صعود الليبراليين والقبليين في انتخابات الكويت.. وتراجع للشيعة وللمرأة

نسبة المشاركة فاقت 52%.. و6 أغسطس افتتاح البرلمان * الحكومة تستقيل والأمير شكر القضاء والداخلية

أحد القضاة خلال عملية فرز الأصوات في الخالدية أمس (رويترز)
TT

أعلنت رسميا أمس نتائج انتخابات مجلس الأمة الكويتي، وسط مشاركة فاقت نسبتها 52 في المائة من إجمالي الناخبين المقيدين والبالغ عددهم 439 ألفا و715 ناخبا وناخبة، اختاروا 50 نائبا في البرلمان من أصل 318 مرشحا بينهم 8 سيدات، وفقا لنظام الاقتراع السري المباشر. والفائزون هم العشرة الذين حصلوا على أعلى عدد من الأصوات في الدوائر الانتخابية الخمس.

وقدمت الحكومة الكويتية أمس استقالتها غداة انتخابات مجلس الأمة، على أن يعقد مجلس الأمة الجديد أول اجتماع له في السادس من أغسطس (آب). وأصدر أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح مرسوما دعا فيه مجلس الأمة إلى الانعقاد في السادس من أغسطس. وبعد استقالة الحكومة يمكن أن يكلف الأمير رئيس الحكومة المستقيلة الشيخ جابر مبارك الصباح تشكيل الحكومة الجديدة، أو يختار شخصا آخر. ومن المفترض أن تشكل الحكومة الجديدة، وهي الـ13 خلال السنوات السبع الأخيرة، قبل الجلسة الافتتاحية لمجلس الأمة الجديد.

وأجريت الانتخابات البرلمانية يوم أول من أمس تنفيذا لحكم المحكمة الدستورية الصادر الشهر الماضي بإبطال انتخابات البرلمان التي أجريت في ديسمبر (كانون الأول) 2012، وإبطال ما ترتب عليها من آثار ومن بينها نتيجة الانتخابات وفوز المرشحين بعضوية البرلمان، مما استلزم من الحكومة الدعوة للانتخابات التي أجريت يوم أول من أمس بموجب ما تضمنه حكم المحكمة الدستورية، وهي التجربة الانتخابية الثانية بموجب نظام الصوت الواحد لكل ناخب والسادسة بمشاركة المرأة.

وبلغت نسبة التغيير في البرلمان الجديد 52 في المائة بعودة 24 نائبا من المجلس المبطل من أصل 50، حيث خسر السباق الانتخابي 18، وقرر 8 نواب بالمجلس المبطل عدم خوض الانتخابات، وإحصائيا تراجع عدد مقاعد الشيعة من 17 مقعدا، إلى 8، مقابل تنامي مقاعد القبليين والليبراليين الذين زحفوا على مقاعد المحافظين والمتشددين. كما تراجعت مقاعد المرأة من 3 إلى مقعدين.

ودخل 26 نائبا جديدا في مجلس يوليو (تموز) 2013، من بينهم 17 نائبا فازوا بعضوية المجلس للمرة الأولى بنسبة تصل إلى 34 في المائة من إجمالي عدد النواب، أما النواب السابقون الذين لم يدخلوا البرلمان المبطل لكن سبق لهم الفوز بعضوية البرلمان من قبل فبلغ عددهم 9 نواب يشكلون نسبة 18 في المائة من إجمالي نواب المجلس الجديد، وبلغت نسبة النواب الشباب دون الأربعين عاما 10 في المائة بوصول 5 نواب.

وارتفعت نسبة تمثيل القبائل، حيث شكلت 48 في المائة من إجمالي المقاعد بوصول 24 نائبا يمثلون القبائل في الدوائر الانتخابية الخمس نتيجة لمشاركة أبناء القبائل في الانتخابات خلافا لما كان عليه الوضع في الانتخابات السابقة التي أجريت في ديسمبر الماضي. وارتفعت حظوظ القبليين أيضا نتيجة لمقاطعة قوى المعارضة التي ضمت الإخوان المسلمين وشخصيات قبلية وفصيلا من الليبراليين احتجاجا على قيام أمير البلاد بإجراء تعديل جزئي على نظام الانتخابات، قلص فيه عدد أصوات الناخبين من أربعة أصوات لكل ناخب إلى صوت واحد لكل ناخب.

