احتجاجات البرازيل تلقي بظلالها سلبا على زيارة البابا

الشرطة تستخدم غاز الدموع لتفريق متظاهرين تجمعوا على هامش لقاء فرنسيس ـ روسيف

الشرطة تطلق الرصاص المطاطي لتفريق متظاهرين تجمعوا خارج «قصر غوانابارا» في ريو دي جانيرو حيث كان البابا مجتمعا مع الرئيسة ديلما روسيف أول من أمس (رويترز)
TT

في الوقت الذي استراح فيه بابا الفاتيكان فرنسيس أمس غداة وصوله إلى ريو دي جانيرو، أثارت الحماسة المحيطة بزيارته مخاوف متزايدة من حصول تجاوزات على خلفية حركة الاحتجاجات الاجتماعية ضد غلاء المعيشة والفساد.

واضطرت الشرطة مساء أول من أمس إلى استخدام الغازات المسيلة للدموع لتفريق متظاهرين تجمعوا على هامش اللقاء الذي جمع البابا فرنسيس بالرئيسة ديلما روسيف. وهرع مئات المتظاهرين في كل الاتجاهات في محيط قصر غوانابارا، حيث مقر الحكومة في ريو دي جانيرو وألقيت زجاجة مولوتوف في اتجاه قوات الأمن، في حين تم اعتقال متظاهر واحد على الأقل كان يضع قناع مجموعة «أنونيموس». وقالت وكالة الصحافة الفرنسية، إن أحد مصوريها، هو الياباني ياسويوشي شيبا، أصيب بجروح طفيفة بعد تعرضه للضرب بهراوة شرطي على الرأس، مضيفة أن شيبا دخل المستشفى لفترة وجيزة، حيث تلقى العلاج وخضع لفحوصات.

وحملت هذه المظاهرة أجهزة الأمن على تعديل برنامج البابا في اللحظة الأخيرة، فصعد في مروحية للتوجه إلى قصر غوانابارا في وسط المدينة. وقبل ذلك اضطرت السيارة التي قرر البابا فرنسيس أن يستقلها في جولة على وسط المدينة إلى التوقف مرارا حين اعترضها مؤمنون متحمسون لرؤيته مما أثار مخاوف أوساطه ولو أن البابا حافظ على هدوئه وابتسامته مستمتعا بهذا اللقاء مع الحشود.

ولم يعلن مسبقا عن أي موعد ليوم أمس في برنامج البابا البالغ من العمر 76 عاما. وكان مفترضا أن يلزم مقر سوماري على مرتفعات ريو ليستريح وسط الهدوء والطبيعة، بينما قال الأب فيديريكو لومباردي المتحدث باسم الكرسي الرسولي إن بوسع البابا أن يلتقي من يشاء. وأمس أيضا دخلت «الأيام العالمية للشبيبة» التي يجري الإعداد لها في جميع أنحاء البلاد منذ أسابيع مرحلتها الرئيسة مع قداس الافتتاح الذي أحياه رئيس أساقفة ريو المنسنيور أوراني جواو تمبستا على شاطئ كوباكابانا.

وتزامنا مع زيارة البابا، أعلن عن مظاهرات اجتماعية أخرى في الأيام المقبلة بعضها على مقربة من الشاطئ حيث تجري مساءي الخميس والجمعة احتفالات «الأيام العالمية للشبيبة» في حضور البابا وبمشاركة مئات آلاف الشبان الكاثوليك. وهتف متظاهرون مساء أول من أمس وهم يفرون من الشرطة: «القمع لا يجدي، هذه الحكومة ستسقط». وقبل الزيارة أبلغ الفاتيكان أنه ليس لديه أي مخاوف على البابا طالما أن المظاهرات ليست موجهة ضده وأن أكثر من 60% من سكان البرازيل من الكاثوليك، غير أنه لم يستبعد أن يغتنم المتظاهرون وجود البابا فرنسيس الذي يشدد دائما على المشكلات والمسائل الاجتماعية، لإعطاء دفع لحركتهم.

وبعض المحتجين الذين يستجيبون لنداء مجموعة أنونيموس ينتقدون إنفاق 53 مليون دولار من أموال المكلفين على زيارة البابا وتنظيم الأيام العالمية للشبيبة. وتحدث البابا في الطائرة التي كانت أقلته إلى ريو عن الأزمة الاقتصادية التي «لا تساعد بشيء» الشبان والتي تهدد بالتضحية بجيل يحرم من كرامته ومن فرص العمل.

وبعد يوم الاستراحة أمس، يستأنف البابا اليوم (الأربعاء) برنامجه المكثف مع زيارة إلى مزار أباريسيدا المريمي على مسافة نحو 200 كلم من ريو. وقلل الأب لومباردي من أهمية العبوة الناسفة «البدائية الصنع» التي تم اكتشافها الأحد في كيس بلاستيكي في المراحيض العامة قرب بازيليك أباريسيدا، مؤكدا أن أمن البابا لم يكن في خطر، غير أن هذه الأحداث المتفرقة تزيد الضغط على أجهزة الأمن البرازيلية التي يترتب عليها أن تدير في الوقت نفسه وجود 1.5 مليون شاب قدموا من 170 بلدا للمشاركة في الأيام العالمية الثامنة عشرة للشبيبة، فضلا عن المظاهرات المعادية للكنيسة وحركة المطالب الاجتماعية الواسعة النطاق.