الجربا يناشد واشنطن الإسراع في التسليح لأن الوضع في سوريا «يبعث على اليأس»

الائتلاف التقى أعضاء مجلس الأمن واستمع إلى «رسالة بسيطة»: لا يوجد حل عسكري

رئيس الإئتلاف السوري المعارض أحمد عاصي الجربا قبيل دخوله أمس للإجتماع مع أعضاء مجلس الأمن في نيويورك (أ.ب)
TT

ناشد رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض الولايات المتحدة أحمد عاصي الجربا «الإسراع في تقديم الدعم العسكري لمقاتلي المعارضة والسعي جديا من أجل تسوية سياسية»، محذرا من أن «الوضع في سوريا يبعث على اليأس»، فيما ردت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية ضد اتهامات بأن اجتماعات وتصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري، بالإضافة إلى تصريحات الرئيس باراك أوباما حول مساعدة المعارضة السورية «مجرد كلام».

وأجرى قادة الائتلاف السوري المعارض أمس محادثات غير رسمية مع مجلس الأمن الدولي في نيويورك بشأن توجهاتهم السياسية والعسكرية. والتقى الوفد سفراء الدول الخمس عشرة الأعضاء في المجلس بمن فيهم ممثل روسيا، إضافة إلى ممثلي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، وهي الدول الثلاث التي تعتزم تسليح مقاتلي المعارضة السورية. وحضت الدول الغربية الوفد السوري على أن يكون أكثر انفتاحا على المحادثات السياسية بهدف حل النزاع المستمر منذ 28 شهرا والذي أوقع بحسب الأمم المتحدة أكثر من 100 ألف قتيل. وأعلن السفير الفرنسي في الأمم المتحدة جيرار ارو خلال توجهه إلى الاجتماع، أن «رسالة مجلس الأمن بسيطة: لا يوجد حل عسكري».

وكانت المتحدثة، جين بساكي، واجهت سلسلة من الأسئلة خلال مؤتمرها الصحافي اليومي، عن اجتماعات وتصريحات كيري في نيويورك. وقالت إن الوزير اجتمع مع قادة المعارضة السورية، ومع سيرجي لافروف، وزير خارجية روسيا، وبان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة. وأضافت: «يعمل الوزير كيري على تأكيد ما قال الرئيس أوباما بأن الولايات المتحدة حريصة على دعم المعارضة السورية، وإسقاط نظام الأسد». وقال الوزير نفسه إن الولايات المتحدة، بعد تصريحات الرئيس عن الدعم العسكري للمعارضة، مصممة على تقديم مساعدات فعالة. وقالت «مساعدات فعالة لا تعني مجرد كلام».

وفي إجابة على أسئلة متكررة، قالت بساكي: «هذا الوضع معقد. وإذا كان هناك حل واحد ممكن، كنا وصلنا إلى قبل سنتين. لكن، لا يوجد حل واحد سهل. هذه الأشياء لا يمكن أن تحدث بين يوم وليلة. لا شيء يحدث سريعا. ليست هذه طبيعة الأشياء، وخاصة هذا الوضع السوري». وقالت: «نحن اتخذنا خطوات كثيرة في الماضي، ونواصل اتخاذ مزيد من الخطوات، ونتشاور مع الكونغرس، وفي الخارج، نتشاور مع شركائنا وأصدقائنا».

وفي إجابة عن سؤال إذا كان أوباما «لم يعرف تعقيدات الوضع عندما وافق على إرسال أسلحة إلى المعارضة السورية»، قالت: «ليس هذا صحيحا. الرئيس، والوزير، وكل شخص في هذا المبني (الخارجية)، يتابعون الوضع خطوة بخطوة، ويعرفون أن الوضع معقد على الأرض».

