قتلى ومفقودون إثر غرق زورق يقل نحو 200 مهاجر إلى أستراليا

ثلاثة رضع وحامل بين الضحايا.. وغالبية اللاجئين من العراق وإيران وسري لانكا

مسعف يحمل طفلاً منهكا جرى إنقاذه بعد غرق قارب المهاجرين في سواحل جاوة الغربية أمس (أ.ف.ب)
TT

لقي سبعة من المهاجرين غير الشرعيين المتوجهين إلى أستراليا مصرعهم واعتبر عشرات في عداد المفقودين أمس على إثر غرق مركبهم قبالة سواحل إقليم جاوة الغربية الإندونيسي. وصرح متحدث باسم الشرطة المحلية في جاوة الغربية أن سبعة أشخاص بينهم ثلاثة رضع وامرأة حامل لقوا حتفهم.

ولم يتضح على الفور عدد الركاب الإجمالي، بينما قال الناطق باسم شرطة جاوة الغربية مرتينوس سيتومبول إنهم كانوا مائتين وأربعة. وبدورها، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن أحد الناجين قوله إن الزورق كان يقل 250 شخصا تقريبا.

ونقلت صحيفة «جاكرتا بوست» أمس عن المتحدث باسم الشرطة الوطنية الإندونيسية روني سومبى قوله: «إنه كان يحمل طالبي اللجوء السياسي من العراق وإيران وسري لانكا وإنه غرق مساء الثلاثاء بينما كان في طريقه إلى أستراليا». وتمكنت الشرطة والصيادون المحليون من إنقاذ 157 شخصا. وقال المفتش العام إنه يتم توفير مأوى مؤقت للناجين وإن شرطة إقليم جاوة الغربية وعناصر من الشرطة الوطنية الإندونيسية وثمانية عشر قاربا من قوارب الصيد يقومون بمحاولات للعثور علي المفقودين.

وغرق القارب مساء أول من أمس على مقربة من المرفأ الذي أبحر منه في سيداون (قرية صيادي سمك على الساحل الجنوبي لجزيرة جاوة). وكان متوقعا أن يتوجه إلى جزيرة كريسماس الأسترالية القريبة نسبيا من إندونيسيا والتي يحاول كثير من المهاجرين غير الشرعيين الوصول إليها أملا في الحصول على وضع لاجئين.

وقال ناجون إن 38 مهاجرا بينهم نساء وأطفال تمكنوا من الوصول إلى الشاطئ بعد ساعتين أو ثلاث من السباحة. وروى السري لانكي أوبيجيت روي، 42 عاما، إن القارب غرق بعيد إبحاره. وقال بلغة إنجليزية غير صحيحة: «عندما أصبح القارب في البحر تسربت المياه إلى قعره، فأصيب الركاب بالذعر وأخذوا يقفزون في المياه». وتمكن بعضهم من الحصول على سترات نجاة لم تكن متوافرة بعدد كاف، فيما تشبث آخرون بقطع حطام خشبي عائم. وقال روي أيضا: «إنني قادم من سري لانكا مع ثلاثة أصدقاء وكنا متوجهين إلى جزيرة كريسماس». وروى هارون أحد سكان سيداون أنه رأى في الليل «تجمعات من المهاجرين على الشاطئ» موضحا أنهم «أخذوا يسبحون بأعداد متزايدة إلى الشاطئ». وحينها أطلق الإنذار فهرع سكان القرية وأبحروا بقواربهم لمساعدة المهاجرين.

وذكرت صحيفة «سيدني ديلي تلغراف» أن نحو ستين شخصا اعتبروا في عداد القتلى والمفقودين. وقال رجل قال إن اسمه سهيل للصحيفة إنه الناجي الوحيد من مجموعة 61 إيرانيا أبحروا من سيداون. وأوضح أنه «بعد ساعتين حصل خلل في المحرك. كان البحر هائجا وتحطم القارب». وأضاف أن القبطان تخلى عن المركب وفر في قارب نجاة مؤكدا «أنه لم يقدم المساعدة، لم يسعف الأطفال».

وغالبا ما يبحر المهاجرون غير الشرعيين في المياه الإندونيسية متوجهين إلى أستراليا ومعظمهم قادم من أفغانستان وإيران وسري لانكا. ويلقى المئات منهم حتفهم في غرق كثير من هذه القوارب الهشة غير المؤهلة للإبحار في رحلات طويلة.

ووصل أكثر من 15 ألف مهاجر غير شرعي منذ الأول من يناير (كانون الثاني) الماضي إلى أستراليا مما يثير جدلا كبيرا في هذا البلد حول السياسة الواجب اتباعها حيالهم. وأعلن رئيس الوزراء الأسترالي الجديد كيفين راد مؤخرا أنه لن يسمح في المستقبل باستقبال طالبي اللجوء القادمين في زوارق وأنهم سيرحلون إلى بابوازيا غينيا الجديدة أو إلى ديارهم حتى ولو قبل لجوئهم.