواصل مع المغردين ممن لديهم العدد الأكبر من المشتركين ليكونوا صورة للمرشح وجزءا من حملته الانتخابية. وتعتبر بداح أن المعركة الانتخابية بين المرشحين انتقلت من الإعلانات والدعايات عبر الشارع إلى مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى لجوء أغلب المرشحين إلى الوسائل الإعلامية والقنوات الخاصة التي فتحت الباب على مصراعيه لبرامجها التي من خلالها يمكن للمرشح أن يتواصل مع ناخبيه، حيث استطاعت وسائل الإعلام أن تسحب البساط من الندوات الليلية التي كانت تتسم بها كل انتخابات لتكون هي الباب والملجأ للمرشحين لعرض برامجهم الانتخابية.

وتتعدد الخدمات الانتخابية التي تقدمها الشركات المتخصصة بإدارة الحملات الانتخابية بحسب الطلب، إلا أن جميعها يتفق على حد أدنى يؤمن تنظيم الحملة الانتخابية للمرشح وترتيب ظهوره الإعلامي وتحضير إعلانات الصحف والتلفزيون واختيار شعار الحملة وكتابة التصريحات الصحافية وتجهيز الخطابات وإعداد الندوات وإجراء الحوارات الصحافية وترتيب ظهور المرشح في البرامج التلفزيونية.

ويرى رئيس تنفيذي لإحدى شركات الخدمات المتخصصة في تقديم خدمات للمرشحين، أن الأسعار غير موحدة، وتختلف حسب طلبات المرشح وجودة الخدمة المقدمة ومدة الحملة، وعدد النشرات الإعلامية للمرشح التي ستنشر في وسائل الإعلام المختلفة.

ويرصد الرئيس التنفيذي الذي لم يفضل ذكر اسمه في حديث لـ«الشرق الأوسط» أسعار المقرات الانتخابية، مبينا أن متوسط تكلفة إقامة ندوات المرشح في الفنادق تقارب عشرة آلاف دولار أميركي لليوم الواحد، أما إقامة الندوات داخل خيمة انتخابية فتصل كلفتها إلى 15 ألف دولار أميركي إضافة إلى البوفيه والمأكولات التي تقدم داخل الخيمة التي تصل تكلفتها إلى 1500 دولار أميركي في اليوم، وتزيد الكلفة بحسب عدد النشرات الإعلانية التي يرغب فيها المرشح.

ومن جانبها، أكدت مديرة إدارة تنمية المجتمع في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل شيخة العدواني في تصريح خاص بـ«الشرق الأوسط» أن الإدارة تفتح أبوابها لكافة المرشحين الراغبين في استئجار الصالات المتعددة الأغراض التابعة لمراكز تنمية المجتمع في كافة المحافظات، شريطة أن يأتي المرشح بإيصال الترشيح ومبلغ 3 آلاف دينار كويتية (نحو 9 آلاف دولار أميركي) يتم تقديمها كمبلغ تأمين قابلة للاسترداد عقب انتهاء الندوة.

وتضيف العدواني، وهي مسؤولة حكومية رسمية، أن قيمة إيجار الصالة في الليلة يصل إلى 600 دولار أميركي، وهي صالة مجهزة تتوفر بها كافة الخدمات التي يحتاج إليها المرشح، لافتة إلى أن العائق الوحيد قد يكون أن هذه الصالات تكون محجوزة في هذه الفترة، فلا يمكن إلغاء الحجز الذي تم الاتفاق عليه من قبل. ولفتت العدواني إلى أن صالات تنمية المجتمع أكثر أمانا من الخيم الانتخابية، إضافة إلى أنها أقل تكلفة ومساحاتها تستوعب أعدادا كبيرة من المشاركين، وتضم مسرحا مجهزا بميكروفونات وسماعات وخدمات تقدم على أعلى مستوى وبأسعار زهيدة لا تذكر.