الجيش النظامي يسيطر على 50% من حي الخالدية.. و«الحر» يشكل «جبهة فتح العاصمة»

سقوط العشرات بحلب في غارات جوية وقصف بصواريخ أرض أرض

سوريون يعاينون الخراب ويبحثون عن ناجين جراء غارات جوية شنتها قوات النظام في مدينة حلب أمس (رويترز)
TT

سيطرت القوات النظامية، أمس، على نصف حي الخالدية معقل المقاتلين المعارضين وأحد أكبر أحياء مدينة حمص، والذي يشهد قصفا واشتباكات عنيفة. وجاء ذلك بينما لقي 30 شخصا على الأقل حتفهم، بينهم تسعة أطفال، في غارات جوية وقصف بصواريخ أرض أرض في مدينة حلب، شمال سوريا.

وقال رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن «القوات النظامية مدعمة بعناصر من حزب الله اللبناني تقدمت خلال الأربع وعشرين ساعة الأخيرة وأصبحت تسيطر الآن على نحو 50 في المائة من حي الخالدية»، موضحا أن «القصف العنيف بقذائف الهاون والمدفعية لم يتوقف». وأشار مدير المرصد إلى أن المقاتلين يقاومون هذا الهجوم «بشراسة»، لافتا إلى أن «القتال كان عنيفا جدا».

بدوره، قال خالد بكار، المنسق العام لكتائب وألوية سيوف الحق التابعة للمجلس العسكري في حمص، لـ«الشرق الأوسط»، إن «مقاتلي المعارضة انسحبوا من بعض المواقع، لكن القوات النظامية لم تسطع بعد اختراق حصوننا في حي الخالدية». مؤكدا أن «الحي زال تحت سيطرة الجيش الحر».

وأشارت الهيئة العامة للثورة السورية إلى «قصف شديد ومتواصل على حي الخالدية بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة وسط اشتباكات عنيفة جدا في الحي بين الجيش الحر وقوات النظام المدعومة بعناصر حزب الله اللبناني التي تحاول اقتحام الحي».

في المقابل، أعلن مصدر مسؤول لوكالة الأنباء السورية «سانا» أن «وحدات من الجيش حققت تقدما كبيرا في ملاحقة المجموعات الإرهابية المسلحة بحي الخالدية في مدينة حمص، بعدما تجاوزت المنطقة التي تقع فيها مدرسة الأمويين والأبنية الواقعة في الجهة الشرقية منه». وأشار المصدر إلى أنه «تم القضاء على أعداد كبيرة من الإرهابيين وتفكيك عشرات العبوات الناسفة التي زرعوها في الشوارع والأبنية السكنية».

وبالتزامن مع تقدم الجيش النظامي في حمص، أعلن «الجيش السوري الحر» أمس، تحرير المباني الواقعة شمال حي جوبر الدمشقي، المعروفة بمنطقة المعامل، والتي تشمل مؤسسة الكهرباء والمعامل الممتدة على أطراف نهر تورا، وذلك بمشاركة عدد من الكتائب العاملة في جوبر.

وتحقق ذلك، بعد إعلان كتائب وألوية الجيش الحر العاملة في تلك الجبهة توحيد صفوفها في جبهة قتال واحدة، تحت تسمية «جبهة فتح العاصمة» لتوحيد خطط القتال، ومن أبرز الكتائب المنضوية تحت مظلة هذه الجبهة، لواء «هارون الرشيد» ولواء «الفاروق عمر» ولواء «سيف المصطفى» وغيرها. وأشار مصدر قيادي في الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «إعلان هذه الجبهة سيتفرع عنه عدد كبير من غرف العمليات في منطقة الغوطة الشرقية»، مؤكدا أن «مسار المعركة سينقلب لصالح الجيش الحر». وفي مدينة حلب، شمال سوريا، قتل 30 شخصا على الأقل بينهم تسعة أطفال في أقل من 24 ساعة في غارات جوية وقصف بصواريخ أرض أرض.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 12 شخصا بينهم ستة أطفال في قصف بالطيران الحربي على حيي المعادي وبستان القصر في مدينة حلب.

وليل الجمعة، قتل 18 شخصا بينهم ثلاثة أطفال في قصف بصاروخ أرض أرض أطلقته القوات النظامية على حي باب النيرب (جنوب)، ما أدى كذلك إلى إصابة خمسين شخصا بجروح، وذلك في حصيلة محدثة للمرصد.

وأوضح المرصد أن القصف «كان يستهدف مقرات للكتائب المقاتلة في حي باب النيرب من بينها مقر للدولة الإسلامية في العراق والشام إلا أنها سقطت على بعد عشرات الأمتار من هذه المقرات فوق منازل المدنيين».

وبث المرصد شريطا مصورا يبين صبيا بالقرب من الحطام وهو يقول باكيا «كل العائلة راحت (قتلت) كل العائلة»، حسبما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية. وفي القامشلي، أفاد ناشطون بانفجار عبوة ناسفة أمام مبنى الجمارك أسفر عن إصابة ما يقارب ستة من المدنيين بجروح، إضافة إلى الأضرار المادية التي لحقت بالمحال المجاورة.

في حين شهدت قريتا «مزلومة» و«تايا» التابعتان لمدينة القحطانية اشتباكات بين جبهة النصرة الإسلامية ووحدات «الحماية الشعبية» التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي. وبحسب ناشطين فقد تعرض حاجز تابع لقوات الحماية الشعبية الهجوم من قبل عناصر جبهة «النصرة»، حيث فقد فيه ثلاثة عناصر من قوات حزب الاتحاد الديمقراطي حياتهم وجرح الكثير بإصابات طفيفة.

وكانت الاشتباكات بين وحدات الحماية الشعبية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي وكتائب من جبهة النصرة اندلعت في 16 يوليو (تموز)، بمدينة الجوادية في أقصى شمال شرقي سوريا، وسقط على أثرها الكثير من القتلى والجرحى من الجانبين.

في غضون ذلك، دعا الائتلاف الوطني السوري المعارض في بيان أمس «الأمم المتحدة لإدانة المجازر التي ارتكبها ويرتكبها النظام بحق السكان الآمنين في سوريا، والتدمير الممنهج الذي ينفذه ضد المناطق الآهلة بالسكان في حلب وغيرها من المحافظات السورية، بهدف كسر إرادة السوريين وقمع ثورة الحرية».

وحمّل بيان الائتلاف «بشار الأسد (الرئيس السوري) المسؤولية عن جرائم الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب السوري على أيدي قواته خلال سنتين ونصف من عمر الثورة السورية، وذلك باعتباره قائد هيئة أركان الحرب في الجيش النظامي ويعتلي رأس السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية في نظامه الاستبدادي».

وأشار البيان إلى أن «أعداد الضحايا قد تصاعدت لتصل إلى 7000 مدني معظمهم قضى أثناء شهر رمضان، إضافة إلى 8 مجازر على الأقل تم توثيقها منذ مطلع الشهر الجاري. وهي: مجزرة أريحا، ومجزرة البيضا في بانياس، ومجزرة سراقب في إدلب، ومجزرة اليرموك في دمشق، ومجزرة الدبلان في حلب، ومجزرة السخنة بريف حمص، ومجزرة القابون بدمشق، ومجزرة الزارة بحمص».