الجعفري يبدي أسفه لتصريحات رئيس الوزراء ضد حلفائه الشيعة

التحالف الوطني يجتمع لمناقشة الاتهامات ضد الصدريين والمجلس الأعلى

TT

في خطوة تراجعية عن جرعات التصعيد التي مارسها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ضد رئيس الوزراء نوري المالكي أعلن الصدر أنه يرفض الاستهداف الشخصي للمالكي، بينما عبر رئيس التحالف الوطني إبراهيم الجعفري عن عدم رضاه عن التصريحات النارية التي أطلقها المالكي مؤخرا ضد حلفائه من داخل البيت الشيعي. الجدل بشأن تصريحات المالكي الأخيرة، التي جاءت بعد يوم واحد من أكبر عملية هروب لسجناء من سجني الحوت بالتاجي وأبو غريب شمال غربي بغداد، ألقى بظلاله على ما ينتظر التحالف الوطني الشيعي من مستقبل، لا سيما بعد التفكك الذي أصابه جراء النتائج التي أفرزتها انتخابات مجالس المحافظات.

وكان الجعفري رئيس التحالف الوطني، الذي التقى أول من أمس رئيس الوزراء ونائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي بهدف مناقشة وضع التحالف الوطني ومبادرة السلم الاجتماعي ووثيقة الشرف التي تبنتها رئاسة الجمهورية، كان قد أبدى أسفه أمس للتصريحات الأخيرة للمالكي. وقال بيان للتحالف الوطني إن «التحالف الوطني العراقي عقد اجتماعا في مكتب نائب رئيس الجمهورية بحضور رئيس التحالف الوطني العراقي إبراهيم الجعفري ورئيس الوزراء نوري المالكي، وجرت خلال الاجتماع مناقشة مبادرة السلم الاجتماعي في العراق والأوراق المعدة بهذا الصدد على أمل استكمالها في اجتماع لاحق». وبينما لم يحدد البيان سقفا زمنيا لمناقشة أوراق العمل فإن عضو الهيئة السياسية للتحالف الوطني خالد الأسدي أبلغ «الشرق الأوسط» أن «أوراق العمل التي تمت مناقشتها بين أركان التحالف الوطني الثلاثة تتضمن الأسس التي اعتمدت عليها مبادرة السلم الاجتماعي والتي سبق أن تمت مناقشتها مع الكثير من الأطراف السياسية»، مشيرا إلى أن «مبادرة السلم الاجتماعي تضمن وثيقة للشرف سوف تتحول عند إقرارها إلى إلزام قانوني وأخلاقي من قبل الجميع، لا سيما بعد أن حظيت بتأييد الجميع». وأضاف الأسدي أن «نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي أجرى الكثير من الاتصالات واللقاءات خلال الفترة الماضية من أجل مناقشة طبيعة المشكلات والأزمات التي تعانيها البلاد والنقاط الخلافية، وقد تلقى ردودا إيجابية، وهو ما جعل قادة التحالف الوطني يبحثون هذه المسألة من مختلف جوانبها بهدف الاطلاع على ردود الفعل وبناء المواقف عليها».

وفي سياق متصل وجه رئيس كتلة الأحرار البرلمانية بهاء الأعرجي رسالة إلى رئيس التحالف الوطني إبراهيم الجعفري يتضمن أبرز التحديات التي يواجهها العراق حاليا وكيفية مجابهته ودور التحالف الوطني الشيعي بوصفه الكتلة الأكبر في البرلمان في ذلك. وقال الاعرجي إنه «بالنظر إلى الظروف الحرجة والخطرة التي يمر بها عراقنا الحبيب، وخصوصا الأمنية منها، فعلى التحالف الوطني أن يأخذ دوره وتصديه». ودعا التحالف الوطني إلى «تحديد موعد قريب لاجتماع مكونات التحالف ومناقشة الأسباب ووضع الحلول، علما بأن قرابة ثلاثة أشهر لم يجتمع تحالفنا رغم كل التحديات». وكان النائب عن كتلة الأحرار النيابية التابعة للتيار الصدري أمير الكناني أعلن أمس: «خلال لقائنا بالجعفري أردنا معرفة موقف رئيس التحالف الوطني من الهجوم غير المبرر ضدنا من المالكي والتصريحات غير الصحيحة التي أطلقها وافتعال أزمة جديدة مع التيار الصدري والمجلس الأعلى». وفي وقت أكد فيه زعيم التيار الصدري أنه يرفض «استهداف شخص رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي» فإنه أكد أن «اتهامات المالكي لو كانت صحيحة لهرب السجناء من أتباع التيار الصدري بعد اقتحام سجني أبو غريب والتاجي».

من جهته أكد المتحدث الرسمي باسم المجلس الأعلى الإسلامي حميد معلة الساعدي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الخلافات بين أطراف التحالف الوطني خصوصا مع دولة القانون ليست جديدة أو طارئة، حيث إن التحالف يتكون من مجموعة من المكونات لها رؤى وأفكار مختلفة، ولذلك فإن هذا الخلاف قائم وسيبقى في وجهات النظر مع التأكيد في الوقت نفسه أن وحدة التحالف مبدأ لا يمكن التخلي عنه». وأضاف الساعدي أن «المجلس الأعلى أبلغ رئيس التحالف الوطني الدكتور الجعفري أهمية تفعيل عمل الهيئة السياسية للتحالف الوطني، والأمر نفسه طالب به الصدريون، وهذا يعني أن التحالف الوطني لا يزال موجودا حتى الآن». وبشأن التصريحات الأخيرة للمالكي قال الساعدي إن «هذا الكلام طبعا لا يقلل من الهواجس الكبيرة التي بدأت تنتابنا جراء ذلك، وإن هذا ما يتطلب جهدا استثنائيا من الجميع لأن رؤيتنا في المجلس الأعلى تتخطى إلى الفضاء الوطني لقناعتنا أن العراق لا يدار برؤية واحدة». وردا على سؤال بشأن إعلان التيار الصدري عن تحالف استراتيجي معكم وهل سيؤثر ذلك على طبيعة علاقة أركان التحالف الوطني قال الساعدي: «إننا لم نقل: تحالف استراتيجي، بل قلنا: لدينا تفاهمات مع الإخوة في التيار الصدري وهم تحدثوا عن تحالف استراتيجي، ولكن رؤيتنا توحيدية لعموم العراق، وبالتالي فإننا كمجلس أعلى لم نعلن عن تحالف استراتيجي، بل أعلنا عن تفاهمات، ونحن منفتحون على الطيف العراقي، وأقصد بذلك السنة والأكراد بصرف النظر عن طبيعة ما يمكن أن تؤول إليه الأمور على صعيد التحالف الوطني».