المعارضة ترفض نهج تشكيل حكومة جنوب السودان الجديدة

برلماني بارز لـ «الشرق الأوسط»: تعيين وزير الخارجية تم بطريقة غير دستورية

TT

رفضت المعارضة في دولة جنوب السودان النهج الذي سلكه الحزب الحاكم في تشكيل الحكومة الجديدة، التي بدأت بتعيين وزير الخارجية الدكتور برنابا مريال بنجامين الذي كان يشغل منصب وزير الإعلام في الحكومة المقالة. واعتبرت المعارضة أن الخطوات التي تم اتخاذها غير دستورية، وطالبت بوضع أسس للحكومة الجديدة وبرنامج «يحقق الوحدة الوطنية وبناء الأمة»، وأن تشارك فيها كل القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني. ونفت الحركة الشعبية للتغيير الديمقراطي مشاركتها في الحكومة وتعيين زعيمها لام أكول في منصب نائب الرئيس، ورهنت عودة رئيسها بضمانات أمنية من قبل الحكومة.

ونفى أونيوتي أديجو نيكواك، زعيم المعارضة في البرلمان، القيادي في الحركة الشعبية للتغيير الديمقراطي بزعامة لام أكول، لـ«الشرق الأوسط» مشاركة حزبه في الحكومة التي يزمع رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت تشكيلها في الأيام المقبلة، وأضاف أن حزبه ما زال في صفوف المعارضة وأنه لم تتم أية مشاورات مع الحزب الحاكم، وأن المشاركة مرتبطة بالبرنامج وليس من أجل الدخول في الحكومة، مشيرا إلى أن الحزب الحاكم ارتكب خطأ كبيرا بتعيين وزير خارجية قبل عرضه على البرلمان للموافقة عليه، وأن ذلك يخالف نصوص الدستور. وقال: «كان يفترض أن يبدأ كير بترشيح نائب له وعرضه على البرلمان وفق الدستور، وبعد الموافقة يجري مشاوراته لتشكيل الحكومة بتوصية إلى البرلمان لإجازة المرشحين»، وأضاف: «ما تم من تعيين لوزير الخارجية غير دستوري، ولكن الحزب الحاكم لديه أغلبية المقاعد وسيتم تمرير كل ذلك بالتصويت.. ونحن نقطة في محيط داخل البرلمان»، متابعا أن «ما يتم الآن وراء الكواليس لتشكيل حكومة جديدة يعبر عن خلل دستوري واضح يقوده الحزب الحاكم ولا يمكن الاتفاق معه».

وكان رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت قد اختار وزير الإعلام السابق الدكتور مريال برنابا بنجامين لتولي منصب وزير الخارجية في الحكومة الجديدة التي يعكف على تشكيلها بعد أن أقال الحكومة السابقة الثلاثاء الماضي وأعفى نائبه الدكتور رياك مشار من منصبه ووضع كبير مفاوضيه مع السودان باقان أموم رهن الإقامة الجبرية وأحاله إلى التحقيق. وقال بنجامين إنه علم بتعيينه اثناء مشاهدة التلفزيون الحكومي، وأضاف أنه لا يعلم موعد تعيين باقي أعضاء الحكومة.

وقال نيكواك إن لدى المعارضة رؤيتها الواضحة في التشكيل الجديد بأن تكون حكومة من التكنوقراط، وإشراك كل القوى السياسية وفق برنامج لتحقيق الوحدة الوطنية وأسس محددة، نافيا مشاركة رئيس حزبه لام أكول في منصب نائب الرئيس كما تتداول أوساط جنوبية، وقال إن منصب نائب الرئيس هو من نصيب الحزب الحاكم.

ورهن نيكواك عودة رئيس حزبه بتقديم الحكومة ضمانات أمنية له، وقال إن «هناك استهدافا للدكتور لام أكول، ولا يمكن أن يعود ما لم توضع ضمانات من قبل الحكومة وبشكل واضح حتى لا يتم استهدافه من قبل الجهات الأمنية»، مشيرا إلى أن جوبا كانت تتهم أكول بقيادة ميليشيات عسكرية ضد الحكومة، موضحا أن «قائد تلك الميليشيا عاد إلى جنوب السودان وقال صراحة أن لا علاقة لأكول بالميليشيا التي يقودها.. لكن لم يصدر أي اعتراف من قبل الحكومة بأن لام أكول ليس له علاقة، ولذلك نحن نتوجس ونطالب بالضمانات الأمنية».

وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قد أجرى اتصالا مع سلفا كير أمس حثه خلاله على تشكيل حكومة جديدة «بسرعة وبشفافية بطريقة تحترم الدستور الانتقالي في جنوب السودان وبطريقة تعكس التنوع الشعبي»، معربا عن «مخاوف الولايات المتحدة حول الوضع السياسي في جوبا فضلا عن العنف المقلق للغاية وتفاقم الأزمة الإنسانية في ولاية (جونقلي)».