سياسي كردي: من حق بارزاني أن يكون رئيسا للمؤتمر القومي

تركيا لا تمانع في عقده لكنها تريد أن تصدر عنه رسالة سلام

TT

كشف سياسي كردي مقرب من قيادة حزب العمال الكردستاني عن أن «المؤتمر القومي الموحد المزمع عقده في غضون الأسابيع القليلة المقبلة في كردستان العراق تعود فكرته إلى زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان، عندما كان يقيم بسهل البقاع في لبنان في تسعينات القرن الماضي، إذ حاول هناك تنظيم ذلك المؤتمر، لكن الخلافات الكردية والصراعات الحامية بين الأحزاب الكردية في تلك الفترة حالت دون تحقيق هذا الأمر المصيري».

وقال محمد أمين بينجويني، السياسي الكردي المعروف، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن أوجلان سمع حينذاك أخبار نجاح المنظمات الفلسطينية في تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني ليكون مرجعا سياسيا للمنظمات الفلسطينية، ولذلك شرع في الاتصال بالقيادات الكردية في أرجاء كردستان الأربعة، بهدف عقد مؤتمر قومي يوحد جميع الأحزاب والقوى الثورية والسياسية الكردية ينبثق عنه مجلس وطني كردي على غرار المجلس الفلسطيني، لكن خلافات الأحزاب حالت دون تحقيق ذلك، فتم بعد ذلك عقد مؤتمر قومي تحت رعاية حزب العمال الكردستاني في بروكسل عام 1998 شاركت فيه عدة أحزاب وقوى كردستانية، وبسبب الخلافات والصراعات السياسية لم يحقق ذلك المؤتمر أيضا أهدافه بتوحيد الموقف والخطاب الكردي».

وحول المؤتمر المزمع عقده تحت رعاية مسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان، والدور التركي، قال بينجويني «في البداية كان الموقف التركي بالضد من أي محاولة هادفة إلى توحيد الجهد والموقف والخطاب الكردي، وحاولت تركيا بذل جهود كبيرة لإفشال عقد هذا المؤتمر، لكن بعد أن أخفقت في ذلك نتيجة إصرار قيادة كردستان على عقده، عاد بولنت أرينج، نائب رئيس الوزراء التركي، ليصرح بأنهم لا يمانعون عقد المؤتمر، لكنهم يتمنون أن تصدر عنه رسالة سلام، وأن يؤيد المؤتمر جهود السلام المبذولة حاليا في تركيا».

وبسؤاله عن أحاديث مفادها أن بارزاني يريد من وراء هذا المؤتمر تكريس نفسه زعيما على كردستان الكبرى بأجزائها الأربعة، قال بينجويني «نحن لا نبحث موضوع الزعامة في هذا المؤتمر، وأصلا لم يردنا أي طلب أو حتى إشارة من حزب بارزاني بهذا المعنى، ولكن لنكن واقعيين، فإن مسعود بارزاني يقود اليوم إقليما كردستانيا يحظى بثقل ووزن إقليمي ودولي، وهناك عشرات القنصليات في الإقليم، والعلاقات السياسية والاقتصادية متنامية ومتفرعة مع عشرات الدول بالعالم، منها الدول الكبرى التي تقود العالم، لذلك من الطبيعي أن يقود بارزاني هذا المؤتمر، فاحتراما له ولدوره ينبغي أن تكون رئاسة المؤتمر له».

في السياق نفسه، نجح بارزاني في حل الخلافات القائمة بين حزب «بيجاك» الكردي المعارض في إيران، الذي يعتقد أنه الفرع الإيراني لحزب العمال الكردستاني، وبين الأحزاب الكردية الأخرى على خلفية حرمانه من مقعده في اللجنة التحضيرية للمؤتمر. وأكد مصدر مقرب من حزب «بيجاك» لـ«الشرق الأوسط» أن المقعد المخصص لحزب بيجاك قد أعيد إليه، وأن ممثله سيشارك من الآن فصاعدا في اللجنة التحضيرية للمؤتمر القومي المزمع انعقاده في أربيل في غضون الشهر المقبل».