«كبار العلماء» تدعو لجلسة طارئة للرد على هجوم القرضاوي على مصر والطيب

مصادر بالأزهر تتوقع الإطاحة برئيس اتحاد علماء المسلمين من عضوية الهيئة

TT

قالت مصادر مسؤولة في هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف بالقاهرة (أعلى هيئة في مؤسسة الأزهر)، إن أعضاء الهيئة طالبوا أمس بعقد جلسة طارئة خلال الأيام المقبلة للرد على بيانات الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين (المقيم في قطر، والموالي لجماعة الإخوان المسلمين) التي يهاجم فيها الأزهر بسبب انحيازه لثورة 30 يونيو (حزيران) الماضي وما تمخض عنها من خارطة طريق أطاحت بحكم الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لـ«الإخوان».

وهاجم القرضاوي شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، ودعا في كلمة عبر قناة «الجزيرة مباشر مصر» ليلة أول من أمس، العالم لمعاقبة حكام مصر، ومناصرة المعتصمين المؤيدين لمرسي في منطقة «رابعة العدوية» بالقاهرة. كما حرض القرضاوي قيادات الجيش ووزارة الداخلية ورجال الأزهر والكنيسة ضد النائب الأول لرئيس الوزراء المصري الفريق أول عبد الفتاح السياسي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي. وقال في كلمته إن على الدول العربية والإسلامية التوقف عن دعم حكام مصر الجدد. وقال القرضاوي، وهو عضو بهيئة كبار العلماء بالأزهر إنه على شيخ الأزهر أن يراجع نفسه في مسألة عزل الرئيس السابق.

وقالت المصادر في هيئة كبار العلماء إن تصريحات القرضاوي تجاه الأزهر والدولة المصرية أثارت استياء العديد من كبار مشايخ الهيئة، وأضافت لـ«الشرق الأوسط» إن «عددا كبيرا داخل الهيئة يطالب بالإطاحة بالشيخ القرضاوي»، مؤكدة وجود توجه قوي لعزل القرضاوي من عضوية هيئة كبار العلماء، معللين ذلك بأن الدكتور القرضاوي «يحاول تشويه مواقف الدكتور الطيب الوطنية التي شهد بها المصريون جميعا، والتي انحاز فيها للشعب واستقرار الوطن دون أي مصلحة حزبية أو شخصية».

ولم تحدد المصادر نفسها موعد عقد جلسة كبار العلماء التي كان مقررا لها بعد غد الأربعاء، لكنها قالت إنه تم إرجاء تحديد الموعد الجديد للساعات المقبلة.

وأعيد تشكيل هيئة كبار العلماء بالأزهر في عهد المجلس العسكري الحاكم في البلاد عقب الإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك في أعقاب ثورة «25 يناير» عام 2011، وتتكون من 26 عالما من كبار علماء الأزهر، فيما لم يتم استكمال تشكيل باقي الهيئة ليصل عدد أعضائها إلى 40 عضوا، واختير الدكتور القرضاوي (المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين) ضمن تشكيل الهيئة، وسط جدل كبير وقتها حول أن يكون بها علماء من خارج مصر.

وتقول مصادر أزهرية إن «الشيخ القرضاوي من أفضل العلماء في مصر، لذا تم اختياره من قبل الدكتور الطيب، رئيس هيئة كبار العلماء، عضوا بالهيئة، لكنه أدخل السياسة في الدين، ويقود حملة شرسة الآن ضد شيخ الأزهر الدكتور الطيب، وضد الدولة المصرية بشكل عام وهو أمر غير مقبول».

ويرى مراقبون أن جماعة الإخوان المسلمين ما زالت تستغل الشيخ القرضاوي للضغط على المؤسسة الأزهرية لإنقاذ مصير الرئيس الإخواني الذي جرى عزله مطلع هذا الشهر، وللتأكيد على أن مواقف شيخ الأزهر الدكتور الطيب لا تمثل المسلمين في مصر.

وسبق أن أصدر الدكتور القرضاوي فتوى تحث المصريين على مساندة محمد مرسي وترفض تأييد دعوة الدكتور الطيب للخروج على الرئيس الشرعي للبلاد، باعتبار أن رأي الطيب مخالف لإجماع الأمة ولم يستند إلى القرآن الكريم ولا إلى السنة المطهرة.

ويبرهن مراقبون على أن ضغوط «الإخوان» على القرضاوي بدأت منذ قيام شيخ الأزهر بإصدار فتوى بعدم جواز تكفير الخارج عن طاعة ولي الأمر الشرعي، وأهمية المعارضة السلمية له واعتبارها جائزة ومباحة شرعا، ولا علاقة لها بالإيمان والكفر، وهي الفتوى التي أثارت جدلا داخل جماعة «الإخوان»، خصوصا مع وجود دعوات للمطالبة بتنحي مرسي في 30 يونيو (حزيران) الماضي.

كما انتقد الشيخ القرضاوي مشاركة الدكتور أحمد الطيب في وضع خارطة الطريق للمرحلة الانتقالية مع القوات المسلحة وقوى سياسية، التي أدت لعزل مرسي، وهي الفتوى التي علق عليها الأزهر الشريف في بيان رسمي أكد فيه أن «فتاوى الشيخ القرضاوي تعكس فقط رأي من يؤيدهم، وما ورد فيها من ألفاظ وعبارات تنبئ عن (إمعان في الفتنة)».

وقال الدكتور محمد مهنا، عضو المكتب الفني لشيخ الأزهر، إن «ما ورد في فتوى الدكتور القرضاوي من ألفاظ وعبارات وغمز ولمز، لا تنبئ إلا عن إمعان في الفتنة، وتوزيع لمراسم الإساءات على ربوع الأمة وممثليها ورموزها.. فإن الأزهر الشريف يعف عن الرد عليها أو التعليق».

وأكدت المصادر المسؤولة في هيئة كبار العلماء أن «هناك استياء داخل الهيئة بعد الدعوات التي أطلقها الشيخ القرضاوي للتدخل الأجنبي في شؤون مصر»، لافتة إلى أن مثل هذه الدعوات لتدخل الجهات الأجنبية في الشأن الداخلي المصري مرفوضة تماما، وأنه لن يقبل بها مصري وطني.