السيستاني يصف هروب سجناء أبو غريب بـ«الفضيحة» والمالكي والنجيفي يبحثان التداعيات

الحزب الشيوعي العراقي: لقاء رئيسي البرلمان والوزراء إقرار بالفشل

طفل عراقي يتجول بين خراب منزل دمره تفجير سيارة مفخخة في المقدادية شرق بغداد أدى إلى مقتل 14 شخصا أمس (رويترز)
TT

حمل المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله العظمى علي السيستاني بشدة على الكتل والزعامات السياسية في العراق وذلك على خلفية هروب أكثر من 500 سجين بعضهم من عتاة تنظيم القاعدة من سجن أبو غريب غرب بغداد واصفا ما حصل بأنه يرقى إلى مستوى «الفضيحة والاستهانة بالشرف العسكري». ويأتي انتقاد السيستاني للكتل والزعامات السياسية في العراق عشية اللقاء الذي جمع رئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس البرلمان أسامة النجيفي وذلك على مائدة إفطار أقامه الأخير على شرف الأول. ويأتي هذا اللقاء بين الرجلين بعد شهرين تقريبا من اللقاء الذي جمعهم في الأول من يونيو (حزيران) الماضي في منزل زعيم المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم والذي تم خلاله التوقيع على «ميثاق شرف» رمزي حيث تبادل المالكي والنجيفي القبل بعد شهور من القطيعة وتبادل الاتهامات الحادة بالمسؤولية.

وقال ممثل المرجع الديني في كربلاء الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال خطبة صلاة الجمعة إن «عملية تهريب السجناء من أبو غريب والتاجي هي فضيحة ما بعدها فضيحة وتؤشر عن مدى هشاشة وضعف الاستعدادات الأمنية الحكومية». وأضاف الكربلائي أن «مثل هذه العملية لم تحصل حتى في الدول الأضعف من العراق في جانب الأجهزة والمعدات والأموال»، مشيرا إلى أن «استخفاف تنظيم القاعدة بالأجهزة الحكومية وصل إلى إعلانه عن عملية اقتحام السجنين قبل أيام على موقعه الإلكتروني وأطلق عليها اسم هدم الأسوار وحتى أن المواطنين العاديين في أبو غريب علموا بنية القاعدة مهاجمة السجن». وحذر الكربلائي من مغبة قيام القاعدة بمهاجمة موقع أهم قائلا: «لا نعرف أي حدث أو موقع أكبر ستستهدفه القاعدة بعدما تمكنت من اختراق سجن أبو غريب المحصن».

وبعد يومين من الهجوم الحاد الذي شنه المالكي على حلفائه داخل البيت الشيعي التقى الأخير مع رئيس البرلمان أسامة النجيفي على مائدة إفطار بهدف الوقوف على التحديات التي باتت تواجه البلاد. وجاء اللقاء مساء بعد أن كان النجيفي قد طمأن المالكي بالاستمرار حتى نهاية ولايته من خلال رفضه تجميد العمل بالدستور وتشكيل حكومة إنقاذ وطني. وقال المكتب الإعلامي للنجيفي في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه أن «النجيفي التقى رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي، على هامش مأدبة إفطار أقامها رئيس مجلس النواب في مكتبه الخاص»، مبينا أن «الطرفين بحثا الأوضاع السياسية في العراق وتطورات المشهد الأمني لا سيما قضية هروب السجناء من سجني التاجي وأبو غريب». وتابع البيان أن «النجيفي والمالكي بحثا أيضا الإجراءات الضرورية للحيلولة دون تفاقم الأوضاع، والحد من تزايد الاحتقان الطائفي، وسبل تطوير العلاقات بين الكتل السياسية بما يتيح لها العمل بشكل أكثر انسجاما».

من جهته أكد عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي الدكتور رائد فهمي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «اللقاء بين المالكي والنجيفي إنما هو إقرار بالفشل وأن الحكومة باتت عاجزة عن تقديم شيء ملموس للناس حتى وصل الأمر بتبادل اتهامات وتبريرات بين رئيس الوزراء من جهة ونوابه ووزرائه وهذا أمر في غاية الصعوبة حيث هناك ترابط بين الفشل الأمني والتردي الواضح في الخدمات». وأضاف فهمي أن «السؤال المطروح الآن هو ما ذا يمكن أن تستهدفه القاعدة غدا وهو ما يتطلب على السلطتين التنفيذية والتشريعية تدارسه وتدارك مخاطره وبالتالي فإن اللقاء بين النجيفي والمالكي يجب أن يتعدى حدود المجاملات وما يتم التعبير عنه من بيانات باردة لا تغني ولا تسمن من جوع» مؤكدا «وجود تحديات خطيرة ولذلك فإننا يمكن أن نضع هذا اللقاء بوصفه درجة أولية من درجات الاهتمام حيث إن المطلوب اليوم حلول دستورية وجذرية معا». وحول السبب الذي يجعل العاصمة بغداد في منأى من المظاهرات المستمرة منذ شهور بالمحافظات الغربية والتي بدأ نطاقها يتسع للجنوب قال فهمي أن «أحد أبرز الأسباب التي تحول دون ذلك هو الوضع الأمني في البلاد حيث إن أي جهة تدعو إلى المظاهرات بدأت تفكر بإمكانية استهدافها بعد أن بات سهلا استهداف التجمعات البشرية في بغداد وإلا فإن حالة الاحتقان موجودة في بغداد وكذلك الشعور بالإحباط».