ليبيا تشهد سلسلة تفجيرات بعبوات ناسفة في طرابلس وبنغازي وسرت

ملثمون اغتالوا موظفا بالأمن الداخلي في مصراتة

ليبيون يقفون امام انقاض مركز للشرطة الذي تعرض للتفجير في بنغازي أمس (رويترز)
TT

اغتال مجهولون في ليبيا موظفا في الأمن الداخلي في مدينة مصراتة شرق العاصمة طرابلس على البحر المتوسط، عشية سلسة تفجيرات في أنحاء متفرقة في البلاد نهار أمس طالت مجمعا قريبا من عدة سفارات ومكاتب طيران غربية، ومبنى للمحاكم في مدينة سرت ومقر أمني في مدينة بنغازي.

وقالت المصادر إن أحد العاملين بجهاز الأمن الداخلي بمصراتة ويدعى سالم عمر أبو رويص اغتيل الليلة قبل الماضية بمدينة مصراتة. وأفاد مراسل وكالة الأنباء الليبية بمصراتة بأن مجهولين قاموا بإطلاق النار على أبو رويص أثناء خروجه من أحد المحال التجارية قبل صلاة المغرب حين بادره مجموعة من الأشخاص الملثمين يركبون سيارة مموهة بإطلاق الرصاص عليه ما أدى إلى وفاته في الحال.

وفي طرابلس قالت مصادر أمنية وشهود عيان أمس، إن مجهولين فجروا سيارة في مرأب قرب مبنى إداري يضم عدة سفارات أجنبية، دون أن يسجل وقوع ضحايا. ولم يصدر تأكيد رسمي عن طبيعة الانفجار، لكن المصادر أشارت إلى أن السيارة انفجرت في المرأب التابع لمجمع سكني مجاور لمنطقة أبراج طرابلس التي توجد فيها سفارتا بريطانيا وكندا، ومكاتب الكثير من شركات الطيران الأجنبية وشركات أخرى.

ونقلت وكالة «رويترز» عن مصدر يعمل في المبنى قوله: «سمعت انفجارا ونظرت من النافذة ورأيت سيارة مشتعلة». ولم يتضح على الفور سبب الانفجار الذي وقع عصر أمس، لكن مصدرا يعمل في المبنى قال إنه يمكن أن يكون ناجما عن سيارة ملغومة، أو بزرع عبوة نافسة أسفل السيارة.

ووقعت موجة من التفجيرات في الشهور القليلة الماضية في ليبيا. وفي أبريل (نيسان) الماضي تعرضت السفارة الفرنسية في طرابلس للتفجير، وفي سبتمبر (أيلول) من العام الماضي قتل أربعة أميركيين بينهم السفير الأميركي في ليبيا في هجوم على مقر القنصلية الأميركية في بنغازي الواقعة في شرق البلاد.

ومنذ الإطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي في خريف عام 2011 تنتشر في ليبيا الميليشيات المسلحة التي لا تخضع لسلطان الدولة. وتسبب العنف المسلح والانفلات الأمني في عرقلة عمل الحكومة في مناطق واسعة من البلاد.

ووقع صباح أمس هجوم على مجمع المحاكم والهيئات القضائية بمدينة سرت معقل قبيلة القذافي، واستخدم في الهجوم عبوة ناسفة. واستنكر المجلس المحلي وحكماء وأهالي المدينة الواقعة إلى الشرق من طرابلس الحادث أضرارا مادية كبيرة بالمجمع. وقالت مصادر أمنية في تقرير مبدئي، إن الهجوم «عمل إجرامي نفذته مجموعة خارجة عن القانون بهدف زعزعة الأمن وتعطيل العمل القضائي بالمدينة».

وطالبت قيادات المدينة كلا من الحكومة والمؤتمر الوطني العام (البرلمان المؤقت) بالإسراع في تفعيل الجيش والشرطة، ودعت لحماية مؤسسات الدولة والمواطنين وحفظ الأمن في البلاد. كما انتقدت قيادات المدينة في بيان لها «سلبية الحكومة في ظل استمرار الفوضى والتعدي على الممتلكات العامة والخاصة وعمليات القتل والخطف للمواطنين وتخريب المؤسسات من قبل مجموعات خارجة عن القانون».

وفي بنغازي تعرض مركز الأمن الوطني في منطقة البركة فجر أمس لهجوم بعبوة ناسفة أيضا. وأفاد الناطق الرسمي باسم غرفة العمليات الأمنية ببنغازي، العقيد محمد الحجازي، بأن الانفجار أدى إلى جرح ثلاثة أشخاص من الموقوفين بالمركز بجروح طفيفة وتم نقلهم على الفور إلى المستشفى وتقديم الإسعافات اللازمة لهم.

وأضاف أن الانفجار تسبب في تدمير الواجهة الأمامية بالكامل للمركز، وأن قوات الصاعقة هرعت على الفور إلى مكان الانفجار وقامت بتمشيط المنطقة وألقت القبض على ثلاثة أشخاص وبحوزة كل واحد منهم عبوة ناسفه تزن نصف كيلوغرام وهم الآن رهن التوقيف ويجري التحقيق معهم.