أحمدي نجاد ينشئ جامعة بعد تركه الرئاسة

الصراع الداخلي يمزق الفصيل الإيراني للمتشددن

احمدي نجاد
TT

حصل الرئيس الإيراني المنتهية صلاحيته محمود أحمدي نجاد على ترخيص من المجلس الأعلى للثورة الثقافية لتأسيس جامعة تقنية خاصة في العاصمة طهران. وبحسب موقع «تسنيم» الإخباري ذي التوجه المحافظ، فإن الجامعة ستكون متخصصة بمجالات التكنولوجيا بما في ذلك تكنولوجيا النانو والفضاء والهندسة النووية.

فقد نقلت معظم وسائل الإعلام الإيرانية الخبر الذي يعد أول خبر مؤكد حول مستقبل نجاد بعد انتهاء ولايته في 3 أغسطس (آب) المقبل. وقد أطلقت التقارير على الجامعة اسم «جامعة الإيرانيين» وهو اسم وطني وغير اعتيادي لمؤسسة تعليمية عليا.

ومن المفهوم أن أحمدي نجاد كان قد قدم طلبا لإطلاق الجامعة وأن المجلس قرر منحه الترخيص احتراما لجهوده الحثيثة ولتفانيه في دوره كرئيس للمجلس خلال السنوات الثماني الماضية؛ إذ إن المجلس الأعلى للثورة الثقافية مسؤول عن منح التراخيص للجامعات ويرأسه رئيس البلاد.

إن منح الموافقة لإنشاء جامعة جديدة في العاصمة يتناقض بشكل واضح مع القوانين القائمة التي تحظر إنشاء جامعات جديدة في طهران، إلا أن المجلس الثقافي يمتلك السلطة لنقض مثل هذه القوانين.

ويتألف المجلس من بعض الوزراء بالإضافة إلى مجموعة من الأعضاء المعينين من قبل المرشد الأعلى. غالبية الأعضاء الحاليين للمجلس هم إما من المتشددين أو غلاة المحافظين ومن الممكن أن يتم إقالة بعضهم من قبل الإدارة الجديدة.

وفي سياق آخر ذكرت وسائل الإعلام الإيرانية في وقت سابق أن الإدارة الحالية قد أنشأت قسما جديدا في مؤسسة الرئاسة تحت اسم «مكتب الرؤساء السابقين»، وتلت هذه التقارير شائعات بأن مبنى في وسط طهران تابع للرئاسة يتم تجديده ليستخدمه أحمدي نجاد عند تركه للمنصب.

إلا أنه في وقت لاحق نفت إدارة حسن روحاني ما ورد عن إنشاء المكتب الجديد، مؤكدة أنه ليس لديها علم بالأمر.

وتستعد البلاد لتسلم حسن روحاني السلطة من أحمدي نجاد في 3 أغسطس.. الأمر الذي تمت تغطيته بشكل واسع في أوساط الصحافة الإيرانية.

وقد ذكرت الأسبوع الماضي وكالة «مشرق» المتشددة أن بعض أغراض أحمدي نجاد الشخصية تم نقلها إلى مكان إقامته السابق في حي نارماك (شرق طهران).

وتشهد عملية انتقال السلطة حالة من الاقتتال الشديد بين العناصر المتطرفة التابعة للفصيل الأصولي.

وأكثر ما يلفت الانتباه هو الفجوة المتنامية بين أعضاء الفصيل الأصولي الذين يتبعون رجل الدين الشيعي آية الله محمد تقي مصباح يازدي والأعضاء الذين يتبعون قادة مختلفين، وقد عرض الأسبوع الماضي على المجلس (البرلمان) تقريرا عن هجوم 6 فبراير (شباط) الذي استهدف رئيس المجلس علي لاريجاني في مدينة قم المقدسة، وقد خلص التقرير ضمنيا إلى اتهام أتباع الجبهة المقاومة بقيادة مصباح يازدي بالمسؤولية عن الحادث.

كما قام موقع «عمارييون» الذي يدعم أعضاء في الفصيل الأصولي المتطرف الذين لعبوا دورا في الثورة الإسلامية أو الذين قاتلوا في الحرب الإيرانية - العراقية بإدانة بعض التصريحات التي أطلقها بعض أعضاء الجبهة الثورية للتعبير عن استيائهم من الأصوليين لعدم دعمهم لسعيد جليلي.

ويصور مصباح يازدي نفسه على أنه مؤيد كبير لمثل الثورة الإسلامية ومفهوم ولاية الفقيه، إلا أن منتقديه يعتبرون أنه لم يخاطر أبدا بحياته من أجل أفكاره سواء أثناء الثورة أو بعدها.