رئيس وزراء الجزائر: نحن دعاة خير لا شر

وجه رسائل «حسن نية» إلى المغرب

TT

قال الوزير الأول الجزائري عبد المالك سلال، إن بلده «ليس لديه مشاكل مع أي بلد مجاور، فموقفنا معروف يقوم على مبدأ حسن الجوار»، في إشارة إلى تراشق لفظي حاد وقع قبل أسبوعين بين مسؤولين من الجزائر ومسؤولين من المغرب، خلفيته نزاع الصحراء الذي يقف حائلا دون التطبيع بين البلدين.

وذكر سلال مساء أول من أمس في تندوف (جنوب غربي البلاد) أن الجزائر «ليس لديها حسابات مع أي أحد ولا تريد مشاكل مع أحد». وقال أيضا في لقاء مع نشطاء في جمعيات محلية: «نحن دعاة خير ولسنا دعاة شر.. نحن دعاة حوار حتى نحقق الأمن لأمتنا الجزائرية ولكل الأمة المغاربية». وفهم من كلام سلال أنه كان يقصد المغرب، لقرب تندوف من الحدود المغربية زيادة على أنها تحتضن قيادة جبهة البوليساريو واللاجئين الصحراويين. غير أن سلال لم ينطق قط كلمة «مغرب» أو «مغاربة». ودعا سلال، الذي زار تندوف لمتابعة مشاريع التنمية، دول المغرب العربي إلى «التشاور والتعاون فيما بينها لتأمين حدودها المشتركة، ومكافحة التهريب»، مشيرا إلى أنه «من الضروري أن تتشاور دول المغرب العربي، وتتعاون لمواجهة كل التحديات التي تهدد أمنها». وأضاف: «لقد بلغ التهريب حدودا لا يمكن قبولها، ولا بد لبلداننا أن تتعاون فيما بينها للقضاء على هذه الظاهرة». وتابع: «الأموال التي يجنيها المهربون من بيع الوقود، تستغل في شراء الشيفون (الملابس الرثة) والمخدرات، لتسويقها في الجزائر».

وأعلنت السلطات الجزائرية مطلع الأسبوع الحالي، أنها أعدت مخططا لوقف تهريب الوقود عبر الحدود الشرقية (تونس) والغربية (المغرب). وقال مسؤولون إن كميات الوقود المهربة بلغت خمسة ملايين لتر العام الماضي. وتحدثوا عن «نزيف حقيقي في مادة الوقود». ويشتكي سكان المدن القريبة من الحدود من ندرة الوقود منذ سنوات، ويحملون السلطات مسؤولية «عجزها» عن مواجهة المهربين، الذين يشترون الوقود من محطات البنزين، وينقلونه إلى خارج الحدود في وضح النهار، لبيعه لأشخاص يتعاملون معهم منذ سنين، وهؤلاء يبيعونه لسكان المناطق الحدودية في الجهة الأخرى.

وفهم حديث الوزير الأول الجزائري على أنه يقصد المغاربة، و أنه «رسالة حسن نية» من جانب الجزائر، لتجاوز الخلافات مع أكبر جار لها بالمنطقة المغاربية، إذ لم يكن اعتباطا اختيار تندوف لإطلاق مثل هذه التصريحات. ويقول مراقبون إن الجزائريين يعطون الأولوية لاستقرار الأوضاع على «الجبهة المغربية»، بالسعي للتعاون مع الرباط من أجل محاربة المخاطر التي تعرفها الحدود. وتواجه الجزائر مخاطر أكبر عبر حدودها الجنوبية مع مالي والنيجر، حيث التهديد الإرهابي الذي عرف تصعيدا منذ حادثة الهجوم على المنشأة الغازية، بعين أميناس (منتصف يناير/ كانون الثاني الماضي)، زيادة على خطر الإسلاميين المتشددين في الحدود مع تونس، فضلا عن تسرب السلاح من ليبيا.