حملة عسكرية على مخيم اليرموك.. وانفجاران في مطار المزة وجرمانا

2014 قتيلا منذ بداية شهر رمضان.. و100 ألف من بدء الأزمة

TT

أعلنت الأمم المتحدة أمس عن وصول عدد القتلى في سوريا منذ اندلاع الأزمة قبل سنتين وأربعة أشهر إلى 100 ألف شخص، بينما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن أكثر من 2014 شخصا قتلوا في أعمال عنف في سوريا منذ بدء شهر رمضان المبارك، غالبيتهم من حاملي السلاح من الطرفين المتقاتلين.

وفي حين استمرت الاشتباكات والقصف في عدد من المناطق السورية، أبرزها حمص وحلب وأحياء في العاصمة، هزّ انفجار ضخم أمس مطار المزة العسكري في دمشق، وفق ما أعلنت لجان التنسيق المحلية، فيما أفادت قناة «الإخبارية السورية» عن انفجار آخر وقع في ساحة السيوف في جرمانا في ريف دمشق أسفر عن سقوط 7 قتلى و62 جريحا.

وسجّل تصاعد في وتيرة الاشتباكات في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق بين الجيش السوري الحر وقوات النظام المدعومة من الجبهة الشعبية القيادة العامة بحسب المركز الإعلامي السوري الذي ذكر أنّ القصف العنيف بالصواريخ على المخيم أدّى إلى إصابة 15 شخصا بينهم نساء وأطفال كما ألحق دمارا كبيرا بالمباني.

وقالت تنسيقية مخيم اليرموك إن صاروخي غراد أطلقتهما الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة التي تحاصر المخيم مع قوات النظام أصابا منطقة مخبز حمدان، مما أدى إلى مقتل خمسة من الأطفال والنساء. وقد أظهرت صور بثها ناشطون مبنى مدمرا وأضرارا جسيمة لحقت بمبان مجاورة، وانتشال أشلاء من المكان.

من جهته قال الجيش السوري الحر إنه تصدى لمحاولات جيش النظام اقتحام المخيم حيث تدور اشتباكات بين الطرفين في محيطه.

وأظهر مقطع فيديو نشر على موقع «يوتيوب» صورا من داخل مخيم اليرموك ينفي فيها عناصر من الجيش الحر اقتحام قوات الأسد للحي.

في موازاة ذلك تعرضت أحياء جوبر وبرزة والقابون للقصف بالمدفعية الثقيلة، ووقعت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام. كما شهد حي الميدان انتشارا كثيفا لقوات النظام. وفي حين أفادت الهيئة العامة للثورة عن تجدد القصف على مدن سورية عدة، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان نقلا عن ناشطين من مدينة السخنة في ريف حمص الشرقي، أن أمير جبهة النصرة في المدينة وهو عراقي الجنسية لقي مصرعه خلال اشتباكات مع القوات النظامية. وقد تمكنت القوات النظامية، وفق المرصد، من استعادة السيطرة على مدينة السخنة، بعد اشتباكات بدأت يوم الاثنين الفائت، بتفجير رجلين من جبهة النصرة لسيارتين مفخختين على حاجز وبالقرب من مفرزة الأمن، واستمرت الاشتباكات لثلاثة أيام، ترافقت مع قصف عنيف للقوات النظامية على مناطق في المدينة التي نزح معظم سكانها.

وقد نفى مصدر قيادي في الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» المعلومات التي أشارت إلى استعادة النظام السيطرة على حي البياضة، مؤكدا أنّه لا يزال تحت سيطرة الجيش الحر، فيما تشهد أطرافه اشتباكات عنيفة. وأشار المصدر إلى أنّ النظام ينفذ سياسة الأرض المحروقة في أحياء الخالدية وباب عمر والبياضة من خلال تمشيط قواته للبيوت بيتا بيتا.

وهذا ما لفتت إليه أيضا تنسيقية حي الخالدية بحمص، مشيرة إلى أنّ جبهات حمص المحاصرة تشهد اشتباكات عنيفة في محاولة من قوات النظام لاقتحامها من أكثر من محور وخاصة من حي الخالدية ووادي السايح، أدّت إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام وحزب الله اللبناني، وذلك بالتزامن مع استهداف الحي بالقذائف التي استهدفت أيضا بساتين مدينة تدمر في حمص ومدينة الحولة في ريف حمص.

أما في حلب فقد كشف ناشطون سوريون عن مقتل 191 شخصا في مجزرة ارتكبتها قوات النظام في قرية «رسم النفل» بريف حلب الشهر الماضي، وقد عثر الأهالي على الجثث التي قالوا: إن أصحابها قتلوا رميا بالرصاص وعن طريق الحرق، كما وجدوا عددا من الجثث مرمية في الآبار. واتهم ناشطو محافظة حلب قوات النظام وعناصر من حزب الله اللبناني ولواء أبي الفضل العباس الموالي للنظام بارتكاب المجزرة يوم 22 يونيو (حزيران) الماضي.

من جهة أخرى، قال مصدر في الجيش الحر لوكالة الصحافة الفرنسية إن «أسلحة وذخائر بينها صواريخ مضادة للمدرعات تصل كل يوم إلى الثوار من أجل معركة حلب». وقال المصدر إن «المحطة المقبلة ستكون محاولة السيطرة على أكاديمية الأسد للهندسة العسكرية الواقعة على المدخل الجنوبي لحلب على بعد كيلومترات من خان العسل والتي تشكل غرفة عمليات للجيش النظامي».

وبعدما نجح الجيش الحر في السيطرة على الكثير من القرى والبلدات في ريف حلب مما جعل عملية إيصال الإمدادات صعبة بالنسبة لقوات النظام، ذكرت شبكة شام الإخبارية إن أحياء الأشرفية وبستان القصر تعرضت لقصف بالمدفعية الثقيلة، كما دارت اشتباكات عنيفة في حي الأشرفية بين الجيش الحر وقوات النظام. وفي ريف حلب، استهدف قصف الطيران الحربي بلدة المنصورة وعدة مناطق بريف حلب الغربي وقرية تل الضمان. في المقابل، أصدر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة بيانا استنكر فيه حادثة اختطاف الصحافي «مارتن سودر» بمدينة سراقب وما رافقها من اعتداء على المعارض منهل باريش عضو المجلس الوطني السوري، مطالبا بالإفراج الفوري عنه، ومؤكدا سعيه بالتنسيق مع قيادة الأركان لتوفير ما يلزم لحماية الصحافيين العاملين في المناطق المحررة ومحاسبة كل من يثبت إخلاله بالقوانين فيما يتعلق بهذا الشأن.