المستشار العجيل: نسبة المشاركة «جيدة جدا» ولم تسجل أي مخالفة

سخونة الأجواء لم تمنع الكويتيين من التصويت لاختيار ممثليهم في مجلس الأمة

ناخبة تصوت قبيل إغلاق مراكز الاقتراع في الكويت أمس (إ ب أ)
TT

شهدت انتخابات مجلس الأمة الكويتي التي بدأت منذ وقت مبكر صباح أمس، إقبالا قال التلفزيون الرسمي «إنه فاق انتخابات ديسمبر (كانون الثاني) الماضية»، وسط الطقس الساخن وإجراء عمليات الانتخاب لأول مرة في شهر رمضان.

وأكد الشيخ أحمد الجابر الصباح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الكويتي خلال جولات تفقدية شملت مقار اللجان الانتخابية، حرص القيادة السياسية العليا على أن تخرج الاحتفالية الديمقراطية بأبهى صورة تليق بمكانة الكويت الحضارية إقليميا ودوليا.

وقال إن العالم بأسره يراقب التجربة الديمقراطية الكويتية بوصفها نموذجا فريدا وبرهانا ساطعا على التلاحم الإيجابي الفعال بين القيادة والشعب، وعلى مشاركة الشعب في صنع حاضره وصياغة مستقبله.

وأغلقت مراكز الاقتراع لانتخابات مجلس الأمة في الدوائر الانتخابية الخمس أبوابها أمام الناخبين عند الثامنة مساء أمس بالتوقيت المحلي، فيما ظلت صناديق الاقتراع مفتوحة للتصويت أمام الناخبين الموجودين داخل المراكز.

وبدأ فرز الأصوات مباشرة في جميع مراكز الاقتراع الأصلية والفرعية (نساء ورجالا) بعد انتهاء تصويت الموجودين فيها، فيما جرى إعلان النتائج الرسمية في مراكز الاقتراع الرئيسية من قبل اللجنة الوطنية العليا للانتخابات.

وقال المستشار أحمد العجيل رئيس اللجنة القضائية العليا المشرفة على سير انتخابات مجلس الامة 2013 إن نسبة الناخبين والناخبات الذين أدلوا بأصواتهم اليوم «جيدة جدا».

وأضاف المستشار العجيل لم تسجل اي مخالفة طوال سير العملية الانتخابية باستثناء بعض الحالات الفردية البسيطة التي تمت معالجتها في حينها، متابعا «إن عملية فرز الاصوات بدأت عند الساعة التاسعة والربع مساء بالتوقيت المحلي في الدوائر الانتخابية الخمس تمهيدا لاعلان النتائج الرسمية».

وكانت المراكز الانتخابية الموزعة على مائة مركز بدأت باستقبال الناخبين في تمام الساعة الثامنة صباح أمس للتصويت على اختيار 50 عضوا لمجلس الأمة بواقع عشرة أعضاء لكل دائرة انتخابية، في حين يبلغ عدد المرشحين 311 مرشحا بينهم ثماني نساء.

ويحق لكل ناخب من الناخبين المقيدين وعددهم 439715 ناخبا وناخبة من أصل 1.2 مليون كويتي، اختيار مرشح واحد من بين مجموع المرشحين الذين يتنافسون في الدوائر الانتخابية الخمس للفوز بعضوية مجلس الأمة. ويبلغ إجمالي عدد الناخبين الذكور 206096 بنسبة 46.87 في المائة من مجموع أعداد الناخبين في الدوائر الانتخابية الخمس، في حين يبلغ إجمالي الناخبات 233619 يشكلن ما نسبته 53.12 في المائة.

وجرت عملية الاقتراع في 457 لجنة انتخابية موزعة على مائة مركز في مختلف مناطق الكويت، إضافة إلى خمس لجان رئيسية يتم فيها إعلان النتائج النهائية لكل دائرة على حدة.

من جهته أكد وزير الصحة الدكتور محمد الهيفي اتخاذ الوزارة استعداداتها الكاملة للتعامل مع أي حالة صحية طارئة قد تحدث في اللجان الانتخابية المنتشرة في جميع الدوائر الانتخابية.

وأضاف الوزير الهيفي في تصريحات أن اللجنة الصحية لانتخابات مجلس الأمة 2013 جهزت مائة عيادة طبية في مختلف الدوائر الانتخابية بمشاركة 600 من فنيي الطوارئ والهيئة التمريضية في وزارة الصحة.

