كيري يكرر أن لا حل عسكريا للأزمة السورية

أكد استمرار العمل من أجل «جنيف 2»

TT

انتقدت دمشق واشنطن لقرارها تسليح المعارضة السورية، معتبرة أن هذا القرار «يكشف الدور الأميركي في تأجيج الأزمة»، في الوقت الذي كان فيه وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، يلتقي وفدا من «الائتلاف السوري» المعارض في الأمم المتحدة. وأكد كيري قبيل لقائه رئيس الائتلاف، أحمد عاصي الجربا، أن لا حل عسكريا للأزمة السورية، مشددا على أنه «يوجد فقط حل سياسي لهذه الأزمة، وهذا يتطلب السعي لجلب أطراف النزاع إلى طاولة الحوار». وأشار كيري إلى أنه تحاور مع نظيره الروسي سيرغي لافروف أمس (أول من أمس)، مؤكدا التزام البلدين العمل لعقد مؤتمر «جنيف 2» من أجل تنفيذ مقررات مؤتمر «جنيف 1». وأضاف: «نحن سنبذل كل ما في وسعنا لجعل ذلك يتحقق في أقرب فرصة ممكنة». وشككت دمشق الخميس في «نزاهة» واشنطن في السعي إلى حل سياسي للأزمة المستمرة في البلاد منذ 28 شهرا عبر عقد مؤتمر دولي، معتبرة أن القرار الأميركي بتسليح مقاتلي المعارضة يؤكد دورها في تأجيج هذه الأزمة. وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية: «إن ما تتداوله وسائل الإعلام من تصريحات لمسؤولين أميركيين حول قرار واشنطن تسليح المجموعات الإرهابية المسلحة في سوريا، يؤكد الدور الأميركي في تأجيج الأزمة في سوريا وعدم نزاهة الإدارة الأميركية في إيجاد حل سياسي عبر عقد المؤتمر الدولي في جنيف». وقال المصدر: «بات مكشوفا للجميع حقيقة النوايا الأميركية الهادفة إلى استمرار العنف والإرهاب في سوريا لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة خدمة لأهداف إسرائيل العدوانية». ورأى أنه «منذ اندلاع الأزمة في سوريا، لم تتوقف الولايات المتحدة عن تسليح الإرهابيين وتقديم مختلف أشكال الدعم لأعمالهم الإجرامية التي تستهدف أبناء الشعب السوري وتخريب البنية التحتية».

وبحث وزير الإعلام السوري عمران الزعبي، مع ممثل الموفد الدولي الخاص إلى سوريا، مختار لماني، في «الجهود المبذولة لوقف العدوان على سوريا»، منددا بالدول التي تستمر في دعم «جبهة النصرة» متجاوزة القرارات الدولية حول الإرهاب. وقال الزعبي إن «الدول التي تساند (جبهة النصرة)»، التابعة لتنظيم القاعدة، «تتجاوز في سلوكها كل القرارات الدولية ذات الصلة بمكافحة الإرهاب وتنتهك ما اتفقت عليه دوليا بأهمية توحيد الجهود في هذا المجال».

إلى ذلك، غادر خبراء الأمم المتحدة حول الأسلحة الكيماوية دمشق بعد محادثات أجروها مع المسؤولين السوريين حول التقارير عن استخدام مثل هذه الأسلحة في النزاع السوري، حسبما أفاد مصدر في بعثة الأمم المتحدة بدمشق. وقال المستشار في بعثة الأمم المتحدة في دمشق، خالد المصري، إن رئيسة لجنة شؤون نزع السلاح في الأمم المتحدة أنجيلا كاين ورئيس لجنة التحقيق الدولية في استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا آكي سيلستروم، وأعضاء الوفد «غادروا دمشق بعد زيارة رسمية، قابلوا خلالها عددا من المسؤولين السوريين، بينهم وزير الخارجية وليد المعلم». ولم يدل المصري بأي تفاصيل تتعلق بمضمون وسير المباحثات بين الخبراء ومسؤولي الحكومة السورية، إلا أن مصدرا سوريا قريبا من السلطات أفاد بأن المسؤولين السوريين جددوا تمسكهم بأن تركز الأمم المتحدة تحقيقها على حادث سقوط صاروخ يحمل ذخيرة كيماوية في بلدة خان العسل بريف حلب في 19 مارس (آذار)، وتبادلت المعارضة السورية والنظام الاتهامات بإطلاقه.