«رمز» الحركة الاحتجاجية في تركيا يتوقع عودة ساخنة بعد العطلة الصيفية

أردوغان يهدد بمقاضاة صحيفة الـ«تايمز» البريطانية

متظاهرين أتراك مؤيدون للرئيس السابق مرسي أمام مسجد الفتح في اسطنبول أمس (إ. ب. أ)
TT

هدد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بمقاضاة صحيفة الـ«تايمز» البريطانية لنشرها خطابا مفتوحا من مجموعة من المشاهير والأكاديميين وغيرهم، ينتقدون فيه طريقة تعامله مع الاحتجاجات المناوئة للحكومة.

وكان شون بن وسوزان سراندون وبن كينجسلي من بين من وقعوا على الخطاب الذي اتهم حكومة أردوغان هذا الأسبوع بممارسة «الحكم الديكتاتوري»، والتسبب في مقتل خمسة متظاهرين لقوا حتفهم بعد اشتباكات مع الشرطة. وقال أردوغان في تصريحات بثتها قناة «إن تي في» الليلة قبل الماضية «صحيفة الـ(تايمز) تؤجر صفحاتها مقابل المال (...) هذا هو فشل الصحيفة. سنتبع السبل القانونية بخصوص الـ(تايمز)». وأضاف أن الموقعين على الخطاب الذي أفردت له الصحيفة صفحة كاملة «قاموا بتأجير أقلامهم» ولا يدعمون الديمقراطية بشكل حقيقي.

وحسب وكالة «رويترز»، اتهم الخطاب أردوغان أيضا بتقويض مبادئ حرية الصحافة بسجنه عشرات الصحافيين في السنوات القليلة الماضية. ولم يتسن الحصول على تعقيب من الصحيفة على تصريحات أردوغان.

من ناحية ثانية، يتوقع شاب تركي قدمته وسائل الإعلام على أنه رمز الحركة الاحتجاجية المناهضة للحكومة استئناف الحركة في سبتمبر (أيلول) المقبل. ويقول اردم غوندوز: «في كل مرة يتكلم فيها أردوغان، تتجدد التعبئة». واعتبر الشاب، الذي عرف في وسائل الإعلام بـ«الرجل الواقف»، «أن نقطة لا عودة تم اجتيازها» وأنه في كل مرة يخرج فيها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عن صمته «تتصاعد حدة التوتر وتتجدد التعبئة».

وفي يونيو (حزيران) الماضي أدى مشروع إعادة تهيئة عمرانية يشمل خصوصا إزالة حديقة جيزي مع أشجارها إلى موجة احتجاجات تحولت إلى تعبئة ضد الحكومة الإسلامية المحافظة، برئاسة حزب العدالة والتنمية. وتسببت أعمال العنف بمقتل خمسة أشخاص وإصابة نحو ثمانية آلاف آخرين بجروح، بحسب المنظمات. كما احتجز مئات المتظاهرين.

وقال غوندوز لوكالة الصحافة الفرنسية، إن التصريحات المدوية لرئيس الحكومة التي «تحث النساء التركيات على الإنجاب ثلاثة أولاد لزيادة الولادات في البلاد، ودعوته للحد من استخدام حبوب منع الحمل غداة ذلك، ثم القيود التي تم التصويت عليها بشأن بيع الكحول» هي التي دفعته، مصمم الرقص الشاب (34 عاما)، إلى القيام بتحركه. واعتبر أن «هذه السياسات تنال من الحريات الفردية (...)، ولا يملك أي زعيم القدرة على التدخل فيما اعتبره من خصوصيات المواطنين».

وبعد سخطه على هذه القرارات، وأيضا على غياب التغطية من قبل محطات التلفزيون الوطنية في أوج الحركة الاحتجاجية، وقف اردم غوندوز في وسط ساحة تقسيم في 17 يونيو (حزيران) جامدا في مكانه على بعد بضعة أمتار من حديقة جيزي، معقل الاحتجاج، مركّزا نظره على صورة أتاتورك الأب المؤسس لتركيا الحديثة. وقال: «كنت أعلم أن وكالة أنباء تركية تملك مكاتب في الساحة، ففكرت أن تحركي سيمنع الصحافيين من القول إن (لا شيء يحدث في تقسيم). فوجود رجل واقف خلال ساعات مسمرا في مكانه لم يكن من دون قيمة». و«الرجل الواقف» ظل جامدا من دون حراك في مكانه خلال ساعات محاطا بمارة جاءوا لدعمه أو تقليده، وكذلك عناصر شرطة فضوليون. ومع بدء العطلة الصيفية وشهر رمضان لم تعد التظاهرات تجذب الجمهور كما كانت من قبل.

وأضاف غوندوز، الذي يتابع أكثر من 30 ألف مستخدم حساباته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، «في الوقت الحاضر يبدو كل شيء هادئا، لكن ذلك ليس إلا في الظاهر. ففي كل مكان في سائر أرجاء تركيا، وعلى شبكات التواصل الاجتماعي يتحدث الجميع عن تحرك».

لكنه لن يشارك فعلا في التحرك بعد أن كان هدفا لهجمات كثيرة وشائعات كاذبة. وروى في هذا الخصوص: «وصفوني بأنني عميل لـ(سي آي إيه) ، وقالوا إنني ضد الحجاب (...)، كما أنني لجأت إلى القنصلية الألمانية».

وإذا كانت التجمعات أقل عددا وأقل جذبا للناس، فإنه في كل حدث ثقافي أو رياضي تتكاثر شعارات جيزي. والحشد الذي جاء البعض منه حاملا أقنعة واقية من الغاز مساء الجمعة إلى إسطنبول لمناسبة حفلة موسيقية لفرقة آيرون ميدن البريطانية كان يهتف لـ«المقاومة».

وبينما من المقرر إجراء انتخابات بلدية ورئاسية في 2014، يبدو غوندوز «مقتنعا بأن الحراك سيستأنف مع العودة من العطلة في سبتمبر، بطريقة أو بأخرى». وقال: «الأمر أشبه بلعبة الشطرنج، بإمكانهم كسب شوط، لكننا سنتمكن من كسب الثاني، ثم وضع أفضل البيادق».