كشفت المصادر الروسية عن فحوى الرسالة التي تسلمها وزير العدل الروسي من نظيره الأميركي إريك هولدر، وقالت إن هولدر أبلغ نظيره الروسي بالتزام السلطات الأميركية بعدم تنفيذ حكم الإعدام في إدوارد سنودن الموظف السابق في المخابرات المركزية ووكالة الأمن القومي العالق في مطار شيريميتيفو في موسكو منذ 23 يونيو (حزيران) الماضي. وقال الوزير الأميركي أيضا إن سنودن لن يتعرض لأي تعذيب وإنه سيحظى بكل ما يكفله النظام القضائي الأميركي من حماية في حال اتخاذ السلطات الروسية قرار ترحيله إلى بلاده.
وقالت مصادر وزارة العدل الروسية إن السلطات الروسية لا تستطيع تسليم سنودن لأسباب تتعلق بعدم وجود نص في القانون الدولي يقول بـ«الإرغام على العودة»، وإن مصطلح «العودة» المنصوص عليه في القانون الروسي ينطبق فقط على «من دخل بصورة طواعية إلى البلاد التي يحمل جنسيتها». ونقلت وكالة أنباء «إنترفاكس» عن المصادر الصحافية لوزارة العدل الروسية قولها إن القانون لم يحدد أيضا مدى الفترة الزمنية المسموح بها لطالب الهجرة أو اللجوء إلى جانب مدة بقائه من دون وثائق في منطقة الترانزيت. وأضافت أن الوكالة الفيدرالية للهجرة هي المنوط بها اتخاذ قرار الموافقة على لجوء المواطنين الأجانب في غضون فترة ثلاثة أشهر اعتبار من تاريخ تقديم الطلب. وكان دميتري بيسكوف الناطق الرسمي باسم الكرملين قال إن الرئيس فلاديمير بوتين ليس طرفا في المباحثات الروسية - الأميركية التي تجرى حول مصير سنودن، الذي لا يستطيع مغادرة مطار موسكو بعد أن ألغت السلطات الأميركية جواز سفره. وقال بيسكوف «إن القيادة الروسية لا تريد أن يلحق سنودن بالعلاقات الروسية الأميركية»، قائلا إن رئيس الدولة بوتين «كان قد أعلن عزمه على عدم السماح لسنودن أن يعمل ضد الولايات المتحدة الأميركية». وأضاف أن الرئيس بوتين لا يناقش مصير سنودن مع المسؤولين الأميركيين «ولا يراقبه». وأشار الناطق الرسمي الروسي إلى اسمي مدير هيئة الأمن الفيدرالية الروسية ألكسندر بورتنيكوف ومدير مكتب المباحث الفيدرالي الأميركي روبرت مولر بوصفهما المسؤولين المدعوين لتقرير أمر سنودن.
وكان سنودن قدم طلبا إلى دائرة الهجرة الروسية للحصول على حق اللجوء المؤقت في روسيا. ولم تقرر السلطات الروسية قبول طلبه أو رفضه حتى الآن. ويشير مراقبون إلى أن واشنطن ومنذ تاريخ لجوء سنودن إلى موسكو تطالب موسكو بترحيله إلى وطنه الولايات المتحدة الأميركية، في الوقت الذي يربط فيه المسائل المتعلقة بلجوء سنودن إلى روسيا، وبين احتمالات إرجاء الرئيس الأميركي باراك أوباما لزيارته إلى روسيا في سبتمبر (أيلول) المقبل بسبب ما يتعرض له من ضغط في الداخل بسبب سنودن. ونقلت صحيفة «كوميرسانت» الروسية عن مصادر أميركية أن قرار تأجيل زيارة باراك لروسيا لا يتوقف على تسليم سنودن فحسب بل يتعلق أيضا بأسباب أخرى تكمن في «خلاف موسكو وواشنطن حول مواضيع كثيرة مثل الدفاع المضاد للصواريخ وتخفيض الترسانة النووية العسكرية وحقوق الإنسان والوضع في سوريا». لكن هناك آخرين يتحدثون عن احتمال أن تكون المباحثات بشأن التعاون الاقتصادي وأفغانستان وإيران ومكافحة الإرهاب مثمرة. وأضافت المصادر أن الإدارة الأميركية قد تتخذ قرارها خلال أسبوعين.