واشنطن تطمئن موسكو بأنها لن تطلب الإعدام لسنودن

والد الشاب الأميركي الملاحق بتهمة التجسس: ابني فعل ما يعتقد أنه صحيح

TT

أكد وزير العدل الأميركي إريك هولدر أن الولايات المتحدة «لن تطلب عقوبة الإعدام» لإدوارد سنودن العالق في مطار موسكو والذي تلاحقه بتهمة التجسس. وجاء هذا الموقف الأميركي الهادف لطمأنة روسيا تزامنا مع دفاع والد سنودن عما قام ابنه به معتبرا أنه فعل ما يعتقد أنه صحيح.

وقال هولدر في هذه الرسالة التي بعثها إلى نظيره الروسي ألكسندر كونوفالوف الثلاثاء ولم يكشف عن فحواها إلا أمس إن «التهم الموجهة إلى (سنودن) لا تتضمن هذا الاحتمال والولايات المتحدة لن تطلب عقوبة الإعدام حتى وإن كانت ستوجه إلى سنودن تهمة إضافية تعرضه لعقوبة الإعدام».

وكانت وزارة العدل الروسية أعلنت الخميس أنها تلقت هذه الرسالة التي تفصل «بعض أوجه الموقف الأميركي حيال وضع ادوارد سنودن». واعتبر هولدر أن «لا أساس» لمخاوف سنودن من إمكان تعرضه للتعذيب أو لعقوبة الإعدام في حال عودته إلى الولايات المتحدة، وهي أمور أثارها لتبرير طلبه اللجوء إلى روسيا.

وأكد استعداد الحكومة الأميركية لتقديم «ضمانات» إلى موسكو في حال عودة سنودن إلى الأراضي الأميركية. وذكر هولدر بأن «سنودن لن يتعرض للتعذيب. التعذيب غير قانوني في الولايات المتحدة»، لافتا إلى أنه سيمثل أمام محكمة مدنية وسيتمتع بكل حقوق الدفاع المعتادة، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.

ولاحظ الوزير أيضا أن سنودن «يستطيع السفر» ومغادرة روسيا، مضيفا أنه «رغم إلغاء جواز سفره في 22 يونيو (حزيران) 2013 فإن سنودن يبقى مواطنا أميركيا. من حقه الحصول على جواز سفر لفترة زمنية محددة ليعود مباشرة إلى الولايات المتحدة». وخلص هولدر: «نعتقد أن هذه الضمانات تزيل الأسباب التي تدفع سنودن إلى طلب معاملته كلاجئ أو الإفادة من اللجوء المؤقت أو سواه».

وسنودن المستشار السابق في الاستخبارات الأميركية والذي يقف وراء تسريب معلومات عن برنامج مراقبة أميركي للاتصالات، عالق منذ 23 يونيو في منطقة الترانزيت في أحد مطارات موسكو وقد طلب اللجوء المؤقت إلى روسيا.

وجاء التأكيد الأميركي بعدم طلب الإعدام لسنودن، فيما دافع والد هذا الشاب الأميركي أمس عما قام به ابنه. وقال لون سنودن لشبكة «إن بي سي»: «أنا أثق بابني. وفي هذه المرحلة، أنا على يقين تام أنه قال الحقيقة»، معربا عن شكره «لجميع الذين يقدمون له المساعدة حفاظا على سلامته». وأكد لون سنودن الذي كان يتحدث إلى جانب محاميه بروس فاين، أنه لم يجر اتصالات مباشرة مع ابنه. وأوضح لون سنودن «عندما ستأتي ساعتي سأكون في سلام مع نفسي. وأعتقد أن ابني عندما تأتي ساعته، سواء كان اليوم أو بعد 100 سنة، سيكون أيضا في سلام مع نفسه. لقد فعل ما يعتقد أنه صحيح. لقد شارك الشعب الأميركي الحقيقة».

في غضون ذلك، دعا رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو موسكو إلى منح اللجوء إلى سنودن، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة سبق ومنحت حق اللجوء إلى «المئات من الخونة من أمثال سنودن. وقال إن هؤلاء فضحوا الكثير من أسرار بلداننا، فضلا عن وجود الكثيرين ممن تطالب روسيا بتسليمهم. وانتقد الرئيس لوكاشينكو كل ما يوجه من اتهامات إلى بوتين حول عدم صحة مواقفه من قضية سنودن، ليخلص إلى توصيته بضرورة سرعة الاستجابة لطلب سنودن. ونقلت صحيفة «كومسومولسكايا برافدا» عن لوكاشينكو قوله إنه لو كان مكان القيادة الروسية لكان أكثر حسما في هذا الشأن، وكان وافق على منح سنودن حق اللجوء.