وبدوره، قال أحمد الجربا في بيان صدر مع اجتماعه مع كيري في نيويورك إن «التزام الولايات المتحدة بتقديم دعم عسكري للمجلس العسكري الأعلى أمر حيوي ويجب أن يحدث سريعا وبطريقة تتيح لنا الدفاع عن أنفسنا وعن المدنيين». وأضاف: «الوضع في سوريا يبعث على اليأس ونحن نحتاج بشدة إلى إجراءات أميركية لدفع المجتمع الدولي إلى المطالبة بانتقال سياسي. والقيادة الأميركية ضرورية لإنهاء هذه الحرب وجلب الديمقراطية التي يتوق إليها أغلبية الشعب السوري».

ودعا الجربا الولايات المتحدة إلى الوفاء بوعودها «سريعا وبما يتيح لنا الدفاع عن أنفسنا وحماية السكان المدنيين». وأضاف «إن حرماننا من حقنا المشروع في الدفاع عن أنفسنا يهدد باستمرار النظام: آلاف الأشخاص سيقتلون والقمع سيتواصل من دون أي أمل في أن تكون هناك نهاية له». وأكد الجربا أن الائتلاف «يعي تماما المخاوف الأميركية بما خص التطرف وإمكانية الاستيلاء على المساعدة العسكرية»، مشددا على أن المعارضة السورية «مصممة على إرساء نظام ديمقراطي منفتح على جميع السوريين بغض النظر عن انتمائهم الديني أو العرقي».

من جهته وصف كيري اللقاء مع الجربا بـ«الإيجابي» ولكن من دون أن يتطرق إلى موضوع تسليح المعارضة. وقال كيري للصحافيين إن اجتماعه الذي استمر نحو ساعة مع زعماء المعارضة السورية كان «مثمرا». وأضاف: «أكدت المعارضة السورية أنها تعتقد أن مؤتمر جنيف الثاني مهم جدا واتفقوا على العمل خلال الأسبوعين المقبلين لتحديد الشروط والظروف التي يرون أنها تكفل نجاح المؤتمر». وأعرب عن تفاؤله بإمكانية انعقاد مؤتمر السلام الذي تسعى واشنطن وموسكو جاهدتين لعقده على أمل التوصل إلى حل سلمي للنزاع الدائر في سوريا منذ أكثر من عامين. وقال «أنا متفائل جدا (...) هناك هذا الشعور القوي بأن مؤتمر جنيف مهم وسوف نسعى لإنجاحه».

لكن عضو الهيئة السياسية في الائتلاف السوري كمال اللبواني انتقد كلام وزير الخارجية الأميركية جون كيري بعد اجتماعه مع قيادة الائتلاف وإعلانه أن الائتلاف وافق على الذهاب بجنيف اثنين دون شروط، معتبرا أن هذا الكلام «بمثابة حرب أهلية وطويلة في سوريا». وقال اللبواني: «نحن نخشى أن تكون جنيف اثنين بوابة للتقسيم ولحرب أهلية طويلة وموسعة، باسم الحل السياسي (...) لذلك لا نقبل بجنيف إلا بتحقيق توازن عسكري مسبق بما يعنيه ذلك من تقديم سلاح كاف كما ونوعا ونرفض مبدأ وقف إطلاق النار أثناء التفاوض أو الفصل بين القوات أو تثبيت الحدود».

وتابع «هدف المفاوضات هو نقل السلطة للشعب الذي يقرر بحرية من يحكمه وشكل نظام حكمه وعدم القفز فوق العدالة ومحاسبة المسؤولين عما جرى من قتل ودمار. هذه ليست شروطا بل ظروف يجب أن تتوفر لكي ننجح في تحقيق أمرين هما الانتقال نحو الديمقراطية واحترام حقوق جميع المكونات كهدف وحق للشعب الحفاظ على وحدة البلاد واستعادة السلم الاجتماعي الذي لا يكون من دون عدالة وبغض النظر عما قاله (وزير الخارجية الأميركية جون) كيري أو (رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد العاصي) الجربا هذا موضوع يحتاج لقرار من الهيئة العامة للائتلاف».