حراك شعبي ومظاهرات جنوب العراق لليوم التاسع على التوالي

رفعت شعارات تطالب بتنحي المالكي وعزل الشهرستاني

متظاهرون في محافظة البصرة يطالبون باستقالة المالكي وتنحية الشهرستاني (أ.ب)
TT

خرج المئات من أبناء محافظات البصرة وذي قار وواسط والمثنى، لليوم التاسع على التوالي، في مظاهرات منددين بالأوضاع الأمنية السيئة، وهروب السجناء من سجني أبو غريب والتاجي، وبالخروقات وبتدني مستوى تقديم الخدمات للمواطنين ومنها قلة ساعات التجهيز بالطاقة الكهربائية وارتفاع نسب البطالة.

ورفع المتظاهرون يوم أمس في البصرة وهي أبرز معاقل ائتلاف دولة القانون (كتلة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي) الأعلام العراقية، ورددوا هتافات تطالب المالكي بالتنحي عن المسؤولية لأول مرة منذ انطلاق المظاهرات متهمين إياه بعدم المحافظة على أرواح العراقيين، وعزل نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني متهمينه بالوقوف وراء الفشل بإدارة ملف الكهرباء. وقال محافظ البصرة ماجد النصرواي لـ«الشرق الأوسط»، إن «الحكومة المحلية الجديدة شكلت خلية أزمة منذ تسلمها المهام وانطلاق المظاهرات»، مبينا أن «الخلية وضعت خطة لمتابعة مشكلة الكهرباء وعمل المولدات الأهلية والتأكد من التزام أصحابها العمل بالضوابط المقررة».

وأضاف أن «الحكومة المحلية تأكد وقوفها مع مطالب المتظاهرين المشروعة»، مؤكدا أن حكومة البصرة لن تقف مكتوفة الأيدي لوعود الحكومة المركزية ووزارة الكهرباء، وستتخذ التدابير اللازمة لمعالجة تدهور ملف الكهرباء عبر استقدام شركات عالمية كبرى وذلك في خطوات لإصلاح ما جرى في الحكومات السابقة.

المظاهرات في البصرة (550 كم جنوب بغداد)، ثاني أكبر مدن العراق بعد بغداد، ومنفذه البحري الوحيد على الخليج، تحدت التجمع في مركز المدينة لتشمل مناطق في جنوب وشمال المحافظة، ليكون شعار المطالبة بتنحي رئيس الوزراء ونائبه لشؤون الطاقة.

وقال عصام الربيعي، منظم حركة (اعتصم) في البصرة، إن «الحركة تضم الكثير من طبقات المجتمع البصري وخرجت بشكل عفوي دون تدخل حزب أو كتلة سياسية للمطالبة بحقوقهم المسلوبة». وأضاف أن «المظاهرات تعدت مركز المدينة لتصل إلى كل مدن البصرة وأقضيتها من شمالها إلى جنوبها»، منوها إلى أن «المتظاهرين رفعوا شعار (اليوم نتظاهر.. وغدا نعتصم.. وبعدها نثور)».

من جهته، قال أحمد القطراني، أحد منظمي المظاهرات إن «أبناء المدينة يطالبون بإسقاط الحكومة العراقية التي خرقت الدستور، وكل القوانين وتسببت في قتل العراقيين وعزل الشهرستاني الذي فشل في إدارة ملفي الكهرباء والنفط».

وفي محافظة ذي قار، رابع أكبر المحافظات العراقية بحسب عدد السكان، والثانية جنوبيا، يواصل العشرات من أبناء المحافظة ذي قار مظاهراتهم لليوم التاسع على التوالي احتجاجا على تردي مستوى الخدمات وانقطاع التيار الكهربائي، مطالبين بإقالة المسؤولين الفاسدين في المحافظة وإلغاء الرواتب التقاعدية لأعضاء مجلس النواب والمسؤولين الأمنيين.

وقال عبد الزهرة الشيال، أيقونة المظاهرات في ذي قار، إن «العشرات من أبناء المحافظة يواصلون الخروج في ساحة الحبوبي بمركز المدينة، وقضاء الشطرة والرفاعي للمطالبة بإقالة مديري الدوائر الفاسدين وإيجاد الحلول السريعة لواقع الكهرباء والخدمات العامة في المحافظة».

وأضاف الشيال أن «أبناء المدينة يهددون بتحويل المظاهرات إلى اعتصامات مفتوحة وأن هناك طلبات أخرى أبرزها إلغاء الرواتب التقاعدية للمسؤولين في الدرجات الخاصة والبرلمان ومجالس المحافظات».

من جانبه قال رئيس مجلس محافظة ذي قار هلال السهلاني، إن «المجلس بدأ فعليا بالاستجابة لمطالب المتظاهرين حيث أقال مدير شرطة المحافظة اللواء الركن حسين عبد علي في خطوة تعبر عن تضامننا مع مطالب إخواننا».

وأضاف أن «المجلس سيعقد جلسة خاصة الأسبوع الحالي لمناقشة مطالب المتظاهرين الأخرى وتنفيذ المشروعة والقانونية منها وخاصة التي تتعلق بالوضع الأمني وتوفير الخدمات والكهرباء وسنناقشها مع الحكومة المركزية لوضع الحلول لها». وتشهد محافظات البصرة وذي قار وواسط والمثنى مظاهرات ليلية شبه يومية احتجاجا على تردي الخدمات والوضع الأمني، وللمطالبة بضرورة تحسين واقع الكهربائية وإقالة المسؤولين الفاشلين.