«الثورية» تطالب مجلس الأمن بإصدار قرار لتفتيش السفن الإيرانية في المياه السودانية

قيادي في الجبهة لـ «الشرق الأوسط» : الوجود الإيراني في السودان تهديد خطير لأمن البحر الأحمر والمنطقة بأسرها

مطالبات بتفتيش السفن الإيرانية التي تدخل المياه الإقليمية السودانية
TT

طالبت الجبهة الثورية المعارضة، مجلس الأمن الدولي بإصدار قرار يقضي بتفتيش جميع السفن الإيرانية التي تدخل المياه الإقليمية السودانية، واعتبرت أن الوجود الإيراني مهدد خطير لأمن البحر الأحمر والإقليم بأسره، محذرة من استخدام هذه الأسلحة في الحرب الدائرة في مناطق دارفور، والنيل الأزرق وجبال النوبة، وتم الكشف عن تزويد طهران حكومة الخرطوم بمنظومات دفاع جوي، وصواريخ أرض - أرض وطائرات من نوع «أبابيل» وأسلحة أخرى مختلفة.

وقال القيادي في الجبهة الثورية جبريل بلال لـ«الشرق الأوسط»، إن الحكومة السودانية ما زالت تواصل خروقاتها للشرعية الدولية والخاصة بوقف حظر استيراد السلاح، وأضاف أن إيران في خرقها للقرارات الدولية وافقت على تزويد حكومة المؤتمر الوطني بأسلحة متطورة من صواريخ ومنظومات دفاع جوي، معتبرا أن اتجاه طهران سيقود إلى إشعال المنطقة وتهديد ساحل البحر الأحمر، وقال إن الأسلحة الإيرانية تأتي في إطار التعاون بينها وبين النظام السوداني بأن تقوم طهران بتوفير كافة أنواع الدعم العسكري المتطور في مقابل أن تقوم الخرطوم بتهريب بعض أنواع الأسلحة إلى حزب الله اللبناني وجماعة حماس وبقية الجماعات الإرهابية، وأضاف أن السودان أصبح معبرا للأسلحة الإيرانية إلى المجموعات الموالية لها في المحيطين العربي والأفريقي، رابطا بين تدهور الأوضاع الاقتصادية والصفقة التي تمت مع إيران، وقال إن «نسبة للأوضاع الاقتصادية في السودان وتحت ضغوط وضمانات إيرانية وافق العراق على أن يمد الخرطوم بكل مشتقاتها النفطية اعتبارا من أغسطس (آب) المقبل»، وأضاف: «لذلك فإن الحكومة السودانية قررت وقف الأنبوب الناقل لنفط جنوب السودان رغم تأجيل تنفيذ القرار إلى الأسبوع الأخير من الشهر الحالي».

والجبهة الثورية تضم الحركة الشعبية الشمالية، حركة العدل والمساواة وفصيلي تحرير السودان بقيادة منى أركو مناوي وعبد الواحد محمد نور، وتخوض الجبهة حربا ضد الخرطوم في مناطق دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق بهدف إسقاط نظام الرئيس السوداني عمر البشير، وتتهم حكومة البشير دولة جنوب السودان بدعم متمردي الجبهة الثورية، بينما ترفض جوبا بصورة متكررة هذه الاتهامات.

وقال بلال إن الخرطوم ستستخدم الأسلحة الإيرانية في الحرب الدائرة في مناطق دارفور والنيل الأزرق وجبال النوبة، وأضاف أن السودان سيكون جزءا من الصراع والأزمات الإقليمية أفريقيا وعربيا لأنه أصبح يقوم بمهمة توزيع السلاح الإيراني، وتابع: «نناشد مجلس الأمن الدولي تنفيذ قراراته بحظر السودان عن استيراد الأسلحة»، وقال «كما أننا نطالب بإصدار قرار دولي بإجراء تفتيش للسفن الإيرانية التي تدخل الموانئ السودانية»، وأردف قائلا إن «الوجود الإيراني بكثافة أصبح مهددا حقيقيا ليس للسودان وحده وإنما لدول ساحل البحر الأحمر ومنطقة الخليج وسيجعل المنطقة بؤرة صراعات وحروب تسعى لها طهران»، وأضاف أن الخرطوم تسعى بتقاربها مع إيران لخنق دول الخليج العربي.

وذكرت مصادر صحافية أن إيران زودت حكومة الخرطوم بمنظومات دفاع جوي، وصواريخ أرض - أرض وطائرات من نوع «أبابيل» وأسلحة أخرى مختلفة، ونقلت عن مصادر أمنية سودانية لم تسمها أن قاسم سليماني قائد قوات القدس، استجاب لطلب كانت قد تقدمت به قيادة الأركان وسلاح الجو السوداني إلى طهران بتوريد أسلحة متطورة إيرانية المنشأ للجيش السوداني، وذكرت المصادر أن طهران والخرطوم بحثتا تفاصيل الطلب خلال الزيارة التي قام بها الوفد العسكري السوداني إلى العاصمة الإيرانية قبل شهرين، برئاسة قائد سلاح البحرية السوداني دليل الضو محمد فضل الله.

وتتضمن القائمة، التي أقرتها طهران، منظومات دفاع جوي، وصواريخ أرض -أرض، وطائرات مسيرة من نوع «أبابيل».

يذكر أن طهران كانت قد وقعت على مذكرة تفاهم أمني مع الخرطوم خلال زيارة وزير الدفاع الإيراني مصطفى محمد نجار للخرطوم في مارس (آذار) عام 2008، وأضافت المصادر الأمنية أن تجاوب الحرس الثوري الإيراني مع الطلب السوداني يخدم، أولا وأخيرا، المشروع الاستراتيجي التوسعي الإيراني في القارة الأفريقية عامة، وخصوصا تمدد الحرس الثوري بالقرن الأفريقي والبحر الأحمر.

وكانت إيران قد نصبت رادارات على ساحل البحر الأحمر توفر لها مظلة استخباراتية واسعة تثير حفيظة الدول المطلة على البحر الأحمر ودول الخليج العربي مقابل توفير الخبرة العسكرية والأسلحة والطائرات ومنظومات الدفاع الجوي للجيش السوداني.