توقعات بمشاركة حزب الحركة الشعبية في الحكومة الجديدة في جنوب السودان

مصدر مطلع لـ «الشرق الأوسط»: سلفا كير يعقد اجتماعا مطولا مع وزير سابق رفعت عنه الحصانة

قادة قبليون في شمال دارفور يرفعون أيديهم بعد توقيع وثيقة الاتفاق في مركز الوالي في الفاشر (أ.ف.ب)
TT

وصل وفد مقدمة من حزب الحركة الشعبية للتغيير الديمقراطي الذي يتزعمه الدكتور لام أكول أجاوين إلى عاصمة جنوب السودان قادما من الخرطوم، وهناك توقعات لمشاركته في الحكومة الجديدة التي يجري رئيس الدولة سلفا كير ميارديت حولها مشاورات مع القوى السياسية، في وقت أكدت فيه حكومة تصريف الأعمال أن جوبا واجهت ضغوطا داخلية وخارجية لإجراء الإصلاحات من بينها تقليص عدد الوزارات التي أصبح عددها 19 وزارة، فيما بدأ اجتماع سري بين كير ووزير مجلس الوزراء السابق دينق ألور، ولم تخرج تصريحات عن ذلك الاجتماع.

وقال مصدر مطلع من جوبا فضل حجب اسمه لـ«الشرق الأوسط» إن رئيس جنوب السودان يعتزم إشراك حزب الحركة الشعبية للتغيير الديمقراطي المعارض بزعامة دكتور لام أكول، الذي ظل منذ قبل إعلان استقلال الدولة قبل عامين بعيدا عن بلاده يقود معارضته من الخارج في حين أن أعضاء من حزبه يعملون من داخل البرلمان، وتتهم جوبا أكول بتلقي دعم وتمويل من الحكومة السودانية، وأضاف المصدر أن حوارا قد جرى بين الحكومة وأكول بعد أن عادت قوات يعتقد أنها تابعة له إلى البلاد تحت مظلة العفو العام الذي أصدره سلفا كير في أبريل (نيسان) الماضي.

وكشف المصدر عن أن سلفا كير عقد لقاء مطولا مع وزير مجلس الوزراء السابق دينق ألور ويعد اللقاء هو الأول منذ أن رفع كير عنه الحصانة للتحقيق معه ووزير المالية كوستا مانيبي في شبهة اختلاس ما يقارب من ثمانية مليار دولار، وأضاف المصدر أن اللقاء سيكون له ما بعده في الفترة القادمة، وتوقع أن يشارك ألور في تشكيلة الحكومة القادمة، مشيرا إلى أن الأوضاع المحتقنة في البلاد قد زالت بعد اجتماعات مكثفة عقدها زعماء كبار أبرزهم أبل ألير، نائب الرئيس السوداني الأسبق والجنرال جوزيف لاقو طوال الأيام الماضية بهدف نزع فتيل الأزمة التي دخلتها البلاد في أعقاب القرارات التي أصدرها كير منذ إحالة ألور ومانيبي إلى التحقيق وإعفاء الحكومة وإقالة نائبه مشار وتجميد نشاط الأمين العام باقان أموم ومنعه من مغادرة جوبا وعدم الإدلاء بأي تصريحات صحافية.

وقال المصدر إن الاتجاه الغالب أن تتشكل الحكومة خلال أيام، وأضاف أن هناك ارتياحا كبيرا بانفراج الأزمة التي دخلت البلاد منذ شهر، وقال إن هناك توصيات محددة سيتم وضعها للعمل بها في المرحلة القادمة، وأضاف أن كل القيادات تعمل الآن للحفاظ على وحدة الحزب الحاكم ومنعه من الانشقاق واستقرار البلاد وتأمينها، وقال: «سيدخل الجميع المرحلة القادمة بروح جديدة تنهي مثل هذه الأزمات وتتجاوز التحديات بروح واحدة».

من جهته أكد عبدون أقاو، أمين عام حكومة جنوب السودان، أن تقليص عدد الوزارات في جنوب السودان ودمج بعضها ببعض سيعود بالنفع على المواطنين، وقال إن هذا القرار سيجعل الحكومة قادرة على تقديم الخدمات على نحو أفضل للمواطنين، واعترف بوجود ضغوط داخلية وخارجية على حكومته تهدف إلى إحداث إصلاحات حقيقية، وقال إن من بين الإصلاحات تقليص عدد الوزارات التي أصبح عددها الآن 19 وزارة، مشيرا إلى أن كير سيعلن تشكيل الحكومة قريبا فور الانتهاء من إجراء مشاورات مع الأحزاب السياسية، وقال إن اختيار الوزراء ليس بالأمر السهل من ناحية تمثيلهم، وكشف عن عودة بعض الوزراء المقالين إلى التشكيل الجديد، وقال إن كير يفكر في مسألة الكفاءة عند اختياره لأعضاء الحكومة الجديدة.

وكان نائب رئيس دولة جنوب السودان المقال دكتور رياك مشار، قد انتقد في أول تعليق له بعد الإقالة تأخر تشكيل الحكومة داعيا إلى تشكيلها فورا لملء الفراغ الدستوري في البلاد، مؤكدا قبوله قرار إقالته، وقال: «أعتقد أن حل الحكومة كان ينبغي أن يحدث أولا ثم يتم تشكيل حكومة جديدة على الفور حتى لا يحدث فراغ في الدولة»، وأضاف: «نحن الآن أمام فراغ أثار القلق»، مشيرا إلى أنه سينافس كير في زعامة الحزب لخوض الانتخابات المقبلة في عام 2015.

وكان كير قد أقال مشار وأعضاء الحكومة، وأخضع كبير مفاوضيه مع السودان باقان أموم للتحقيق في أكبر عملية تغيير سياسي منذ انفصال الجنوب في عام 2011.