المظليون الإسرائيليون يتدربون على عمليات إنزال في الأراضي السورية

الجيش الإسرائيلي يتجاهل خروقات جيش النظام لشروط فك الارتباط في الجو

TT

أجرت قوات المظليين الإسرائيلية، تدريبات غير مسبوقة في تاريخها تحاكي سيناريو تنفيذ عملية إنزال ضخمة تضم 1200 مظلي وراء خطوط العدو. ولمح الجيش إلى أن الهدف الأول لهذه التدريبات هو سوريا، في حين تحدثت تقارير عن تجاهل فيه الجيش الإسرائيلي قيام طائرات النظام السوري بقصف مواقع المعارضة من الجو، ودخول دباباته إلى المناطق العازلة التي يحظر فيها دخولها حسب اتفاقية فك الارتباط.

وجرت التدريبات أول من أمس (الخميس) وطيلة الليلة الماضية، حتى فجر أمس، في منطقة النقب. واللافت أن المعلومات التي أفرجت عنها الرقابة الإسرائيلية لمحت إلى أن قادة التدريب لم يقولوا لجنودهم إن ما جرى هو مجرد تدريب. وفي شريط فيديو عممه الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي على الصحافة، أمس، ظهر جندي يقول إنه عندما استدعي للقدوم إلى نقطة التجمع، حسب أن الإنزال سيتم في سوريا. ولم تشطب الرقابة العسكرية هذه الجملة، مما يعني أن القيادة العسكرية معنية بأن يفهم السوريون أنهم مقصودون بالتدريبات.

وقد شمل التدريب عدة مراحل، إلى حين يتم إنزالهم ليلا بطائرات أباتشي وراء خطوط العدو، وهم بكامل عتادهم، بما في ذلك سيارات ميدانية. وكانت مهمتهم الأولى التمركز في موقع ملائم والتصرف على أساس أن إقامتهم ستكون طويلة، مما يجعل القوة تهتم بالتزود بالطعام والشراب. ومن ثم تبدأ في تنظيم هجمات على أهداف في المنطقة تحدد سلفا أو يتم تحديدها خلال المعارك، ويعود جنودها بعدها إلى الموقع المؤقت على أرض العدو.

وقال قائد هذه القوات لجنوده قبيل الانطلاق للتدريبات، إن «قيادة الجيش تضع أمامنا هدفا وهي واثقة بنا أننا سننفذه بغضب وشراسة على العدو». وأضاف: «إن أعداءنا يحشدون قواهم على حدودنا يخططون للاعتداء علينا، ونحن نتفوق عليهم بواسطة الإنزال وراء الخطوط والنهش في صفوفهم من الأمام ومن الخلف». وقال ناطق آخر باسم الجيش، إنه ليس متأكدا أن هذه القوات المظلية ستحارب فعلا أم لا، ولكنه واثق من أن الجيش الإسرائيلي لا يستطيع العمل من دونها.

وكان رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، قد زار قاعدة التجنيد الرئيسة للجيش الإسرائيلي والتقى المجندين الجدد الذين سينخرطون في صفوف لواء المظليين، قبيل بدء التدريبات، فقال: «هذه هي دولتكم ويتوجب عليكم الدفاع عنها وعن قدرتنا على الرد على الاعتداء علينا والتغلب على أعدائنا. إننا القوة الدفاعية لدولتنا وهكذا يستمر الأمر ولن نضع أمننا وديعة بأيدي آخرين. ليست لنا دولة أخرى وسنواصل تعزيز قوتنا ولكن لن نرتاح ويتوجب علينا أن نكون مستعدين دائما إلى تحقيق النصر في الحرب. وجيش الدفاع يزيد من قدراته من أجل تعزيز قدرتنا على حسم العدو في ميدان المعركة. أنتم قوتنا الدفاعية والقوة الدفاعية الخاصة بكم هي رفاقكم، حافظوا على روح التماسك فهذه هي قوة ضاربة تستطيعون من خلالها أداء مهامكم بشكل متفوق».

وانتهز نتنياهو الفرصة ليتكلم في الموضوع السوري، فقال وهو يرد على سؤال لأحد الجنود: «نحن ننتهج سياسة واضحة، لن نسمح بنقل أسلحة مطورة وخطيرة من سوريا إلى حزب الله. هذا يعتبر خطا أحمر نصر على عدم تجاوزه والأسرة الدولية تعلم أننا جادون بذلك. ولكن هناك تحديات أخرى تفرضها التطورات الأخيرة في سوريا ينبغي أن نكون جاهزين لها. وهذا ما نفعله».

ورفض نتنياهو أن يفصل ما هو قصده، لكن المراقبين ذكروا بتصريحات شبيهة لرئيس الاستخبارات العسكرية في الجيش، الجنرال أفيف كوخافي، الذي قال إن الحرب الأهلية في سوريا لم تعد بين طرفين، المعارضة والنظام، وهناك طرف ثالث اليوم هي تنظيمات القاعدة والجهاد العالمي. وقد يصبح هناك طرف رابع (يقصد إسرائيل) إذا اقتربوا من حدودنا أو مصالحنا».

وكانت قوات سلاح الجو السورية قد قصفت قوات المعارضة في موقعين قريبين من مواقع الجو الإسرائيلي في الجولان، خلال الأيام الأخيرة من دون أي تدخل أو اعتراض إسرائيلي، مع أن اتفاقية فك الارتباط الموقعة بين الطرفين منذ 40 عاما تحظر ذلك. وفسر مسؤول إسرائيلي هذا التجاهل بالقول: «طالما أن القصف لم يوجه لإسرائيل، لا حاجة لعمل شيء الآن. فنحن أيضا خرقنا الاتفاقات ضد الأسد عدة مرات، وهو لم يرد على ذلك».