دعوة مقتدى الصدر لزيارة الرئيس العراقي تحرج قيادات الاتحاد الوطني

قيادي كردي: مقربون من طالباني لهم مصلحة ومآرب خاصة بإخفاء حقيقة وضعه الصحي

آخر صورة لطالباني في مشفاه الألماني وزعها مكتب الإعلام للاتحاد الوطني الكردستاني («الشرق الأوسط»)
TT

أجمعت مصادر خاصة تمكنت «الشرق الأوسط» من التحدث إليها حول الدعوة التي أطلقها الزعيم الشيعي مقتدى الصدر أول من أمس، بشأن تشكيل وفد منه ومن وجهاء العراق لزيارة الرئيس العراقي جلال طالباني الراقد حاليا بأحد المستشفيات الألمانية «أن هذه الدعوة ستحرج الاتحاد الوطني إحراجا شديدا، ومن شأنها أن تعيد مسألة خلو منصب طالباني إلى الواجهة السياسية مرة أخرى».

وكالعادة في طلبهم التكتم على أسمائهم وهوياتهم أثناء الحديث عن صحة طالباني باعتبارها مسألة حساسة وسرا من أسرار الحزب والدولة، قال مصدر بقيادة الاتحاد الوطني ردا على دعوة الصدر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن الدعوة التي أطلقها الصدر تتعلق بمنصب الرئيس طالباني وشغوره في بغداد، لذلك نحن بقيادة الاتحاد الوطني لسنا معنيين بهذه الدعوة التي يفترض أن ترد عليها مؤسسة رئاسة الجمهورية ببغداد.

ففي خطوة لا تخلو من ذكاء سياسي هدفها إثارة موضوع شغور منصب رئيس جمهورية العراق، وتردد حزب الرئيس العراقي جلال طالباني من ترشيح بديل عنه، أصدر زعيم التيار الصدري الخميس، بيانا أعرب فيه عن قلقه على صحة رئيس الجمهورية جلال طالباني «أو ما سيؤول إليه العراق»، داعيا إلى تشكيل وفد مرموق وتخصصي لزيارته لتجنب التقصير معه في محنته، والاطمئنان على مصير العراق، مؤكدا أن الوفد «سيطلع الشعب العراقي على الحقائق». وقال الصدر في بيانه «لقد زاد قلقي على صحة فخامة رئيس الجمهورية الأخ جلال طالباني من جهة وعلى ما آل إليه العراق من دون (رئيس جمهورية)، أو ما سيؤول إليه لا سمح الله. وقد حال بيني وبينه بعد السفر وبعض الروتينيات الأخرى، لذا فإني أدعو وجهاء العراق وعشائره وأطبائه إلى تشكيل وفد مرموق وتخصصي لزيارته والاطمئنان على صحته وعلاجه، ولكي لا نكون قد قصرنا معه في محنته الصحية هذا لا أخلاقيا ولا اجتماعيا ولا وطنيا»، مضيفا أن الزيارة تهدف أيضا إلى «الاطمئنان على مصير العراق وهل لنا أمل في رجوعه أم لا، وعلى الوفد إطلاع الشعب العراقي المظلوم على الحقائق، وطمأنته لكي نفرغ ذممنا أمام الله تعالى وأمام شعبنا الحبيب».

وفي اتصال مع قيادي كردي ببغداد قال: «إن هذه الدعوة ذكية»، وهي خطوة موفقة من الزعيم الشيعي للأكراد وخاصة لقيادة الاتحاد الوطني التي عجزت لحد الآن بترشيح أحد أعضائها لإشغال المنصب الخالي ببغداد. وأشار «مشاعر الحسد والغيرة والخلافات الشخصية ما زالت تحول لحد الآن على التقدم بمرشح للمنصب، رغم أن الدكتور برهم صالح هو الأكثر تأهلا وأحقية لإشغال هذا المنصب، لكنه يصطدم للأسف بمشاعر الحسد من زملائه القياديين الذين تركوا هذا المنصب خاليا من دون أي وجه حق، ويجب أن لا ننسى بأن هذا المنصب مهم جدا للكرد ولا يجوز لقيادات الاتحاد الوطني أن تفرط به بتغيلب مصالحها الذاتية على مصلحة الشعب العليا». وأضاف المصدر «هناك شكوك كثيرة تحوم حول صحة طالباني، فالطبيب الخاص الدكتور نجم الديمن كريم يقول مرارا بأنه تحدث هاتفيا إلى الرئيس طالباني، فإذا كان طالباني حقا قادرا على الكلام والاتصال، فلماذا نسي العراق كله ونسي منصبه ولم يتصل ولو لدقيقة واحدة بأي مسؤول عراقي؟ ثم إذا كان قادرا على الحركة والكلام، لماذا لا يلتقط له ولو مقطع فيديو لنصف دقيقة يوجه فيه كلاما لشعبه، فهل يعقل أن ينسى طالباني منصبه وشعبه ولا يذكره بأي من اتصالاته مع طبيبه الخاص». وكشف المصدر «أن محاولة بذلها رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي في وقت سابق لزيارة طالباني بمستشفاه الألماني، لكن السلطات في المستشفى منعته من رؤيته، وعندما طلب اللقاء حتى بأحد الأطباء المشرفين على علاجه رفض طلبه أيضا، وهذا دليل مضاف على أن هناك شكوكا حقيقية حول صحة طالباني، وما إذا أفاق أصلا من حالة الغيبوبة التي دخل بها منذ أن ضربته الجلطة الدماغية قبل أكثر من ستة أشهر». وختم القيادي الكردي تصريحه بالقول: «هناك أشخاص مقربون من طالباني لهم مصلحة أو مآرب خاصة في إخفاء حقيقة أوضاعه الصحية عن الناس، وخاصة عن أعضاء حزبه وأفراد شعبه، وإلا ليس هناك أي معنى لهذا التكتم الشديد على صحة رئيس جمهورية العراق».

وكان الدكتور نجم الدين كريم الطبيب الخاص للرئيس طالباني والمخول الوحيد من قبل عائلته بالتصريح بشأن صحته، قد أعلن في 2 - 6 - 2013 أن صحة الرئيس في تحسن مستمر، مؤكدا أنه سيتمكن من أداء مهامه بعد عودته إلى العراق. وفي 22 مايو (أيار) 2013، أكد مرة أخرى أن «تحسنا كبيرا» طرأ على صحة الرئيس طالباني، وتوقع عودته للبلاد «قريبا».