ضبط نحو 100 من بين ألف سجين هارب في ليبيا

طرابلس أغلقت المعبر الحدودي مع مصر

ليبيون يحملون صورة المحامي والناشط السياسي عبد السلام المسماري خلال تشييعه في بنغازي أول من أمس (رويترز)
TT

قالت السلطات الأمنية الليبية أمس إنها تمكنت من ضبط نحو 100 من بين ألف سجين فروا من أحد سجون بنغازي يوم أول من أمس، بينما قررت غلق المعبر الحدودي مع مصر، في مسعى للقبض على باقي المساجين، في وقت تواصلت فيه الاحتجاجات والمظاهرات في العديد من المدن الليبية المضطربة على خلفية عمليات الاغتيالات التي تشهدها البلاد.

وقال مسؤول أمني ليبي أمس إنه جرى ضبط نحو 100 سجين من بين ما يزيد على ألف هربوا في أعمال شغب شهدها سجن الكويفية بمدينة بنغازي شرق ليبيا. ووصل عدد الفارين إلى 1117 من السجن الذي يقع في المدينة التي كانت مهدا للثورة ضد حكم العقيد الراحل معمر القذافي. وذكر مسؤولون أن السجن تعرض لهجوم من الخارج إلى جانب أعمال شغب في الداخل. وقال محمد الشريف، رئيس الغرفة الأمنية المشتركة في بنغازي، إن بعض السجناء سلموا أنفسهم وألقي القبض على آخرين.

وأبلغ الشريف وكالة «رويترز» بأن السجن عاد إلى العمل اعتبارا من صباح أمس، وأنه جرى إحضار 70 سجينا في البداية، ثم ألقي القبض على 30 آخرين في مدينة المرج شرق ليبيا، وسبعة بمدينة أجدابيا في الشرق أيضا وستتم إعادتهم إلى سجن الكويفية.

وأشار مسؤولون آخرون إلى أن من بين الهاربين مسجونين من دول أفريقية أخرى، بينما قال رئيس الوزراء الليبي، علي زيدان، إن بعض الأهالي نفذوا الهجوم نظرا لأنهم لا يريدون وجود السجن بالقرب من منازلهم. وأضاف زيدان أن حكومته اتخذت قرارا بقفل حدود ليبيا الشرقية مع مصر، وطلبت الاستعانة بفريق تحقيق جنائي دولي للكشف عن مرتكبي الجرائم والاغتيالات التي شهدتها البلاد. وقال في مؤتمر صحافي «إن الأمر أعطي بإقفال الحدود مع مصر وسنسمح للبضائع فقط بالدخول»، موضحا أن السلطات المصرية تبلغت بالقرار الليبي، وأن لائحة بأسماء أشخاص مشبوهين ستبلغ للقاهرة بهدف توقيفهم إذا غادروا الأراضي الليبية».

وتشهد بنغازي موجة من العنف منذ العام الماضي وقعت خلالها هجمات على قوات الأمن وأهداف أجنبية من بينها هجوم على السفارة الأميركية في سبتمبر (أيلول) من العام الماضي قتل فيه أربعة أميركيين بينهم السفير.

وجاء الهروب من السجن يوم أول من أمس بعد أن هاجم مئات المحتجين مقرات لجماعة الإخوان المسلمين في بنغازي وطرابلس، ومقرا لائتلاف ليبرالي في العاصمة، بعدما تسببت اغتيالات في بنغازي في خروج مظاهرات تحولت إلى أعمال عنف مساء يوم الجمعة الماضي. وخرج المئات إلى الشوارع تنديدا باغتيال الناشط السياسي البارز عبد السلام المسماري المعارض لـ«الإخوان»، إذ قتل رميا بالرصاص بعد خروجه من مسجد عقب صلاة الجمعة.

وخرج العشرات من جماهير مدينة طرابلس في مظاهرات تواصلت حتى وقت مبكر من صباح أمس بميدان الشهداء وسط العاصمة الليبية رفضا للاغتيالات الممنهجة التي طالت عددا من النشطاء السياسيين والحقوقيين وضباط الجيش والشرطة في ليبيا.

على صعيد متصل، قال مسؤول ليبي أمس إن أعضاء أقلية ليبية تطالب بمزيد من الحقوق عطلوا ضخ المكثفات من حقل الوفاء في غرب البلاد إلى مجمع مليتة للمعالجة والتخزين المملوك جزئيا لشركة «إيني» الإيطالية. وأضاف عبد الفتاح شاقان، رئيس مجلس إدارة مجمع مليتة، أن المحتجين أغلقوا صماما بخط أنابيب منذ يومين، مما أوقف ضخ المكثفات، وهي نوع خفيف من الخام، منذ ذلك الحين.

ومن جانبها، ذكرت وكالة الأنباء الإيطالية «انسا» أن قاربا مطاطيا يحمل 53 مهاجرا أفريقيا انقلب قبالة السواحل الليبية، مما أسفر عن وفاة أكثر من نصف من كانوا على متنه. ونقلت الوكالة عن الناجين القول إن 31 شخصا غرقوا في الحادث الذي وقع في وقت متأخر ليلة الجمعة أو وقت مبكر من صباح يوم السبت، وتمكنت سفينة شحن من إنقاذ الباقين والوصول بهم أمس إلى جزيرة لامبيدوسا جنوب إيطاليا. وينتمي معظم المهاجرين لبلدان نيجيريا وجامبيا وبنين والسنغال.