وأوضح الهيفي أن اللجنة كلفت 36 طبيبا من الرعاية الصحية في الوزارة للعمل في عيادات مقار الاقتراع الموزعة في جميع الدوائر الخمس، إضافة إلى توفير 30 سيارة إسعاف من إدارة الطوارئ الطبية لنقل أي حالة طارئة إلى المستشفيات العامة في حال حدوثها.

وجاءت الانتخابات المبكرة بعد صدور حكم للمحكمة الدستورية العليا التي أبطلت استحقاقين انتخابيين أولهما في فبراير (شباط) 2012، والآخر في ديسمبر (كانون الأول) من العام نفسه بسبب أخطاء وصفت بالإجرائية.

واصطحب كثير من الناخبين أبناءهم الأطفال والناشئة إلى المراكز رغبة منهم في تنمية ثقافتهم الانتخابية والديمقراطية.

ونقلت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) إجماع ناخبين على أن اصطحاب الأبناء إلى مراكز الاقتراع يرفع وعيهم الفكري والسياسي لديهم ويعزز ثقتهم بأنفسهم وتقبل الاختلاف في الرأي مع الآخر.

وأكد الناخب مشاري الأحمد أهمية اصطحاب الأطفال والشباب دون الـ18 عاما إلى هذه المراكز بغية الاطلاع على سير العملية الانتخابية في الكويت بجميع أركانها، موضحا أن تلمس هذه التجربة عن كثب يساهم في زيادة ثقتهم بأنفسهم وفي إبداء الرأي وتقبل الرأي الآخر، والاختيار عن قناعة لمرشحيهم في الانتخابات.

وأضاف الأحمد أن المجتمع الكويتي يراهن على الناشئة والشباب الذين سيلعبون دورا حيويا في بناء كويت المستقبل، مشيرا إلى أن تشجيع أطفالنا على الاهتمام بالعملية الانتخابية يساهم بشكل رئيسي في بناء شخصياتهم.

من جانبه قال الناخب فهد المسعود إن الانتخابات البرلمانية تختلف كليا عن الانتخابات المدرسية والجامعية؛ لذلك يحرص على اصطحاب أبنائه للمقار الانتخابية ومراكز الاقتراع ليعلمهم طريقة استخراج القيد الانتخابي ومعرفة اللجنة الانتخابية لكل اسم.

وأوضح المسعود أن دول العالم المتقدمة تركز في خططها المستقبلية على حاجات الشباب في كل المجالات المختلفة، منها السياسي والاقتصادي والتنموي؛ «لذلك علينا القيام بدورنا كأولياء أمور في زيادة وعي أطفالنا منذ الصغر ليتمكنوا من تطوير ذواتهم والوصول بالكويت إلى مصاف تلك الدول».

من ناحيته قال الناخب فرج الفرحان إن الانتخابات البرلمانية بدأت في الأعوام القليلة الماضية تلقي بظلالها على أحاديث الناشئة والشباب، وساهمت بزيادة وعيهم الفكري والسياسي.

ورأى الفرحان أن الجيل الذي لم يشارك في الانتخابات من قبل لديه حماسة واضحة للمشاركة في العملية الانتخابية حتى إن لم يصل إلى السن القانونية للانتخاب، فنجد هؤلاء يعملون في اللجان الانتخابية مع المرشحين.

وأضاف أنه يحرص على المساهمة بزيادة إلمام أبنائه وإدراكهم لمجريات الأحداث السياسية في الكويت، مبينا أن الأفكار السياسية اختلفت وتكثفت في الآونة الأخيرة، وبدأت تؤثر في أفكار الأطفال والناشئة سواء سلبا أم إيجابا.

وذكر أن المراهقين والأطفال يتأثرون بشكل سريع بآراء السياسيين والأكاديميين الذين يتابعونهم في وسائل الإعلام المختلفة، لا سيما أنهم يعيشون في مجتمع منفتح ولا تقييد فيه للحريات؛ لذلك يحرص على مناقشتهم وتصحيح المعلومات المغلوطة التي قد تؤثر عليهم سلبا.

من جهته قال الناخب عادل الكندري إن الانفتاح الإعلامي الكبير وشبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي ساهمت كلها في رفع الوعي السياسي لأبنائنا ووصلت بهم إلى مرحلة النضج السياسي «بشكل أسرع، كما بدأوا يطالبون بالتفاعل مع البيئة الانتخابية ومناقشة قضايا مجتمعهم».

وأشار الكندري إلى أهمية دعم آراء الأبناء وتوجيهها بشكل سليم لمعالجة أي سلبيات، إضافة إلى مراقبة مدى فهمهم للأحاديث الفكرية واهتماماتهم وميولهم السياسية.