تصاعد وتيرة التضخم في إيران أبرز التحديات أمام الرئيس الجديد

بريطانيا تعتزم مقاطعة تنصيب روحاني

TT

تستعد طهران لتنصيب رئيسها الجديد حسن روحاني بداية الشهر المقبل، ولكن في ظروف صعبة، خاصة مع الوضع الاقتصادي المتأزم في البلاد. وسيكون الاقتصاد على رأس أجندة روحاني الرئيس المنتخب في انتخابات الشهر الماضي، بالإضافة إلى الملف النووي والمحادثات مع الدول الكبرى الست للتخفيف من حدة الخلاف حول الملف الشائك.

ولكن داخليا، يبقى الملف الاقتصادي هو الأهم. وأظهرت بيانات رسمية صدرت أول من أمس أن معدل التضخم في إيران ارتفع إلى 45 في المائة في يونيو (حزيران) الماضي وهو ما يزيد الضغط على الأسر الإيرانية المثقلة بالأعباء. وتسببت الأسعار المرتفعة والقوة الشرائية المحدودة في معاناة ملايين الإيرانيين الذين يكافحون في ظل العقوبات الاقتصادية الغربية وضعف الإدارة المالية.

وارتفعت الأسعار 45 في المائة في شهر حتى 21 يونيو مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وكان معدل التضخم بلغ 41.7 في المائة في الشهر الذي انتهى في 21 مايو (أيار) الماضي.

وقالت وكالة مهر للأنباء: «أعلن البنك المركزي مؤشر أسعار المستهلكين.. عن شهر خرداد هذا العام (الذي انتهى في 21 يونيو)، ووصل معدل التضخم إلى 1.‏45 في المائة».

وكان البنك المركزي قال في وقت سابق هذا الشهر إن متوسط معدل التضخم بلغ 35.9 في المائة على مدار 12 شهرا حتى 21 يونيو.

ويقول محللون مستقلون إن البيانات الرسمية لا تعكس الصورة الحقيقية، ويقدر البعض أن معدل التضخم الحقيقي يبلغ مثلي المعدل الرسمي أو أكثر.

ومن جهة أخرى، تزداد التساؤلات حول ممثلي الدول الغربية الذين ينوون حضور تنصيب روحاني. بعد أن أعلنت الحكومة البريطانية عدم إرسال وفد لحفل التنصيب، تقدم روحاني بدعوة وزير الخارجية البريطاني السابق جاك سترو إلى حفل التنصيب في خطوة لمد الجسور إلى الدول الغربية. وأعلنت وزارة الخارجية الإيرانية يوم الثلاثاء الماضي عزمها دعوة زعماء ومسؤولين من حول العالم لتنصيب روحاني في 4 أغسطس (آب) المقبل، باستثناء الولايات المتحدة وإسرائيل.

وقال ناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية أمس إن «الموقف الأوروبي هو بإرسال ممثلين من السفارات في طهران لحضور الحفل، ولكن بما أن المملكة المتحدة ليس لديها سفارة في طهران، لن نحضر». ومنذ أن تمت مهاجمة السفارة البريطانية في طهران عام 2011، توترت العلاقات بين البلدين وتم طرد دبلوماسيين إيرانيين من المملكة المتحدة، كما أغلقت السفارة البريطانية في طهران. وانتقدت المعارضة البريطانية قرار الحكومة عدم إرسال وفد إلى طهران، وقال دوغلاس ألكسندر، وزير الخارجية البريطاني في حكومة الظل، إن رد الحكومة البريطانية على الدعوة من إيران «يمثل سوء تقدير وفرصة ضائعة». وأضاف: «الدبلوماسية تعني لقاء من لا تتفق معه ويجب أن تعمل المملكة المتحدة مع دول أوروبية أخرى للتواصل مع الرئيس الإيراني الجديد». وسترو، وهو من حزب العمال المعارض، يعرف روحاني من جولة المفاوضات النووية بين إيران والدول الست الكبرى قبل سنوات حينما كانا يمثلان بلدهما في المفاوضات. وقالت صحيفة «ذا تايمز» البريطانية إن سترو لن يحضر حفل التنصيب بسبب ارتباطات عائلية، ولكنه ينوي زيارة طهران في المستقبل القريب.

ويذكر أن عددا من قادة دول المنطقة ينوون حضور حفل تنصيب روحاني، من بينهم الرئيس اللبناني ميشال سليمان والرئيس الأفغاني حميد كرزاي والرئيس الباكستاني آصف علي زرداري ورئيس الوزراء السوري وائل الحلقي.