وشهدت الانتخابات الأخيرة اختراقا في بعض الدوائر لـ4 نواب ينتمون إلى قوى المعارضة التي أعلنت مقاطعتها للانتخابات الماضية، على الرغم من إصرار المعارضة على أنها غير ممثلة في هذا المجلس، وأن قرار مقاطعتها للانتخابات لا يزال قائما. أما النواب الليبراليون فيقارب عددهم 5 نواب، فيما يصل عدد النواب الإسلاميين السنة والمقربين منهم 8 نواب، وتراجعت نسبة مشاركة المرأة في البرلمان الجديد إلى مقعدين بعدما كانت تملك 3 مقاعد في برلمان ديسمبر 2012، إذ لم تفز أي من المرشحات الثماني اللائي خضن الانتخابات في الدوائر الانتخابية الخمس، عدا النائبتين معصومة المبارك وصفاء الهاشم، فيما لم تخض الانتخابات النائبة عن مجلس ديسمبر 2012 ذكرى الرشيدي بداعي وجودها كوزيرة في الحكومة.

وأشاد الشيخ صباح الأحمد بالمشاركة الكبيرة للمواطنين بهذه الانتخابات وتجاوبهم الفعال في ممارسة حقهم الانتخابي وأداء هذه المسؤولية الوطنية، وهنأ الفائزين بعضوية البرلمان مبرقا لهم تهانيه بالثقة التي أولاها إياهم المواطنون بانتخابهم لعضوية المجلس.

وشكر أمير البلاد أعضاء اللجنة القضائية العليا المشرفة على سير الانتخابات، مثمنا الجهود الكبيرة التي بذلوها لضمان النجاح التام لهذه الانتخابات، ومتمنيا للجميع كل التوفيق والسداد لخدمة الوطن العزيز ورفع رايته، وكذلك شكر الأمير جميع العاملين في مختلف الوزارات والجهات الحكومية المعنية بالدولة على مشاركتهم في تنظيم الانتخابات وتهيئة الأجواء المناسبة التي مكنت المواطنين من أداء واجبهم الوطني بكل سهولة وهدوء ويسر. وخصص الشكر لقوات الحرس الوطني ووزارات الداخلية والعدل والصحة والإعلام والتربية وبلدية الكويت والإدارة العامة للإطفاء على الجهود التي بذلوها.

وأعلن وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ محمد عبد الله المبارك أن الحكومة رفعت كتاب استقالتها لأمير البلاد خلال اجتماع استثنائي عقدته أمس تطبيقا لحكم المادة 57 من الدستور، وأنها رفعت إليه كذلك مشروع مرسوم بدعوة مجلس الأمة الجديد للانعقاد للدور العادي الأول من الفصل التشريعي الرابع عشر يوم الثلاثاء 6 من أغسطس المقبل.

وبين الشيخ محمد المبارك أن الحكومة اطلعت خلال الاجتماع الاستثنائي الذي عقد برئاسة الشيخ جابر المبارك أمس على الإعلان الرسمي لنتائج انتخابات مجلس الأمة لعام 2013، واستمعت إلى شرح من وزير الداخلية الشيخ أحمد الحمود حول سير عملية الانتخابات ونتائجها النهائية.

وبحسب البيان الرسمي لمجلس الوزراء عقب اجتماعه الاستثنائي، فقد أعرب المجلس عن خالص التهنئة للأعضاء الذين فازوا بثقة المواطنين، سائلا المولى عز وجل لهم التوفيق والسداد في أداء رسالتهم السامية في خدمة وطنهم.

من جانبه، أعلن أمين عام مجلس الأمة، علام الكندري أن جلسة افتتاح مجلس الأمة التي تنطلق يوم الثلاثاء 6 أغسطس، سيرأسها النائب الأكبر سنا، وسيكون النائب حمد الهرشاني، موضحا أن مراسم الافتتاح ستبدأ باستقبال أمير البلاد، ثم تلاوة مرسوم الدعوة للانعقاد، فالخطاب الأميري. ثم ترفع الجلسة لتوديع الأمير، على أن تستأنف لاحقا للنظر في جدول الأعمال، الذي يتضمن اختيار النواب رئيس للمجلس ونائبه وأمين السر والمراقب، إلى جانب أعضاء اللجان الدائمة والمؤقتة.