الملك محمد السادس والرئيس السنغالي يبحثان تعزيز الشراكة الثنائية بين البلدين

اعتبراها نموذجا لتعاون جنوب - جنوب ودبلوماسية التنمية

العاهل المغربي لدى استقباله الرئيس السنغالي أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

أجرى العاهل المغربي الملك محمد السادس والرئيس السنغالي ماكي سال أمس مباحثات بالقصر الملكي بالدار البيضاء، تناولت تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين، كما تطرقت إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية.

وكان الرئيس السنغالي قد بدأ مساء أول من أمس زيارة رسمية للمغرب بدعوة من الملك محمد السادس تنتهي اليوم.

وأوضح بيان صدر أمس عن الديوان الملكي أن الملك محمد السادس والرئيس السنغالي أبرزا أهمية هذه الزيارة التي تأتي بعد بضعة أشهر فقط على الزيارة التي قام بها الملك محمد السادس إلى السنغال، والتي تعكس حيوية العلاقات بين البلدين الشقيقين، وتؤكد إرادة قائدي البلدين في تعميقها أكثر، في إطار رؤية تتطلع نحو المستقبل.

وأعرب قائدا البلدين عن ارتياحهما لغنى وتنوع الشراكة الثنائية التي تشكل، فضلا عن مزاياها الخاصة، نموذجا فعالا للتعاون جنوب - جنوب ودبلوماسية التنمية، كما سطرها الملك محمد السادس. كما ثمنا جودة الروابط السياسية والاستراتيجية بين البلدين الشقيقين، والتي ما فتئت تتطور على قاعدة تراث غني، ثقافي وديني وإنساني مشترك، وتضامن نموذجي ثابت بين البلدين.

وفي هذا السياق، يشير البيان، إلى أن الرئيس سال جدد التأكيد على الموقف الثابت والواضح للسنغال بخصوص مغربية الصحراء، وآفاق حل سياسي نهائي لهذا النزاع الإقليمي.

وعبر العاهل المغربي والرئيس السنغالي، من جهة أخرى، عن ارتياحهما لتفعيل القرارات المتخذة خلال الزيارة الرسمية الهامة التي قام بها الملك محمد السادس إلى السنغال في مارس (آذار) الماضي، كما تطرقا للآفاق الجديدة لتوطيد العلاقات الاقتصادية، علما بأن السنغال تشكل حاليا الوجهة الأولى للاستثمارات المباشرة المغربية في الخارج والشريك الاقتصادي والتجاري الأول للمغرب في منطقة جنوب الصحراء.

وانطلاقا من الإرادة القوية التي تحذوهما لتعميق التعاون التقني في المجالات الأساسية للتنمية البشرية، دعا الملك محمد السادس والرئيس السنغالي الفاعلين الاقتصاديين في البلدين إلى مواصلة استكشاف الفرص الحقيقية للشراكات الواعدة في القطاعات الأكثر مردودية.

وأوضح البيان ذاته أن قائدي البلدين بحثا، من جهة أخرى، آليات تعزيز علاقات المملكة مع غرب أفريقيا، وخصوصا مع الدول الثماني للاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب أفريقيا في إطار الاتفاق التجاري والاستثماري المقبل، وكذلك مع الدول الخمس عشرة الأعضاء في المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، التي يتمتع المغرب في إطارها بوضعية مراقب.

وعكست هذه المباحثات تطابقا قويا في وجهات النظر حول الأفق الذي تفتحه الانتخابات الرئاسية المقبلة في مالي، وكذا الوضع العام في منطقة الساحل والصحراء.

وخلص البيان إلى أن قائدي البلدين تطرقا أيضا، إلى قضايا أخرى، إقليمية ودولية ذات الاهتمام المشترك، لا سيما تلك المتعلقة بالأمة الإسلامية.

وكان الملك محمد السادس، قد أقام الليلة قبل الماضية مرفوقا بولي العهد الأمير مولاي الحسن، وشقيقه الأمير مولاي رشيد، وابن عمه الأمير مولاي إسماعيل، مأدبة إفطار رسمية على شرف رئيس جمهورية السنغال بالقصر الملكي في الدار البيضاء. وحضره أعضاء الوفد الرسمي المرافق للرئيس السنغالي، ورئيس الحكومة، ورئيسا غرفتي البرلمان، ومستشارو الملك وأعضاء الحكومة، ورؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدة بالمغرب.

ويرافق الرئيس السنغالي خلال هذه الزيارة الرسمية وفد يضم أمينة طال، رئيسة المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، ومانكور اندياي، وزير الخارجية والسنغاليين بالخارج، وتييرنو ألسان سال، وزير البنيات التحتية والنقل، وعبدلاوي بالدي، وزير الفلاحة والتجهيزات الفلاحية، وبابا ديوف، وزير الصيد البحري، وخوديا امباي، وزيرة السكنى والتعمير، وأمادو صو، سفير جمهورية السنغال بالمغرب، وعدد من مستشاري الرئيس.